حين تواصل معي الإعلامي علاء برنجي لإبلاغي بدعوتي لحضور دورة نحت الخيل التي ينظمها المحترف السعودي والتي تقوم بها النحاتة العراقية الفرنسية رغد عبدالرزاق عبدالواحد، كنت للتو أجلت عودتي من القاهرة لنهاية شهر أغسطس، لكنني لم أتردد للحظة في قبول الدعوة، لذلك عدت مرة أخرى لموقع الخطوط السعودية وغيرت موعد الرحلة. أقيمت الدورة في حي جميل، مجمع الفنون الرائع والذي يحتاج مني إلى مقال منفصل خاص به، المحترف أحد سكان الحي، كما يطلق على المؤسسات الفنية التي تملك مكتباً أو موقعاً في المبنى، تمارس فيه نشاطاتها، يحتوي حي جميل أيضاً على صالات مختلفة تقام فيها الأنشطة المختلفة، وفي أحدها كانت دورة نحت الخيل. المكان جميل، كما هو اسمه، والمحترف كان احترافياً في إشرافه على كل صغيرة وكبيرة في الدورة، بدءا من اختياره للفنانة التي كانت جميلة في روحها كما في فنها، رغد عبدالرزاق عبدالواحد. بدأت الفنانة بجزء نظري أبدعت فيه، لأنها وهي الدارسة فلسفة الفن استطاعت أن تلخص لنا كيف يمكن للفنان أن يبلور شخصيته الفنية، كان ملهماً وحيوياً الاستماع إليها وهي تتحدث عن تجربتها خلال أربعين سنة من العمل في النحت بحب وإخلاص منحها هذه المكانة في فرنسا حيث تعيش وتعمل. أطلعتنا على ألبومات أعمالها والتي تركز في أغلبها على الخيل، المخلوق العجيب الذي يعتبر ثاني أكثر كائن يتم تصويره في الأعمال الفنية بعد الإنسان، معلومة حصلت عليها من الفنانة، وبالرغم من ذلك، تمكنت رغد عبدالرزاق من مرحلة مبكرة لفت الأنظار إليها والوصول إلى ماهي عليه الآن. ورشة العمل كانت رائعة، لأن المشاركين كانوا مجموعة متجانسة من محبي الفن والراغبين في التعلم، من خلفيات مختلفة ومتنوعة، لكن، الشغف بالفن كان هو السائد وهو الذي خلق التجانس. استخدمت الفنانة مادة تعمل بها للمرة الاولى، الخسف، بالإضافة إلى أسلاك الحديد، كان ملهما أن تشاهد فنانا يعمل بيديه ليحول مواد بدائية إلى عمل فني معقد وراق وجميل. كانت الفنانة تستمع إلى الجميع، وتعطي الفرصة للجميع كي يجرب تنفيذ مقترحه، تشجع وترشد وفي النهاية، تضع لمساتها كي يصبح العمل مكتملا، ترى في لفتاتها ولمعة عينيها معنى أن الفنان لا يرضى أن يتنازل عن حد أدنى من الجمال كي يكون راضياً عن نفسه. شكراً للفنانة رغد على الورشة الرائعة. شكرا للمحترف السعودي والشباب المنظمين للورشة على هذا العمل الرائع، والمحترف أيضاً بحاجة إلى مقال خاص به وبنشاطاته الفنية العظيمة التي قام ويقوم بها على مدى أكثر من ثلاثين عاما.