أخذت الفنون الجميلة بنوافذها المتعددة مساحة مقدرة في ملتقى صيف أرامكو 31 الذي تتواصل فعالياته هذه الأيام بمدينة الظهران في المنطقة الشرقية، وأبرز ما يلاحظه مرتادو هذه الفعاليات: حسن التنظيم، والفرصة الكبيرة التي هيّأها الملتقى للجمهور ومتذوقي الفن وناشئته وهو يستضيف أبرز الخطاطين والرسامين والنحاتين على مستوى العالم، من خلال فعاليات تستمر لمدة شهر تقريبًا، حيث تنوّعت المشاركات ما بين الفن التشكيلي والفن الفوتوغرافي والخط العربي والنحت والجرافيك، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات في مجالات الفنون المختلفة والورش الفنية. وقد حظيت هذه الفعاليات بإقبال وتفاعل كبيرين. “الأربعاء” التقى عددًا من الفنانين والمشاركين للحديث عن هذه الفعالية الكبير. حيث يقول الفنان إبراهيم فلاتة: فعاليات صيف أرامكو ليست جديدة فهي تقام منذ سنوات، ولكن الجديد فيها هو ذلك الحضور الفني من خلال التشكيل والتصوير والجرافيك والنحت والخط العربي، فقد كان الإقبال على الفعاليات رائعًا، وتفاعل مع الملتقى من خلال الحضور والمشاهدة، وكذلك تمت استضافة أسماء كبيرة على مستوى العالم في هذه المجالات. وكل ذلك هدفه الفنان والمتلقي وأن تعم الفائدة. أما رئيس جمعية الفنون التشكيلية الفنان عبدالرحمن السليمان فقال: تعد أرامكو سبّاقة لمثل هذه المبادرات، فالفن مهم جدًّا وهو مقياس لحضارات وتقدّم الشعوب، ومن هذا المنطلق تم الاهتمام بالفنون. وأعتقد أن نجاح هذا الملتقى سوف يعزز إقامته في السنوات المقبلة بإذن الله تعالى. مشاركة النحاتين العالميين كذلك تحدث الفنان علي الطخيس بقوله: لقد راودتني فكرة إقامة ملتقى للنحت منذ عام 1398 بعد مشاركتي في مهرجان جرتي للنحت في عمان بعد التقائي بعدد كبير من أبرز النحاتين، وقد حاولت أن أقيم ملتقى في السعودية ولكن وجدت أن تكلفته باهظة جدًّا ولا أستطيع بجهود شخصية إقامة ملتقى، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى تكفلت أرامكو بتقديم خدمة للنحت والنحاتين ضمن صيف أرامكو 31 في إقامة ملتقى للنحت جمع عددًا كبيرًا من أبرز النحاتين العرب وتم اختياري للإشراف على مجال النحت. وقد وضعت تصورًا من خلال اختيار الخامات والأدوات والمنحوتات وترشيح أسماء المشاركين وفعلاً تمت دعوتهم للملتقى. وكان من أهم أهداف الملتقى هو توجيه الدعوة لنحاتين كبار من دول سبقتنا في المجال النحتي لمصر والبحرين وسوريا ولبنان وعمان وغيرها من الدول والمشاركة في ورشة واحدة مع النحاتين السعوديين من أجل كسب الخبرات والفائدة وقد شارك في بداية الملتقى خمسة نحاتين من الداخل وخمسة من الخارج. ويلزمني هنا أن أقدم الشكر للأخوة في شركة أرامكو على هذه الجهود الجبارة في إقامة هذا الملتقى وأتمنى أن يكون بشكل سنوي. تفاعل مع الخط العربي المشرف على الخط العربي الخطاط جمال الكباسي قال: بعد ترشيحي للإشراف على الخط العربي في فعاليات صيف أرامكو اقترحت عددا من أبرز الخطاطين في العالم للمشاركة، والذين تربطني بهم علاقة قوية من خلال التقائي بعدد كبير منهم في عدة ملتقيات عربية وعالمية للخط العربي. وقد تم توجيه الدعوة لعدد من الخطاطين من 30 دولة حول العالم والحمد لله كان الأغلبية يرحبون بالمشاركة، فقد شاركنا في الملتقى خطاطين من تركيا ومن الكويت ومن سويسرا ومن مصر ومن عمان ومن الصين ومن بريطانيا ومن أمريكا ومن سوريا ومن العراق ومن تونس ومن الإمارات ومن الجزائر بالإضافة إلى خطاطي المملكة. وقد ركزنا على الأسماء الكبيرة في الخط التي تضيف فائدة للجميع وفيها نوع من أساليب واتجاهات الخطاطين. ولقد كان التفاعل رائعًا مع هذه المشاركة حيث حظى بإقبال كبير من الجمهور الذي شده الخط العربي وتفاعل الحضور مع الخطاطين، بالإضافة إلى المحاضرات في الخط العربي وبقية الفنون التي أضافت للملتقى أهمية كبيرة. الفنان السوداني عبدالوهاب محمد نور أبدى سعادته ورضاه من الترتيبات والتنظيمات للملتقى، مشيدًا بالاهتمام الكبير الذي حظيت به كل الفعاليات، من تأمين لمستلزمات للفنانين المشاركين، وإتاحة الفرصة للالتقاء بأكبر عدد من الفنانين والخطاطين والمصورين والنحاتين. ماضيًا إلى القول: وما أسعدني أكثر هو اهتمام الجمهور بالملتقى ومحاولة الاستفادة من كل الخبرات الموجودة والدخول في الدورات الموجودة والورش الفنية اليومية وهذا يدل على مدى شغف وحب الناس بالفنون وأنا قدمت عدة دورات في التصوير المائي وفي الكلاج وفي الألوان بشكل عام ومدى أهمية التعاون مع الألوان والاستفادة منها في العمل الفني وأهمية التركيز في اختيار اللون لأن هذه الألوان هي انتقاء للألوان الموجودة في الطبيعة. خطوة رائعة كما تحدث النحات اللبناني توني بصبوص بقوله: تلقيت دعوة للمشاركة في هذا الملتقى من الأخ النحات علي الطخيس والذي تربطني به علاقة منذ 11 سنة بعد أن عملنا سويًّا في ملتقى رشانا للنحت في لبنان وهو أول ملتقى أو سمبوزيم في مجال النحت على المستوى العربي. وحقيقة خطوة رائعة أن تقوم أرامكو بمثل هذه الفعاليات التي تخدم الجميع؛ فالفن هو مرآة الشعوب وقد تم توفير جميع الخامات والأدوات ولكن لم يتم اختيار مكان مناسب للنحت بالإضافة لارتفاع درجة الحرارة. فكرة رائعة وعلق الخطاط السويسري من أصل تونسي عبدالرزاق حمودة بقوله: فكرة المهرجان أعجبتني من خلال الالتقاء بالخبرات في عدة مجالات فنية والتحاور مع الفنانين والخطاطين والنحاتين فقد التقيت عددا من الخطاطين لم يسبق أن التقيت بهم من قبل، والملتقى فرصة لمشاهدة تجارب عدد كبير من الفنانين. الخطاط الصيني الحاج نور الدين عدّد فوائد الملتقى بقوله: من أهم فوائد هذا الملتقى هو التقائي عددا كبيرا من أبرز الخطاطين العرب والمسلمين، بالإضافة إلى مشاهدة المعرض الخطي والالتقاء بالجمهور والتعرف عليهم والتحاور معهم وهذه فائدة كبيرة، وأعتقد أن هذه الخطوة مباركة ورائعة، وأتمنى أن تستمر بشكل سنوي في استضافة جميع الخطاطين من جميع البلدان العربية والإسلامية والعالمية.