الذي يتلاقى بصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، ويعبر عن هويته وارتباطه الوثيق بجلال عروبته وسموها من خلال شجرة الزيتون الضخمة الممتدة والضاربة جذورها في الأرض منذ سنين، لم تترك الآفة الفاسدة أي محاولة من أجل القضاء على غصن الزيتون، فقد مارست جرائم الإبادة الإسرائيلية كل الوحشية في القتل والتهجير الإجباري للفلسطينيين للتخلي عن أرضهم، وأصبحت تجاوزاتها عظمى، حيث ذكرت وزارة الصحة في غزة في آخر بيان لها أن ما لا يقل عن 38713 فلسطينياً قُتلوا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. لا شك أن السلام المستدام في غزة يعتمد على محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية، وتجنب الإفلات من العقاب التي تحاول بمراواغاتها المستمرة الوصول إليه، إلى جانب إخضاع تل أبيب للقانون الدولي والمحاكمة العاجلة. إسرائيل تستهدف في حربها الحالية البنية التحتية لغزة التي أصبحت تحيطها ظروف سيئة، وبالتأكيد سيقود ذلك على المدى الطويل إلى مخاطر وفوضى ليس على الفلسطينيين فحسب بل على بقية دول المنطقة. أشعلت الحرب الإسرائيلية على غزة موجة عارمة من التكهنات حول مستقبل قطاع غزة، ومن الممكن أن تسيطر عليه طويلاً بعد أن يزول غبار العدوان الإسرائيلي، فكل الأعمال التي تحاول أن تسهم في إعادة الحياة من جديد ستكون بعيدة على الرغم من حجم الجهود الدبلوماسية الدولية التي تبذل لإيقاف تنامي هذه الكارثة الإنسانية. ومع ذلك، وبغض النظر عن هذا الهدف المعلن، فقد أعربت تل أبيب بصوت عالٍ عن نيتها مواصلة العملية العسكرية وكذلك إلحاق الدمار الشامل والقتل بكل الفلسطينيين في قطاع غزة، والعديد منهم بالفعل لاجئون جاؤوا إلى غزة من أجزاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. من المؤكد أن إسرائيل دأبت على التخريب والتقويض بشكل مستمر وبهدف عرقلة حل الدولتين والحدود التي تُرسم على أساس 4 يونيو 1967. الترتيبات الأمنية التي يضمها قرار حل الدولتين هي بالتأكيد سوف تصون سيادة الدولة الفلسطينية وتضمن أمن المنطقة؛ وهو بلا شك الحل العادل والمنصف والمتفق عليه دولياً.