حواجز الموت تقطع أوصال الضفة 200 شهيد في 14 مجزرة خلال 24 ساعة يواصل الاحتلال لليوم ال97 على التوالي، ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفاً المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية. واستشهد نحو 200 فلسطيني في 14 مجزرة وثقتها وزارة الصحة في غزة خلال الساعات ال24 الماضية، فيما كثفت قوات الاحتلال قصفها على المنطقتين الوسطى والجنوبية في غزة. وقالت وزارة الصحة إن 23469 فلسطينياً استشهدوا وأصيب 59604 آخرون في الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. مقتل 323 نازحاً داخل مراكز الإيواء أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 323 نازحاً داخل مراكز الإيواء التابعة لها، وأصيب 1142 نازحاً، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. ووثقت الأونروا تعرض 222 مبنى تابع لها لاعتداءات مختلفة؛ تسبب ذلك في أضرار كلية وجزئية 132 منشأة، لافتة أنها قدمت الرعاية الصحية لنحو 19649 مريضاً داخل مراكز الإيواء، التي يتواجد فيها 1,4 مليون نازح فلسطيني من مناطق مختلفة في قطاع غزة. وأشارت الأونروا، أن 146 من موظفي الأممالمتحدة قتلوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مبينة أن 85 % من سكان قطاع غزة نزحوا عن منازلهم. استشهاد 116 صحفياً استشهد 116 صحفياً جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم ال97 على التوالي، بعد استهدافهم بشكل مباشر من طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتهم للعدوان على القطاع. وأكد أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين عاهد فروانة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب فظائع وجرائم بحق الصحفيين، وأصبحت كاميرات الصحفيين ومؤسساتهم هدفاً لنيران قوات الاحتلال، مما تسبب في استشهاد 116 صحفياً وإصابة المئات بجروح، إضافة إلى تدمير معظم مقرات شبكات الإذاعة والتلفزة، والمقرات الصحفية والإعلامية، لافتًا النظر إلى أن سياسة القتل والتدمير للإعلام الفلسطيني وكوادره لم تمنع الصحفي الفلسطيني عن مواصلة عمله في نقل الحقيقة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي للعالم، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة وفقدان نحو 90 ألف فلسطيني. وتشير إحصائيات فلسطينية، إلى أن 220 صحفياً في غزة استهدفتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وهجرت عائلاتهم، ضمن حرب الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطيني، بهدف حجب ما يحدث من جرائم في قطاع غزة عن العالم. وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أنها رفعت عدة دعاوى قضائية لملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين، مبينة أن الهجمات الاسرائيلية، على الصحفيين تسببت في قتل نحو 8 % من إجمالي عدد العاملين في قطاع الإعلام في قطاع غزة. تكريس فصل الضفة عن غزة أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية عن أسفه من استمرار بعض القادة حول العالم في عدم الدعوة إلى وقف الإبادة الجماعية فوراً، وقال: "الذي يقود إسرائيل اليوم هو مزاج الانتقام بلا حدود، واستمرارها في انتهاكاتها والاستعمار في الضفة الغربية بما فيها القدس، والعدوان على قطاع غزة، غدًا لن تكون هناك أرضية حقيقية لتحقيق حل الدولتين". جاء ذلك خلال لقائه في مكتبه بمدينة رام الله، أمس، بنائب رئيس الوزراء وزير خارجية لوكسمبورغ خافيير بيتل، وبُحث خلاله تطورات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزةوالضفة الغربية بما فيها القدس. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أهمية أن تتحد كل الأصوات حول العالم، للوصول إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري وعاجل في قطاع غزة، وفتح كل المعابر المؤدية إلى القطاع لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية بشكل أكبر، وإعادة الكهرباء والمياه والوقود. وشدد، على أنه يجب العمل بشكل جدي على إيجاد أفق سياسي يشمل كل الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين من لوكسمبورغ وجميع الدول المؤمنة بحل الدولتين، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني خلال لقائه بنائب رئيس وزراء لوكسمبورغ إلى أن استمرار الاقتطاعات الإسرائيلية غير القانونية من أموال المقاصة هدفه سياسي، لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وليضع السلطة الوطنية على حافة الانهيار لعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها. الاستعماري العنصري أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "أن اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف الحاكم يتبع سياسة واضحة المعالم يتعمّد من خلال تطبيقها استهداف المدنيين الفلسطينيين في عموم الأرض الفلسطينيةالمحتلة، ويضرب ويطارد جميع مقومات وجودهم وبقائهم الإنساني في أرض وطنهم". وقالت في بيان صدر عنها، مساء أمس إن اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف الحاكم، "لا يضيع أي فرصة للمس بكرامة المواطنين، والاستيلاء على أرزاقهم وقدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم الإنسانية تجاه أبنائهم ومستقبلهم، ذلك عبر جملة طويلة من الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية التي تؤدي هذا الهدف الاستعماري العنصري بشكل يومي، سواءً عبر الاستيلاء على أراضي المواطن الفلسطيني ومنحها لحفنة من المستعمرين على سمعه وبصره، أو هدم منزله ومصلحته الاقتصادية بذرائع واهية لا تمت للقانون الدولي بصلة، ولا لالتزامات القوة القائمة بالاحتلال، وتخضعه لسلسلة من العقوبات الجماعية غير المحدودة التي تتحكم بقدرته على الحركة والتنقل والوصول إلى مصالحه وأعماله خارج نطاق سكناه". وتابعت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتفنن في نصب الآلاف من البوابات الحديدية والأبراج العسكرية وحواجز الموت التي تخنق كل مخيم وبلدة ومدينة، وتقطع أوصال الضفة الغربيةالمحتلة وتحولها إلى سجون لا يُسمح الخروج منها أو الدخول إليها إلا بموافقة الإسرائيلي المحتل. وأشارت في بيانها إلى عمليات الترهيب اليومي الممنهجة التي تمثلها الاجتياحات والاقتحامات والاعتقالات والإعدامات الميدانية التي تترافق دائماً مع إطلاق كثيف للرصاص والقنابل الصوتية والغازية السامة فوق رؤوس المواطنين العزّل، وتجريف البنية التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وصرف صحي، كعقاب جماعي للمواطنين الفلسطينيين. وقالت: "هذا هو الحال في الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية التي تصاعدت حدتها بشكل ملحوظ مع بداية حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، في عداء مستحكم من اليمين الإسرائيلي المتطرف للفلسطيني بتوجيهات من سموتريتش وبن غفير". وأوضحت أن "هذه السياسة العقيمة تعبر عن حالة من فقدان التوازن باتت تسيطر على مراكز صنع القرار في إسرائيل، ولا تؤدي إلى أي مكان سوى المزيد من التصعيد وإشعال الحرائق ودوامة من العنف لا تنتهي". عقبات إسرائيلية لدخول المساعدات وتحذّر المنظمات الدولية من الكارثة الصحية في قطاع غزة حيث نزح 85 % من السكان الذين تصلهم المساعدات ببطء شديد. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن الوضع الإنساني في غزة "مستعصٍ" وعمليات توزيع المساعدات تواجه عقبات "من شبه المستحيل تجاوزها". في مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة التي لجأ إليها مئات آلاف من سكان غزة هرباً من المعارك، حوّل الطبيب المتقاعد زكي شاهين متجراً إلى نقطة للإسعافات الأولية لمعالجة الجرحى الفلسطينيين. وأوضح شاهين لوكالة فرانس برس "نخدم المرضى بلا ثمن على أمل أن تنتهي الحرب قريباً. نبقى أحياناً حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً أو الثانية عشرة، لأن كلّ شيء مقفل. لا يمكن ركوب السيارة والانتقال إلى المستشفى". وأضاف "نقوم بالاسعافات الأولية على أن ينقلوا في اليوم التالي إلى المستشفيات. نعالج 30 إلى 40 حالة في اليوم". بلينكن يواصل جولته المكوكية التقى وزير الخارجية الاميركي بلينكن في الضفة الغربيةالمحتلة الأربعاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. وقال بلينكن إنه بحث مع عباس في "أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية وسياساتها وحوكمتها لكي تتمكن بفاعلية من تولي مسؤوليتها في غزة"، مجدداً تأكيد تأييد واشنطن لإقامة دولة فلسطينية. وتمحورت الجولة حول تفادي اتساع الحرب إلى جبهات أخرى، والبحث في "اليوم التالي" لما بعد انتهائها، والدعوة الى حماية المدنيين وزيادة المساعدات للقطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة. وأكّد بلينكن في رام الله تأييد واشنطن "تدابير ملموسة" لإقامة دولة فلسطينية. وحذّر عباس من جهته من "خطورة الإجراءات الإسرائيلية لتهجير أبناء شعبنا في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس"، مجددًا التأكيد على أن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية". وزار الوزير الأميركي بعد ذلك المنامة حيث التقى العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة. وقال بلينكن قبيل مغادرته المنامة ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس حول موقف عباس من "إصلاح" السلطة الفلسطينية، "ما استخلصته من هذا الاجتماع هو أنه ملتزم بذلك ومستعد تماماً للمضي قدماً". وقال بلينكن لصحافيين إنه ناقش في المنامة "مرحلة ما بعد النزاع في غزة، والعمل المهم الذي يجب القيام به لمساعدة غزة على الوقوف مرة جديدة، إضافة إلى الجهود التي تبيّن بناءً على هذه الجولة، أن دول المنطقة مستعدة لبذلها... لضمان أمن إسرائيل وتوفير مسار للفلسطينيين يؤدي إلى إقامة دولة خاصة بهم". خطة "لما بعد الحرب" وكان بلينكن قال الثلاثاء في تل أبيب إن على إسرائيل أن "تكفّ عن اتخاذ خطوات تقوّض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم في شكل فعال". ومن السيناريوهات المحتملة لقطاع غزة بعد الحرب، وفق محللين، أن تتولى السلطة الفلسطينية حُكم القطاع رغم تدني شعبيتها بين الفلسطينيين. ودعا وزير الخارجية الأميركي إسرائيل الى محاولة تجنب سقوط هذا العدد الكبير من المدنيين خلال عملياتها العسكرية في غزة.