في قلب معرض "بَنان" بنسخته الثانية، تجسد الأعمال الفنية المعروضة على الجبس حكايات من الماضي، حيث يتم تحويل هذا العنصر التقليدي إلى قطع فنية تحمل في طياتها تاريخ المدن السعودية العريقة، حيث يشتهر هذا الفن بنقوشه الدقيقة التي تزين جدران المنازل واللوحات الفنية، ويجسد قدرة الحرفيين السعوديين على مزج الإبداع مع التراث، وإحياء رموز تاريخية مهمة من مدن مثل جدة التاريخية، والأحساء، والرياض. وداخل أجنحه المعرض تبرز النحاتة شريفة الغامدي كأحد الأسماء الحرفية في فنون النحت على الجبس، حيث استطاعت بفنها وأسلوبها المبدع، أن تصنع منتجات يدوية تمزج بين الماضي والحاضر، وتجسد قطعها الفنية تفاصيل غنية تعكس جمال التراث السعودي، وذلك من خلال نحت النقوش التاريخية على الجبس، التي تجسد معالم تاريخية في جدةوالرياض والأحساء، من خلال تشكيل لوحات فنية وقطع ديكور منزلية تزيد من قيمة التراث وتجعله جزءًا من الحياة اليومية. وثمنت النحاتة شريفة الغامدي الدعم الكبير من هيئة التراث، التي كان لها دور رئيسي في تنمية مهاراتها وتوجيه شغفها نحو الحفاظ على التراث الوطني عبر الأعمال الفنية المتميزة التي تقدمها، موضحة أنها اختارت الجبس للنقش عليه لأنه مادة مرنة وسهلة التشكيل، مما يمكنها من التعبير عن أفكارها ورؤاها الفنية بشكل مبتكر، بحيث تتمكن من صياغة تحف فنية تحمل في طياتها روح الأماكن التاريخية التي تحاكيها. وأعربت عن اعتزازها بمشاركة هذا العام في معرض "بَنان" للمرة الثانية، مشيرة إلى أنها شاركت في النسخة الأولى من المعرض الذي تكلل بنجاح، مؤكدة أن المعرض هذا العام يعد فرصة رائعة لتسليط الضوء على الحرف اليدوية، التي تحيي التراث الذي يحافظ على الهوية الوطنية. وتأتي هذه المشاركة ضمن فعاليات معرض "بَنان"، الذي يقام في واجهة روشن بالرياض في الفترة من 23 إلى 29 نوفمبر 2024، ليكون منصة ثقافية متميزة تجمع الحرفيين من مختلف أنحاء المملكة والعالم.