تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية والارتقاء بجودة الخدمات تلبية احتياجات المواطن والمقيم والزائر وتعزيز فرص القطاع الخاص عندما أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن تفاصيل رؤية المملكة 2030، حرص سموه أن يدرج تحت مظلتها العديد من البرامج والمبادرات النوعية، التي تسهم في إعادة بناء المملكة الحديثة والمتطورة والمزدهرة، ضمن آليات عمل متكاملة، وكان من ضمن برامج الرؤية الطموحة، برنامج جودة الحياة، الذي استهدف إيجاد معيشة سهلة ومريحة للمواطن والمقيم. ويؤكد برنامج جودة الحياة بجميع تفاصيله ومبادراته، على أن المملكة، كما هي حريصة على تعزيز الاقتصاد الوطني، وتقوية أركانه، فهي حريصة أيضاً على معيشة الإنسان، سواء كان مواطناً أو مقيماً أو زائراً، من خلال توفير حياة هادئة وسعيدة له، ينعم فيها بكل سبل الراحة والتقدم والازدهار، الذي يشجع على الابتكار والمواهب والكفاءات من أجل الرقي بجودة الحياة، ودعم أهداف رؤية 2030 وعلى رأسها الوصول إلى مجتمع حيوي، يعيش فيه الجميع حياة كريمة وسعيدة. برنامج جودة الحياة، هو أحد برامج الرؤية، أبصر النور في 3 مايو من العام 2018، ويستهدف تحسين جودة حياة الفرد والأسرة معاً، من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة، تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهيه والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة. ولا تقتصر فوائد البرنامج على ما سبق، وإنما يساهم أيضاً في توليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية، وتحسين البنية التحتية الرقمية، وتطوير أنماط الحياة من خلال تفعيل مشاركة الأفراد في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية، والارتقاء بالخدمات والتصميم الحضري والبيئة، والفرص الاقتصادية والتعليمية، والأمن والبيئة الاجتماعية. ولتحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة، وصل إجمالي ما أنفقته الحكومة في القطاعات ذات الصلة بالبرنامج حتى العام 2020 إلى 130 مليار ريال، منها مبلغ 74.5 مليار ريال إجمالي الاستثمارات المباشرة في البرنامج، وتشكل النفقات الحكومية الرأسمالية منها مبلغ يزيد عن 50.9 مليار ريال، واستثمارات متاحة للقطاع الخاص بمبلغ يصل إلى 23,7 مليار ريال. ولا يشمل ذلك كافة أشكال الإنفاق الرأسمالي في المشروعات الكبرى ذات الصلة، مثل مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا وغيرها، إضافة إلى جميع المشروعات ذات الصلة التابعة للقطاع الخاص، والتي يصل إجمالي الاستثمارات فيها إلى أكثر من 86 مليار ريال. ولم تنس رؤية 2030، عند الإعلان عن برنامج جودة الحياة، أن تحدد وعلى وجه الدقة، الأهداف الاستراتيجية للبرنامج، من أجل تحقيق هذه الأهداف في وقتها المحدد، وتضم قائمة الأهداف تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة، وتطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان، وتطوير قطاع السياحة، وتحقيق التميّز في عدة رياضات إقليمياً وعالمياً، وتحسين الظروف المعيشية للوافدين، والمحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به، يضاف إلى ذلك، تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة فيها، تعزيز حصانة المجتمع تجاه المخدرات، وتصنيف 3 مدن سعودية ضمن أفضل 100 مدينة للعيش في العالم. وكان القائمون على برنامج جودة الحياة، أكثر ذكاءً، عندما قرروا تأسيس مركز جودة الحياة، الذي يرتبط تنظيميا بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومقره العاصمة الرياض، ويسعى المركز إلى تحقيق 5 أهدف أساسية لضمان أسلوب حياة متوازن، وهي وضع المبادرات والمقترحات التي تتعلق بتحسين جودة الحياة، وتهيئة البيئة اللازمة لدعم مشاركة الفرد والأسرة في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية، ودعم الكفايات المحلية والدولية المتخصصة للخروج بأفكار إبداعية، وإنشاء المعاهد ومراكز التدريب بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، إلى جانب التنسيق مع الجهات لتطوير إجراءات صدور التراخيص لأندية الهواة. وعمل المركز أيضاً على تقديم الدعم للجهات الحكومية ذات العلاقة بالهوايات، والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة بالهوايات من أجل تطوير مرافقها وتهيئتها، وإعداد الضوابط المتعلقة بالجهات الحكومية ذات الصلة فيما يخص الهوايات، وتأسيس حاضنات الأعمال والخدمات المشتركة، لتحقيق الدعم لأندية الهواة، وتشجيع القطاع الخاص والعام على تبني مبادرات تحقق جودة الحياة، والتعريف بأندية الهواة في المجتمع، ووضع الأطر التنظيمية لها، وأخيراً إنشاء المرافق وتوفير الخدمات. وحقق برنامج جودة الحياة، خلال مسيرة استمرت ست سنوات حتى الآن، حزمة من الإنجازات، إذ أسهم في تحسين وإثراء حياة الفرد والمجتمع، عبر تمكينهم للمشاركة في النشاطات الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية، وتحويل البلاد إلى وجهة للفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية التي حققت شهرة واسعة، وجعلها نقطة جذب سياحية إقليمية ودولية، وبلدًا رائدًا ومتطورًا يفخر كل مواطن بالانتساب إليه، وهو ما قاد المجتمع إلى المزيد من النمو والازدهار النوعي. وليس بإمكان البرنامج أن يحقق تلك الإنجازات، لولا أنه رسخ من تضافر كل الجهود لخلق نوعية حياة أفضل، من خلال تهيئة واستحداث مجموعة من الخيارات المتنوعة في جميع القطاعات، وتعزيز مشاركة الفرد والمجتمع، والتمتع بحياة صحية مفعمة بالنشاط، وتطوير مناطق حضرية أكثر ملاءمة للعيش، وابتكار قطاعات واعدة ومشوقة جديدة، توفر الفرص الاقتصادية والاستثمارية، وتساهم في تنويع فرص العمل، وتحسين الحياة في جميع المدن السعودية. يؤكد برنامج جودة الحياة على حرص المملكة لتعزيز الاقتصاد الوطني