على مدى عقود من الزمن أدارت المملكة الحج بكل ثقة واقتدار في ظروف متغيرة ومناخات متعددة أبسطها إبان أزمة كورونا التي عصفت بالعالم فالإمكانيات سواء المادية أو البشرية الكبيرة جعلت المملكة قبلة عالمية ومركز ثقل يمكن الاعتماد عليه في كافة المتغيرات. والنجاح هو عمل مستمر ودؤوب ونشاط لا يعرف التوقف حتى تأتي الثمار بعد جهد مضنٍ والمملكة لديها باع طويل وخبرة عريضة في عملية إدارة الحج والتعامل مع مختلف الظروف والمستجدات والمتغيرات سواء المناخية أو الصحية أو الأمنية والاقتصادية.. عملية إدارة ملايين البشر في بقعة جغرافية بسيطة في وقت زمني وجيز وظروف مناخية صعبة تتسم بالحرارة في ظل قدوم ملايين البشر لأداء المناسك، عملية تحتاج إلى انسجام وتدريب كفاءات عالية المستوى حيث تعد اللغة هي أبسط المتغيرات فكيف لك أن تدير هذه البقة الجغرافية بلغات العالم المختلفة الثقافات اجتمعوا على صعيد واحد لأداء فريضة الحج إذا لا يجمعهم إلا دين واحد. تمثل التحديات المناخية والصحية والاقتصادية والأمنية جزءا لا يتجزأ من عملية إدارة الحجيج ابتدء من حركة الطيران في المطارات وانتهاء من أداء مناسك الحج وعودتهم إلى بلادهم وذويهم سالمين حاملين ذكريات الحج في أمن وسلام واطمئنان. تتظافر الجهود من مختلف القطاعات وتنسجم في طريق واحد ورحلة موحدة من أجل راحة الحجيج والحرص على سلامتهم والعمل على راحتهم وتوفير كل سبل الراحة وأحدث التقنيات الحديثة كل هذا بعناية واهتمام ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- فهنيئا هذا الإنجاز العظيم للوطن ولكافه الشعب السعودي، وأن نفخر ونفاخر بهذا النجاح الباهر في إدارة موسم الحج لهذا العام. إن عملية ضبط وإدارة الحجاج ليس بالأمر الهين وهو يحتاج إلى تثقيف القادمين بأنظمة وقوانين المملكة والتي لا يمكن أن يسمح بالتجاوز عنها سواء في الداخل أو الخارج وهو أمر لا مفر منه. وحاج بلا تصريح حاج مجهول هوية. لا صحيا يمكن مساعدته ولا أمنياً يمكن التعرف عليه ولا ثقافياً يمكن التعامل معه.