واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة نقص الأدوية الحاد يهدد حياة ألف مريض بالكلى في اليوم ال 264 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، استهدف الاحتلال غربي رفح بغارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار من الدبابات، كما شن غارات على مدرستي إيواء تابعة للأونروا في مخيم الشاطئ وحي الدرج بغزة ومناطق أخرى أسفرت عن ارتقاء شهداء وجرحى. واستهدفت ثلاث غارات إسرائيلية مدرستي إيواء تابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم الشاطئ وحي الدرج والشجاعية بمدينة غزة، وتسببت بسقوط شهداء وجرحى، معظمهم من النساء والأطفال. واستشهد 10 أشخاص من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية بينهم شقيقته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غرب غزة . وذكرت مصادر صحفية أن عددا من أفراد عائلة هنية الذين كانوا في المنزل لا يزالون تحت الأنقاض، وأكدت أن جل الشهداء الذين قضوا في الغارة الإسرائيلية من النساء. وأفادت المصادر بأن محاولة البحث عن ناجين مستمر، مرجحا ارتفاع أعداد شهداء الغارة التي استهدفت منزل هنية. وفي 10 أبريل الماضي، قتل ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من أحفاده في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة. واستشهد 15 فلسطينيا في غارات شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، وطالت هذه الغارات مدارس لإيواء النازحين. كما انتشلت طواقم الدفاع المدني 5 شهداء بينهم 3 أطفال وامرأة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا يؤوي نازحين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وشن الاحتلال غارات جوية وقصفا مدفعيا وإطلاق نار من الدبابات على غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما انتشلت طواقم الدفاع المدني في رفح شهيدين وعددا من المصابين غربي المدينة، كما أخمدت حريقا نشب في بناية سكنية شمال رفح. وفي خان يونس جنوبي القطاع، استشهد 8 فلسطينيين على الأقل في غارة شنتها طائرة مسيرة على مواطنين في دوار بني سهيلا. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبرالماضي إلى 37 ألفا و626 شهيدا، و86 ألفا و98 جريحا، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن. تمويل الأونروا سينفد بعد نهاية أغسطس حذّر المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني الثلاثاء من أنّ تمويل الوكالة سينفد بعد نهاية أغسطس. وقال فيليب لازاريني المفوّض العام للوكالة «لدينا أموال تكفي حتى نهاية أغسطس». وتنسّق هذه الوكالة جميع المساعدات التي تصل إلى قطاع غزّة تقريباً، لكنّها تواجه أزمة نقدية منذ يناير عندما علّق العديد من الدول تمويلها بعد اتهام إسرائيل عشرات من موظفيها في غزة بالتورّط في الهجوم الذي شنّته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من أوكتوبر. كما أعلن فيليب لازاريني أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال بالمعدل ساقا أو ساقين كل يوم. وقال لازاريني للصحافيين في جنيف «بصورة أساسية، لدينا كل يوم 10 أطفال يفقدون ساقا أو ساقين بالمعدل». وأوضح أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيدي أو أذرعا. نقص الأدوية الحاد حذرت مصادر طبية في قطاع غزة، الثلاثاء، من وجود تهديد حقيقي على حياة ألف مريض غسيل كلى بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إذ تقتصر الخدمة المقدمة لهم تقتصر على «العلاج التلطيفي». وأوضحت المصادر، أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني بسبب استمرار العدوان، من نقص حاد في الأدوية والمهمات الطبية الضرورية لاستمرار تقديم الخدمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين والتي أصبح رصيدها صفرا أو أوشكت على النفاد. وتابعت: من أبرز الأدوية التي أوشكت على النفاد أدوية الاستقبال والطوارئ والتخدير والعنايات المركزة والعمليات والعلاجات الخاصة بمرضى الأورام والغسيل الكلوي. وطالبت، المؤسسات الدولية والأممية بسرعة التدخل وتوفير الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين. ويواجه آلاف المرضى في القطاع الموت، حيث يحتاجون إلى السفر والعلاج في مستشفيات بالخارج، ولكن إغلاق معبر رفح البري مع مصر يحول دون خروجهم لتلقي العلاج. سيناريوهات ما بعد الحرب طالبت وزيرة الخارجية الألمانية آنا لينا بيربوك، والسفير الأميركي لدى إسرائيل جاكوب ليو، خلال مؤتمر في مدينة هرتسليا الإسرائيلية الذي يعقده معهد السياسات والإستراتيجيات في جامعة رايخمان، بأن يكون للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها دور رئيسي في حُكم غزة بعد انتهاء الحرب في القطاع. وقال السفير الأميركي «يجب أن تكون السلطة الفلسطينية جزءا» من «اليوم التالي» لانتهاء الحرب في قطاع غزة، مشددا على الحاجة إلى «إدارة مدنية» للقطاع الذي دمرته ثمانية أشهر ونصف من الحرب. وأضاف ليو «علينا أن نجد طريقة لجعل هؤلاء الأشخاص يعملون معا بطريقة تناسب احتياجات الجميع. أعتقد أن هذا الأمر ممكن»، مشيرا إلى أن وجود سلطة فلسطينية في غزة يمكن أن يكون مفيدا أيضا لإسرائيل التي تسعى للقضاء على حماس. وجدد السفير الأميركي التأكيد على أن الولايات المتّحدة تؤيد «حل الدولتين»، أي قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وتضمن «أمن وكرامة» الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وحذر ليو من أن «وصف هذا الأمر بأنه انتصار لحماس سيكون بمثابة أخذ الأمور في الاتجاه المعاكس»، في إشارة إلى موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترى أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة «مكافأة» لحماس على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل 1195 شخصا، من العسكريين والمدنيين، بحسب حصيلة رسمية إسرائيلية. واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا مصرعهم. بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية آنا لينا بيربوك، إلى «حل الدولتين» كونه «الطريق الأفضل نحو سلام دائم» و»إصلاح» من دون «تدمير» السلطة الفلسطينية. وخلال المؤتمر الذي حضره أيضا العديد من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، حذرت بيربوك من أنّ «تدمير وزعزعة استقرار الهياكل القائمة للسلطة الفلسطينية هو أمر خطر ويؤدي إلى نتائج عكسية». وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن مرحلة المعارك «العنيفة» ضد مقاتلي حماس، ولا سيما في مدينة رفح جنوبي القطاع، «على وشك الانتهاء»، لكن الحرب مستمرة. وعندما سئل عن سيناريوهات ما بعد الحرب، أعلن نتنياهو أن إسرائيل سيكون لها دور تؤديه على «المدى القصير» من خلال «سيطرة عسكرية». وأضاف نتنياهو «نريد أيضا إنشاء إدارة مدنية، بالتعاون مع فلسطينيين محليين إن أمكن، وربما بدعم خارجي من دول المنطقة، بغية إدارة الإمدادات الإنسانية، وفي وقت لاحق، الشؤون المدنية في قطاع غزة».