واشنطن، بيروت - وكالات حث الجيش الأمريكي أمس على خفض تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان وقال إن وزير الدفاع لويد أوستن أثار المسألة خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت. وقالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في إفادة "لا نريد أن نشهد صراعا إقليميا أوسع نطاقا ونريد أن نشهد خفض تصعيد التوتر في المنطقة". وتوعّد حزب الله بزيادة عملياته ضد إسرائيل غداة غارة على جنوبلبنان أودت بقيادي يُعد الأبرز بين من قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء القصف عبر الحدود، ما يثير مخاوف من اتساع نطاق التصعيد. وأكد الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه شنّ الضربة على بلدة جويا والتي أسفرت عن مقتل طالب سامي عبدالله مع ثلاثة آخرين، واصفاً اياه بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوبلبنان". منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه. واشنطن تحث على خفض التصعيد وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين في كلمة مقتضبة خلال تشييع القتلى "إذا كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا، فعليه أن يعلم أن جوابنا القطعي (...) سنزيد من عملياتنا". وقضى الأربعة وفق مصدر عسكري لبناني في غارة إسرائيلية على منزل في بلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. وقال المصدر إن عبدالله هو "القيادي الأبرز" في صفوف الحزب الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من ثمانية أشهر. وأكّد الجيش الإسرائيلي الأربعاء شنّه الغارة ليلاً على "مقر قيادة" لحزب الله في منطقة جويا، جرى استخدامه "لإدارة هجمات "ضد الأراضي الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل عبدالله وثلاثة آخرين برفقته. وقال الجيش إن عبدالله شغل مهام "قائد وحدة" في الحزب، و"على مدار سنوات، خطط وأشرف ونفذ عدداً كبيراً من الهجمات" ضد مدنيين إسرائيليين. وردّ حزب الله على مقتل عبدالله بوابل من الصواريخ التي أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل. وأعلن في بيانات متلاحقة إنه شنّ في إطار "الرد على عملية الاغتيال التي نفذها العدو الصهيوني" ستة هجمات بصواريخ الكاتيوشا أو صواريخ بركان الثقيلة على مواقع وقواعد عسكرية في شمال إسرائيل، كما أصابت الصواريخ الموجهة التابعة للحزب معملاً للصناعات العسكرية. «حزب الله» يتوعّد غداة مقتل أحد قيادييه وفي وقت لاحق الأربعاء، أعلن الحزب مسؤوليته عن عشرة هجمات إضافية على الأقل على مواقع عسكرية إسرائيلية، بينها هجوم "جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية". ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوبلبنان باتجاه شمال إسرائيل. وأعلن في بيانات عدة اعتراضه عدداً منها بينما سقط غالبيتها في أراض مفتوحة وأدى الى اشتعال حرائق. وشنّ الجيش إثر ذلك ضربات على جنوبلبنان، طالت منصتي إطلاق في يارون وحانين، و"بنى تحتية" في أربعة مواقع تابعة لحزب الله، تم استهداف شمال اسرائيل منها، وفق البيان. وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بعدم الإبلاغ عن وقوع إصابات في شمال البلاد. ونشر الاعلام التابع لحزب الله صوراً عدة لعبدالله، الذي قال صفي الدين إنه كان من "أبطال" الحرب المدمرة التي خاضها الحزب ضد إسرائيل صيف 2006. كثّف حزب الله مؤخراً وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية اسرائيلية واستخدم صواريخ دفاعية لإبعاد طائرات حربية وإسقاط مسيّرات، فيما صعّدت اسرائيل هجماتها الموجهة مستهدفةً سيارات ودراجات لمقاتلين في حزب الله أو فصائل قريبة منه. في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من الدوحة دعواته إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي إنه "ليس هناك شك لدي بأن أفضل طريقة أيضاً لتمكين التوصل إلى حل دبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط". وخلال ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 468 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً. قصف إسرائيلي على جنوب لبنان