أعلن حزب الله الأربعاء قصف مقر قيادة عسكري في شمال إسرائيل، "رداً" على مقتل ثلاثة من مقاتليه في ضربات استهدفت الثلاثاء بلدتين في جنوبلبنان، في حين أحصت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إصابة ستة أشخاص بجروح. ورغم أن الحدود تشهد تبادلاً للقصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر، إلا أن حزب الله لليوم الثالث على التوالي يتبنى تنفيذ هجمات توقع جرحى في الجانب الإسرائيلي. وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه شنوا "هجوماً مركباً بالصواريخ الموجهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة" إسرائيلي مستحدث في قرية عرب العرامشة، وذلك "رداً على اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية". في الجانب الإسرائيلي، أحصت خدمة الإسعافية إصابة ستة أشخاص بجروح، أحدهم في حالة حرجة. وقالت إن فرقها وفّرت بالتعاون مع قوة طبية تابعة للجيش الإسرائيلي الرعاية الطبية ونقل المصابين إلى نهاريا. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن رصده "عدداً من عمليات الإطلاق من لبنان باتجاه عرب العرامشة"، وهي قرية حدودية ذات غالبية عربية. وأفاد عن قصف وحداته مصادر النيران وشنّ طائراته الحربية ضربات على "مجمع عسكري" تابع لحزب الله في منطقة عيتا الشعب قال إن مقاتلين تواجدوا فيه. وكان حزب الله نعى الثلاثاء ثلاثة من مقاتليه قضوا بضربات اسرائيلية استهدفت ثلاث سيارات في بلدتي الشهابية وعين بعال. وقالت إسرائيل إن القتلى هم قياديّان وعنصر في الوحدة الصاروخية لحزب الله. وشن حزب الله الثلاثاء هجمات على مواقع إسرائيلية "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي.. خصوصًا على بلدتي عين بعال والشهابية". وأوقعت إحدى الهجمات الثلاثاء قرب بيت هلل ثلاث إصابات وفق المجلس المحلي في المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين إصابة أربعة من عناصره داخل الأراضي اللبنانية، بعيد إعلان حزب الله أنّه فجّر عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين إثر تجاوزهم الحدود. ويأتي التصعيد بعد توتر شهدته المنطقة في نهاية الأسبوع، مع إطلاق إيران عشرات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، في أول هجوم مباشر تشنّه الجمهوريّة الإيرانية ضد الدولة العبرية، رداً على قصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن "إيران لن تنجو من العقاب". ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة. ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 368 شخصا على الأقلّ بينهم 243 عنصراً في حزب الله و70 مدنيا على الأقل، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل عشرة عسكريين وثمانية مدنيين.