أسفرت غارات إسرائيلية على جنوبلبنان «الخميس» وأمس الجمعة عن مقتل خمسة مسلحين على الأقل من حزب الله وحليفته حركة أمل، وفق ما أفاد الطرفان، في وقت يثير تبادل القصف عند الحدود خشية من اتساع نطاق التصعيد على خلفية الحرب في غزة. ونفّذ الطيران الإسرائيلي، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، غارات بعد منتصف الليل قبل الماضي على منازل في بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا ويارين، ملحقاً «أضرارا جسيمة» في الممتلكات والمزروعات. وأدت غارة على منزل في بلدة القنطرة وفق الوكالة إلى مقتل ثلاثة شبان من حركة أمل التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري، وغداة نعيه أربعة مقاتلين، أعلن حزب الله صباحاً مقتل اثنين من عناصره. وشهد جنوبلبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيراً «الأربعاء» مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة، تبعد إحداها حوالى 25 كيلو متراً من الحدود، بعيد مقتل جندية إسرائيلية في صفد بصاروخ أطلق من جنوبلبنان، لم تتبن أي جهة المسؤولية عنه. وأدت الغارات الأربعاء إلى مقتل 15 شخصاً بينهم عشرة مدنيين على الأقل، سبعة منهم من عائلة واحدة في ضربة استهدفت مدينة النبطية، وقتل في الغارة ذاتها ثلاثة عناصر من حزب الله، قدّم الجيش الإسرائيلي أحدهم بوصفه قياديا من قوة الرضوان، قوات النخبة في حزب الله، وأعلن حزب الله ليل الخميس استهدافه شمال اسرائيل بعشرات الصواريخ «رداً» على مقتل مدنيين. وتعد حصيلة القتلى الأربعاء الأعلى في يوم واحد منذ بدء حزب الله وإسرائيل تبادل القصف عبر الحدود قبل أكثر من أربعة أشهر. ومنذ حرب غزة في السابع من أكتوبر، يعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. ومنذ بدء التصعيد، قتل 268 شخصا في لبنان بينهم 187 عنصرا من حزب الله و40 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس، وفي إسرائيل أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين. ويثير تبادل القصف خشية محلية ودولية من اتساع نطاق التصعيد، ويزور مسؤولون غربيون في الآونة الأخيرة بيروت، يحضون على ضبط النفس وتجنّب حصول تصعيد إضافي عند الحدود، والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية. ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الخميس «العدوان الإسرائيلي المتمادي على جنوبلبنان والمجازر الجديدة.. بحق المواطنين»، وطلب من الخارجية تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي. ودعا المتحدث باسم قوة الأممالمتحدة الموقتة في لبنان «يونيفيل» أندريا تيننتي في بيان إلى «تكثيف الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين»، معتبراً أن «الهجمات التي تستهدف المدنيين تعتبر انتهاكات للقانون الدولي وتشكل جرائم حرب». وكانت الأممالمتحدة، إضافة إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا، دعت «الأربعاء» إلى وقف التصعيد ومنع اتساع النزاع بعد الغارات الإسرائيلية.