أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء رصده إطلاق عشرات القذائف الصاروخية من لبنان باتجاه الدولة العبرية، في هجمات قال حزب الله إنها تأتي رداً على "اغتيال" قيادي بارز من صفوفه بضربة إسرائيلية، ما يثير خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. ويعلن "حزب الله" قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه ب"بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن "رصد إطلاق نحو 90 قذيفة صاروخية من لبنان". وأشار إلى "اعتراض بعضها بينما سقط بعضها في عدة مناطق وتسبب في اشتعال حرائق" عدة. وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد "إطلاق نحو 70 قذيفة صاروخية" أخرى من لبنان، مشيراً إلى أن "التفاصيل قيد الفحص، من دون وقوع إصابات". وهاجمت الطائرات الإسرائيلية، وفق البيان، منصة في منطقة يارون في جنوبلبنان، "تم استخدامها لإطلاق قذائف" باتجاه شمال اسرائيل صباحاً. وفي بيانات متلاحقة، أعلن حزب الله استهدافه ثلاثة قواعد عسكرية إسرائيلية، قال إنه قصف كلاً منها "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، إضافة الى استهدافه معمل للصناعات العسكرية ب"صواريخ موجهة"، وثكنة بقذائف مدفعية. ووضع الحزب الهجمات في "إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين". ونعى حزب الله بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، القائد طالب سامي عبدالله مع ثلاثة مقاتلين آخرين. وكان مصدر عسكري لبناني أفاد عن مقتل "قيادي ميداني بارز في حزب الله جراء غارة جوية إسرائيلية" على بلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. وأوقعت الضربة كذلك ثلاثة قتلى آخرين. وقال إن القيادي هو "الأبرز" في صفوف الحزب والذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من ثمانية أشهر. وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً في وتيرة الهجمات المتبادلة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، التي أدى بعضها الى اشتعال حرائق على نطاق واسع على جانبي الحدود، مع ارتفاع درجات الحرارة. ونعى حزب الله في بيان القائد طالب سامي عبدالله الملقب ب"الحاج أبو طالب مواليد العام 1969 من بلدة عدشيت من جنوبلبنان"، وأكّد مصدر مقرّب من حزب الله أنّ القيادي الميداني قضى بضربة إسرائيلية استهدفت ليل الثلاثاء بلدة جويا الواقعة في جنوبلبنان . وفي بيان لاحق، نعى حزب الله مقاتلاً ثانياً في صفوفه هو محمد حسين صبرا مواليد عام 1973 من بلدة حدّاثا في جنوبلبنان". وأكّد مصدر مقرّب من الحزب أنّ صبرا قُتل في الضربة نفسها مع عبدالله. ولم يعلّق الجيش الاسرائيلي في الحال على مقتل عبدالله. وسبق لإسرائيل أن قتلت قياديين ومقاتلين في الحزب خلال الأسابيع الأخيرة بغارات بطائرات مسيّرة استهدفت سيارات ودراجات نارية.