قُتل شخصان في قصف إسرائيلي على جنوبلبنان أمس، أحدهما مقاتل في حزب الله، فيما أدّت ضربات أيضا إلى اشتعال حرائق، وفق ما أفادت الوكالة الوطنيّة للإعلام. ومنذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي، واشتدّ تبادل إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد الحزب هجماته وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات أعمق داخل الأراضي اللبنانيّة. وأوردت الوكالة الرسميّة أنّ "مسيّرة إسرائيليّة نفّذت (..) عدواناً جوّياً بصاروخين موجّهين استهدف مقهى ضمن محلات تجاريّة في بلدة عيترون في جنوبلبنان، ما أسفر عن مقتل مالك المقهى علي خليل حمد (37 عاما) والشاب مصطفى عيسى"، واصفة الهجوم بأنّه "مجزرة جديدة". كذلك، أفادت الوكالة في خبر منفصل بأنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ غارة عنيفة على بلدة الخيام". وأعلن حزب الله لاحقا استهدافه "مستوطنة المالكيّة براجمة صواريخ كاتيوشا ردّاً على اعتداءات العدوّ الإسرائيلي على القرى الجنوبيّة الصامدة والمنازل الآمنة واستهداف المدنيّين خصوصاً في بلدة عيترون، ما أدّى إلى مقتل مواطنين". ثمّ اكد في بيان منفصل مقتل رضوان عيسى، احد مقاتلي الحزب. من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأنّ "إحدى مقاتلاته استهدفت مسلحا من حزب الله في منطقة عيترون"، مضيفا أنّ طيرانه ضرب أيضا "بنى تحتيّة في منطقة الخيام" و"في منطقة مركبا، حيث تمّ التعرّف إلى عدد من المسلحين في منشأة عسكريّة". وفي وقت لاحق ليلا، قال حزب الله في بيان إنه مقاتليه استهدفوا "مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي كانت تعتدي بالقذائف الفوسفورية وتُشعل الحرائق في الأحراش مقابل بلدة راميا بالأسلحة الصاروخية وحققت إصابات مباشرة". وقال الجيش الإسرائيلي إنّ حرائق اندلعت في "إصبع الجليل على أثر عمليّات إطلاق صواريخ من لبنان... سقطت في مناطق مفتوحة وفي منطقتَي المالكية ومسغاف عام حيث أصيبت مبانٍ"، دون الإبلاغ عن ضحايا. وكانت حرائق واسعة في مناطق عدّة في جنوبلبنان اندلعت السبت جرّاء قصف إسرائيلي، وفق ما أفادت الوكالة الحكوميّة اللبنانيّة وأحد عناصر الإنقاذ التابعين لحركة أمل، حليفة حزب الله. وذكرت الوكالة الوطنيّة السبت أنّ "المدفعيّة الإسرائيليّة قصفت بالقذائف الفوسفوريّة الحارقة أطراف بلدة علما الشعب، حيث خلّف القصف حرائق بالأحراج امتدّت إلى محيط بعض المنازل" وأضافت "أتت النيران على مساحات واسعة من أشجار الزيتون". وقال علي عبّاس، عنصر الإنقاذ في جمعيّة الرسالة التابعة لحركة أمل، إنّ "إسرائيل تتعمّد قصف المناطق الحرجيّة بالفوسفور لإشعال الحرائق". وأوضح أنّ سيّارات الإطفاء التابعة للجمعيّة وعناصر إنقاذ آخرين يكافحون لإخماد الحرائق، في وقت تعذّر إرسال مروحيّات للمساعدة في عمليّات الإخماد خشية استهدافها من الجانب الإسرائيلي. كما أفادت الوكالة الرسمية باندلاع "حريق كبير في تخوم موقعَي الجيش اللبناني و(قوة) اليونيفيل (...) على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق"، وهو خط الحدود الذي رسمته الأممالمتحدة عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوبلبنان. وأضافت "توجّهت فرق الدفاع المدني في جمعيّة كشّافة الرسالة والدفاع المدني اللبناني وآليّات تابعة لليونيفيل للعمل على إخماد الحريق". وقالت الوكالة في معلومات منفصلة إنّ عدداً من الألغام انفجر "بسبب امتداد الحريق بشكل أوسع مقابل مستعمرة المنارة عند أطراف بلدة ميس الجبل".