قرَّر الاتحاد السعودي لكرة القدم، في يناير 2023م، إطلاق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتحت إشراف الجمعية العمومية، والذي أصدره رئيس الاتحاد الأستاذ ياسر بن حسن المسحل، وبشأن تشكيل فريق من الخبراء الرياضيين بالمملكة يسمى "فريق عمل توثيق تاريخ كرة القدم السعودية"، صوَّتت الجمعية العمومية في ورشة عمل التوثيق، على اختيار المرشحين ال11 لفريق العمل، حيث يهدف الفريق إلى تأريخ الرياضة السعودية في لعبة كرة القدم، من خلال جمع وتوثيق مراحل نشأة وتطور اللعبة، وكذلك المنجزات والبطولات والمناسبات الرياضية المهمة. جاء ذلك القرار نابعاً من إيمان وحرص وزارة الرياضة، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بضرورة جمع وتدوين تاريخ رياضة كرة القدم السعودية، وحفظ تاريخها والأحداث التي مرت بها والبطولات بكل مستوياتها، الأمر الذي سيسهم في تأسيس أرشيف متكامل، للعبة الأكثر شعبية في المملكة، منذ بدايتها وحتى يومنا هذا. قد يؤيدني بعض الزملاء بأن أكثر أنديتنا على المستوى المحلي ينقصها ما يسمى بالوعي التاريخي، ذلك الوعي الذي إذا كان ناقصاً يجعل الفرصة نافذة لإخفاء جميع الحقائق وتفاصيلها، نتيجة لعدة عوامل إما لرحيل رجالات الرعيل الأول الرياضيين، وإما لعامل عدم وجود أدوات التدوين والتوثيق. إن جمع وتوثيق التاريخ الرياضي السعودي لكرة القدم هو واجب وطني، يفرض علينا كلنا أن نساهم في حفظه من الضياع والتشويه، فمن لا يقوم بحفظ ماضيه لن يقوم بحفظ مستقبله، ومن مبدأ هذه المقولة جاءت الحاجة إلى ضرورة جمع وتوثيق التاريخ الرياضي السعودي لكرة القدم، في ظل عصر الإنترنت الذي نتعايش معه، والمليء بالمعلومات الخاطئة والحقائق المخفية. جاء جمع وتوثيق التاريخ الرياضي السعودي لكرة القدم من أجل حماية الحقوق والمنجزات التي تحققت بسواعد الرجالات والأبطال الرياضيين الأوائل، الذين ساهموا في بناء وتقدم منظومة رياضة كرة القدم على مر السنين. يجب علينا أن نمدَّ جسور التعاون والاستفادة المتبادلة مع رئيس وأعضاء ذلك الفريق المعيَّن، من خلال تزويدهم بجميع ما نملكه من الوثائق والمعلومات والأرشيف، ليتمكن الفريق من تحقيق أهدافه في جمع وتوثيق التاريخ الرياضي للعبة كرة القدم، بجميع تفاصيله وفتراته التاريخية، ومن الجانب الآخر على الفريق أن يبذل جهده في البحث عن المصادر التاريخية والمراجع الرياضية الموثوقة أو الأشخاص الذين لهم اهتمام بالمعلومات التاريخية الرياضية، دون تداخل الميول الرياضية في ذلك. نحن ننتظر نتائج المشروع في مارس 2025م، لنفرح بالمنجز، ولنزيل الصداع الدائم واللغط الدائر، تأخُرُنا فيه بكثرة التأجيلات والتلكؤات والتسويفات سيشوّه الصورة الوطنية الرياضية التي تعيش أزهى أيامها، في ظل ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله - من دعم للقطاع الرياضي في المملكة، فالأيادي الأمينة تنير روعة الكتابة عن المستقبل. عبدالله بن محمد آل شملان - الخرج