في البدء أود توجيه الشكر والتقدير لكل من فكر وقدر منحي جائزة التأليف المسرحي والمركز الأول، حيث تشرفت بنيلها مساء الثلاثاء الماضي في حفل توزيع جوائز مسابقة التأليف المسرحي، والتي نظمتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة على مستوى المملكة، أشكر الهيئة ورئيسها التنفيذي الأستاذ سلطان البازعي، وأشكر أعضاء لجنة التحكيم وعلى رأسهم الدكتور سامي الجمعان، أشكر جميع المنظمين والقائمين على هذه الجائزة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، الجائزة التي حصلت عليها في فرع المسار الاجتماعي عن نص «مانع» أما المسارات الأخرى، الشعري، العام، الطفل، فقد حقق المركز الأول والمراكز الثلاثة الأخرى لكل مسار، زملاء لي في الكتابة المسرحية، ولهم مني كل التهاني والتبريكات، وحظ أوفر لكل من لم يحالفه التوفيق بنيل الجائزة هذا العام، مسرحية مانع مستندها قصة «طموحات مانع الأزدي» للأديب والكاتب الدكتور حسن النعمي، تحكي شخصية شاب في قريته التي تحتضن النعاس ومزقت الخيبة أرجاءها، يقول مانع عن نفسه: لست أنا مانع الأزدي إن لم أحمل بندقية عسكرية، وألبس بدلة زيتية اللون، تشبه لون وجهي القمحي، نعم هذه القرية التي تلوك سيرتي وكأني عنترة الزمن الأول، لا تفرق بين ركض السلحفاء وقفز الأرانب، بل تجيد سخرية حارقة تعربد في الآذان، لكن هذه السخرية بالنسبة إلي تشكل في ذهني بوحاً حقيًا يدفعني للرحيل، لامتطاء المستحيل وللبحث عن زعامتي المفقودة في هذه القرية، سأقود جيش الطموح أنا وناس القرية، نعم البقاء للأقوى، هم أنزلوا الإحباط في صدري، فرضوا علي التشرد، أرادوا أن أكون مانع البهلول، أنا مانع الأزدي على سن ورمح، قلتها لهم أعطوني فرصة لتحسين أوضاعي، امنحوني ربة البيت التي أريد هي لا غيرها «رحمة» ذات العيون الصافية من خبثكم، حتى شيخكم الذي علمكم فصول التندر والسخرية أتيته بالأمس أطلبه تعريفاً بشخصي، لأسباب كثيرة تضاءلت فائدتي في نظر ناس القرية، ولسبب واحد عادوا لي، فقد قزَّم الطوفان كثيراً من شجاعة أهل القرية، هذا الطوفان الذي اصطلح على تسميته بسيل الاثنين، قسم القرية نصفين وخيَّم جو العزلة أياماً، كنت خلال ذلك أحاول أن أصنع مجدًا أسطورياً، ولأنني الوحيد الذي يجيد السباحة، هذه المهارة اكتسبتها في غربتي ولأسباب أجهلها ظللت وحيداً في هذه الممارسة، قلت لسبب واحد عادوا لي، ولعلهم أرادوا رشوتي حين دعوني إلى حفلة عشاء خاصة، رفضت واختفيت، لم أعط أحدًا تفسيرًا لاختفائي، كنت أسمع همسًا يضايقني: هذا المانع البهلول لا أمل يرجى من ورائه، في الحفلة بساحة القرية، هتفت الجموع: أهلاً بمانع البطولة، تناسيت إساءتهم في موقف كهذا وحييتهم، وأكدت لهم أن هذه البطولة ليست من أجلي بل من أجل جدي ومن أجل رحمة وكل الضعفاء، وفي وسط الفرحة رصاصة طائشة من بندقية مجهول رمتني للموت بلا رحمة.