برز نجم الممثل الأردني "منذر رياحنه" بشكل لافت في الموسمين الرمضانيين الأخيرين، لمشاركته في أهم الأعمال الدرامية العربية التي عرضت على مختلف الفضائيات العربية في الشهر الفضيل، وحظيت بأعلى نسب مشاهدة مثل مسلسل "أبو جعفر المنصور" الذي حصل مؤخرا على أعلى نسبة مشاهدة عربية في محطة نور دبي، وقد جاءت مشاركة رياحنه في هذا العمل لافتة عبر تجسيده المحترف لشخصية "أبو مسلم الخرساني". كما شارك في مسلسل "الاجتياح" الذي حصل على جائزة الايمي أورد مساء الاثنين الماضي. وغلبت أدوار البطولة على الشخصيات التي أسندت لرياحنه في الأعمال التي شارك فيها من مثل مسلسل "عودة أبو تايه"، وغيره من الأعمال التي جعلت منه محط أنظار الجمهور. الأمر الذي يفسر حصوله على المرتبة الثالثة في إستفتاء جرى حول أفضل ممثل، واللافت أن "رياحنه" حصل على هذه المرتبة التي سبقه إليها فقط عباس النوري في المرتبة الأولى، وتيم حسن في المرتبة الثانية. هنا نص حوار معه: @ ما قصة حصولك على لقب أفضل ثالث ممثل عربي؟ - جاء ذلك عبر إستفتاء أجرته إحدى المجلات الفنية، حيث حصل النجم "عباس النوري" على المرتبة الأولى، والنجم "تيم حسن" على المرتبة الثانية في ذات الإستفتاء. وكان أكثر ما أسعدني في هذا الفوز أنني نلته عن دوري في مسلسل "الإجتياح" الذي سلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني. @ وماذا تعني لك مشاركتك في هذا المسلسل؟ - لا أبالغ إن قلت أن أهم شيء عملته في حياتي هو "الإجتياح"، وللأسف فإنّ كافة الفضائيات العربية ظلمت هذا المسلسل لأسباب سياسية، وأنا أتمنى أن يأتي يوم يتحرر فيه الفن في بلادنا العربية من كل القيود ليكون بذلك أكثر قدرة على خدمة قضايانا وطرحها بجرأة أكبر. ورغم تجاهل الفضائيات العربية لمسلسل الإجتياح فإنني أتحدى أن يتم إنتاج عمل بذات جودته خلال السنوات العشر القادمة على الاقل، ويكفي أنه حصل على جائزة "الإيمي" الأميركية، وهي سابقة في تاريخ الدراما العربية. @ وما ردك على الإنتقادات التي وجهت إلى مسلسل "أبو جعفر المنصور" الذي شاركت في دور بطولة فيه؟ - أنا مندهش من هذا الإنتقاد، خاصة وأنّ المسلسل حظي بأعلى نسبة مشاهدة عربية في رمضان الفائت كما تبين من إستفتاء جماهيري، وأنا ضد أن ينتقدنا أي ناقد من وراء كرسيّه، فعليه أولا أن ينزل إلى موقع التصوير ويشاهد ما نبذله من جهد في الميدان، فنحن الفنانين نمارس أصعب ثاني مهنة في العالم إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن مهنة عمال المناجم هي الأصعب من بين كل المهن. وأنا أطالب كل من ينتقد "أبو جعفر المنصور" أن يتذكر كيف عملنا في الصحراء ونحن نلبس العباءة الثقيلة ونضع اللحى المستعارة ونعايش الأفاعي والعقارب في ظل شمس حارقة، فكل هذا الجهد يستحق أن يشكروننا عليه، سيما وأننا قدمنا عملا فنيا حققيا وليس عملا ربحيا تجاريا. @ إلى أي حدّ إجتهدت في منح عناصر الخصوصية والتميز لشخصية "أبو مسلم الخرساني" في مسلسل "أبوجعفر المنصور"؟ كان نص المسلسل يظهر "أبو مسلم الخرساني" على أنه الشخصية السلبية في العمل، لكنني أصرّيت من خلال بعض الإضافات والإيحاءات في التمثيل على إظهاره كشخص يحمل همّا عاما، يتصل بحماية قومه من الخرسانيين، لدرجة أنّ النقاد قالوا بعد عرض المسلسل "لا نعرف ما إذا كان أبو مسلم ضحية أم مجرما؟". وبالمناسبة يعتبر "أبو مسلم الخراساني" مهندس المرحلة العباسية حسب كافة الكتب التاريخية التي تناولته بالذكر. @ نلحظ بأنك تصرّ على "أنسنة" الشخصيات السلبية التي تجسدها في أعمالك، لماذا؟ - أنا قد أقوم بتجسيد شخصية يكرهها الوطن العربي كاملا، لكنني أوجد لها مبرراتها كي أحبها. بمعنى أنّ لكل شخص سلبي دوافعه للنزوع نحو هذه السلبية، وعلى سبيل المثال فإن الإرهابي "عبدالحق" الذي جسدت شخصيته في مسلسل "الطريق الوعر" كان إنسانا مثل غيره من البشر، حيث مرّ في تجربة حب، وانتحر في النهاية بسبب حبه. ومثال آخر أنّ "الأمين" الذي جسدت دوره في مسلسل "الأمين والمأمون" عانى كثيرا وكان لديه مرض إسمه "هارون الرشيد"، وهو والده الذي كان يحكم ملايين البشر وخلف له بعد وفاته حملا ثقيلا لم يكن يوما أهلا له، وهو الحكم الذي مات مقتولا في سبيله على يد شقيقه. @ بما أنك تحرص على إضافة لمساتك الخاصة على الشخصية، هل يعرضك ذلك للإصطدام مع مخرج العمل؟ - هناك بعض الممثلين ممن يقول عنهم المخرجون )هؤلاء أينما وضعناهم وكيفما وجّهناهم يعملون بطريقة صحيحة وكما نريد(، وذلك في إشارة إلى الممثلين الذي يرضون بالقوالب الجاهزة للشخصية، وأنا أرفض أن أكون منهم مهما كلفني الثمن. ومن ناحيتي أفضل أن لا تكون الغلبة لأحد، بمعنى أنه على المخرج والممثل الوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة حول شكل الشخصية وآلية تقديمها على أكمل وجه. @ جسدت بطولة مسلسل "عودة أبو تايه" الذي عرض في رمضان الفائت، ما الجديد الذي قدمه هذا العمل للمشاهد العربي؟ - يعتبر المسلسل أول عمل أردني يتكلم عن تاريخ منطقة بأكملها، وهذا العمل يجب أن يكون بداية وإنطلاقة لمجموعة من الأعمال التي تتناول تاريخ الأردن الحديث. @ وكيف تقيّم هذا المسلسل من النواحي الفنية والدرامية؟ - أتحدى أن يكون هناك مسلسل بدوي حالي بأهمية مسلسل "عودة أبو تايه"، فالكاتب "محمود الزيودي" أعدّ له نصا رائعا راعى من خلاله جميع الأبعاد الدرامية، وهي الأهمّ من التاريخية، فنحن ليس مجرد موثقين، وأنا أدعو من يرغب بالحصول على معلومات مجردة بأن يتوجه لقراءة كتب التاريخ، وكذلك أدعو من يبحث عن معلومات مجردة حول شخصية "عودة أبو تايه" أن يقرأ كتب المستشرق "لورنس العرب". @ أليس من الخطأ حصر الدراما الأردنية في الأعمال التاريخية والبدوية؟ فأين أنتم من الأعمال الفنية التي تعالج ظواهر ومشكلات مجتمعية بحاجة لتسليط الضوء عليها، وهي بالمناسبة كثيرة؟ - أنا أشعر أننا نخطىء بإنسياقنا خلف ما تطلبه الفضائيات العربية، ولكن نحن مضطرون لذلك كي نسوّق أعمالنا، لكن المهم هنا أن نحرص على تقديم شيء صحيح ضمن هذا الخطأ، وللتوضيح فإننا إن كنا مقيدين بفكرة العمل لا بد وأن نقوم بإنجاز هذا العمل فنيا على أكمل وجه. @ إلى أي حد تندمج بالشخصيات التي تجسدها وتتأثر بها؟ - إلى حد لا يمكنني وصفه، ومثال ذلك "عودة أبو تايه" الذي كنت أخاصمه لدى عودتي إلى منزلي، وهوالشخصية الوحيدة التي كنت أطلب رضاها عني بعد موتي لشدة حرصي على تجسيدها على أكمل وجه، وقد وصل بي الحرص درجة أنني صرت معنيا برضاه عني أكثر من الجمهور والنقاد، لذا حرصت على أخذ فترة راحة منه في الفترات التي أقضيها في مسكني بعد عودتي من التصوير. @ نلحظ توجه بعض الفنانين الأردنيين للعمل في مصر، ما تعليقك على ذلك؟ - هذه ليست ظاهرة جديدة، فمصر كانت ولا زالت عاصمة الفن العربي، فمنذ وقت بعيد والفنانون العرب يتوجهون إليها، حيث كان هناك عمل فني مصري لبناني مشترك في ستينيات القرن الماضي. @ هل ندمت على مشاركتك في عمل فني ما؟ - كان مسلسل "آخر الفرسان" العمل الذي ندمت على مشاركتي فيه رغم أنني كنت في بداياتي، وندمي ناجم عن أن هذا العمل كان فاشلا رغم أنه تكلفته المادية عالية وقدرت بسبعة ملايين دولار. ولهذا أطالب بالميزانية المخفضة مقابل العمل الفني الرفيع، وعلى أيّ مخرج أو ممثل أن يواصل عمله بإخلاص وأن لا يعمل جامعا للنقود. @ أنت جريء وحاد في نقدك، فهل تدفع ثمن ذلك؟ - بالطبع، حيث هناك شيء إسمه ثمن الكلمة أو الموقف، وأنا شخصيا أدفع ثمن إصراري على الصح، ولن أرضى بالخطأ حتى آخر لحظة في حياتي. وثمن موقفي هذا يتمثل بأنني لا أشارك في سبعة أعمال سنويا، وإنما عملين جيدين على الأكثر، وهذا يكفيني. @ ماذا عن نشاطك المسرحي، خاصة وأنك كنت من رواد خشبته لسنوات؟ - أنا حريص على الإستمرار في العمل المسرحي، فبعد أي مشاركة لي في مسلسل درامي أشارك في عمل مسرحي لأستعيد نشاطي كفنان، ومؤخرا شاركت في مسرحية "فالنتاين" لمخرجها "خليل نصيرات"، وحاليا أستعد للمشاركة في مسرحية "لا على الترتيب أو الخبز اليومي" للمخرجة المسرحية الأردنية القديرة "سوسن دروزة". @ ماذا ستقدم لنا في رمضان القادم؟ - حتى اللحظة وافقت على تجسيد دور "معاوية بن أبي سفيان" في مسلسل سيحمل إسمه وسيعرض في رمضان القادم، وهو من إنتاج المركز العربي للإنتاج الفني والإعلامي، ويشارك فيه نخبة من النجوم الأردنيين والسوريين، ومن المقرر أن يبدأ تصويره في شهر شباط القادم في عدة دول منها الأردن ولبنان وأوزبكستان.