تعد المملكة العربية السعودية أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربيًا وعالميًا، حيث لعبت ولا تزال دورًا محوريًا في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني خلال كامل المنعطفات التاريخية مُنذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجميع أبنائه الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. واستمرت المملكة، في توظِّيف ثقلها العربي والإسلامي والدولي عبر دبلوماسيتها الهادئة، وبالشراكة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، حيث أثمرت جهودها في إعلان إسبانيا وأيرلندا والنرويج الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما أدت ضغوط المملكة إلى اتخاذ الولاياتالمتحدة قرار تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل إذا اجتاحت منطقة رفح، ثم جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيد أهلية فلسطين للعضوية الكاملة في الأممالمتحدة متوجاً لجهود المملكة الدبلوماسية في الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية بتوجيه من ولي العهد، وهو ما اتضح أثره جليا في رد فعل مندوب إسرائيل بالأممالمتحدة، وعدم تمالكه أعصابه، وتمزيقه ميثاق الأممالمتحدة. وأعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كلاً من مملكة النرويج ، ومملكة إسبانيا ، وجمهورية إيرلندا باعترافها بدولة فلسطين الشقيقة. وثمنت المملكة هذا القرار الصادر من الدول الصديقة، الذي يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتدعو بقية الدول للمسارعة في اتخاذ نفس القرار، الذي من شأنه الإسهام في إيجاد مسار موثوق به ولا رجعة فيه بما يحقق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني. وأكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدسالشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع. المواقف السعودية لنصرة إقامة دولة فلسطينية لا تعد ولا تحصى ونذك منها : * رفض إقامة علاقات مع إسرائيل دون الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. * ضغوط دولية لتحقيق مطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. * توجّه عدد من دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية. * حشد الرأي العالمي تجاه الاعتراف بفلسطين من خلال استضافة المنتدى الاقتصادي العالمي. * أثمرت الجهود عن إعلان إسبانيا وأيرلندا ومالطا وسلوفينيا اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. * أدت الضغوط إلى اتخاذ الولاياتالمتحدة قرارا بتعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل إذا اجتاحت رفح. * صدور قرار الأممالمتحدة لأهلية فلسطين للعضوية الكاملة تتويج لجهود السعودية. * التأكيد السعودي على الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، لنيل حقوقه. محادثات ومتابعة مستمرة ولم تتوانى المملكة في تأكيد موقفها المساند لحقوق الشعب الفلسطيني حيث أكد سمو ولي على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المسلوبة، خلال لقاءاته واتصالاته الهاتفية مع قادة الدول العربية والعالمية والرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث فيها التصعيد العسكري في غزة وأمن واستقرار المنطقة، مشددًا على استمرارية وقوف المملكة إلى جانب الفلسطينيين لتحقيق السلام العادل والدائم. دعم متواصل لا محدود وكانت المملكة قد دعمت الأشقاء الفلسطينيين حتى الآن بما يزيد عن 5,187,114,254 مليار دولار أميركي، يأتي ذلك في إطار المشاريع الإنسانية والإغاثية التي تقدمها عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما أرسلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية عبر معبر رفح الحدودي إلى غزة. كما تقدمت دعما ماليا سنويا للفلسطينيين قدره مليار وسبعة وتسعين مليون وثلاثمائة ألف دولار، وذلك لمدة عشر سنوات، وقررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره 6 ملايين دولار، وتبرعت نقدًا لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثون ألف دولار، وقدمت مبلغ مليوني دولار للصليب الأحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين. تعزيز صمود الشعب الفلسطيني قامت المملكة على الدوام بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الصعد (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ذلك واجب تمليه عليها عقيدتها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية ولا ينكر إلا جاحد دورها الراسخ في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فهي تعمل بحكمة وحنكة لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، بلا ضجيج أو مفاخرة ولن يهز أو يلغي ذلك التاريخ إعلام ضال أوأصوات ضالة. مشاركات واستضافات ناجحة أما إذا تحدثنا تاريخيا عن الدعم السياسي الذي بذلته المملكة ولازالت لتلك القضية فلا يخفى الدور البارز والمميز في دعمها السياسي المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة. ولهذا نجدها تتبنى جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتشارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد ومرورا بمبادرة السلام العربية ، ووصولا إلى قمة الرياض الاستثناية، قمة كسار الحصار والحراك لانهاء العدوان على غزة ، كما بذلت وتبذل جهوداً حثيثة واتصالات مكثفة مع جميع الدول ومع الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني. تعيين سفير للمملكة لدى فلسطين وامتداداً لتلك السياسات السامية والجليلة التي تأسست عليها مواقف وسياسات المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني الكريم، يأتي القرار السامي بتعيين سفير للمملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين تأكيداً لتلك الأصالة والشهامة والفروسية التي عُرفت بها القيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية. نعم، لقد جاء في الخبر الذي بثته واس في 12 أغسطس 2023م الآتي: "سلَّم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري، ، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس، إلى معالي مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي، وجرت مراسم تسليم نسخة من أوراق الاعتماد، في مقر سفارة دولة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمّان، بحضور سفير دولة فلسطين لدى المملكة الأردنية الهاشمية عطا الله خيري." نعم، إننا أمام المسيرة العطرة المتمثلة بالقرارات السَّامية والرشيدة لقادة المملكة العربية السعودية والتي وجدت كل الثناء والترحيب والشكر والسعادة من قادة دولة فلسطين وشعبها الكريم الذين عبَّروا بكل صدق ومحبة عن ذلك من خلال بياناتهم الرسمية، ومن ذلك ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" من أخبار ومنها الخبر الوارد في 13 أغسطس 2023م حيث جاء فيه: "رحبت وزارة الخارجية والمغتربين، بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تعيين السفير نايف السديري سفيرا مفوضا وفوق العادة غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما في مدينة القدس العاصمة. وقالت الخارجية في بيان ، إن توقيت القرار يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية الشقيقة بالقضية الفلسطينية باعتبارها إحدى الأسس التي تعتمد عليها سياسة المملكة الخارجية عربيا وإسلاميا ودوليا، وامتدادا لمواقف المملكة التاريخية والأخوية الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا. وأكدت استعدادها للتعاون الكامل مع السفير السديري لتسهيل قيامه بمهامه الجديدة من أجل رفعة شأن العرب والمسلمين وتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية المميزة بين المملكة ودولة فلسطين." وفي الختام من الأهمية التأكيد بالقول إن مواقف وسياسات المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني ثابتة بأصالتها على امتداد التاريخ حيث لا مساومة عليها مهما كانت الأثمان، ولا تنازل عنها مهما كانت المُغريات، ولا مُزايدة على مواقف أهلها الكِرام مهما كانت الظروف. نعم، إن سياسة المملكة تجاه القضية الفلسطينية ثابتة على امتداد تاريخها المجيد، ومُعلنة أمام العالم أجمع، وحاضرة في جميع المحافل العالمية، حتى أصبحت علامة فارقة لا يمكن التشكيك فيها، ورمزاً دولياً أصيلاً لا يمكن تشويه صورته، وصوتاً دولياً رصيناً لا يمكن تحريف مقاصده السَّامية. نعم، هكذا هي المملكة العربية السعودية في مواقفها وسياساتها وسُموها تجاه قضايا وحقوق العرب والمسلمين والشعوب المُسالمة خلال تاريخها المديد وحتى وقتنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "حفظهما الله".