تشارك المملكة العربية السعودية في اجتماعات اللجنة العربية السداسية لبحث أزمة القدس في العاصمة الأردنيةعمان اليوم (السبت) بحضور وزراء خارجية كل من الأردن، وفلسطين، والمغرب، والإمارات، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية. وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية في بيان له أمس (الجمعة) (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن الاجتماع يهدف إلى متابعة التداعيات الخاصة بالقرار الأميركي الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وتنسيق الجهود والتحركات العربية دولياً بهدف الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس باعتبارها إحدى قضايا الحل النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية. وشددت الخارجية المصرية في بيانها على رفض أية قرارات مخالفة للشرعية الدولية من شأنها أن تستهدف تغيير وضعية المدينة، لما لذلك من تأثير سلبي على مستقبل عملية السلام والتسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية. وفي العاصمة السعودية الرياض، قال سفير فلسطين لدى المملكة بسام الآغا، إن هذا الاجتماع هو نتاج الاجتماع الوزاري العربي بالجامعة العربية بالقاهرة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وسيشهد بحث تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال الآغا في اتصال مع «الحياة» أمس (الجمعة) إن بلاده ستشارك في الاجتماع بوفد يترأسه وزير خارجية فلسطين الدكتور رياض المالكي، وذلك لدعم الوفود العربية في مواجهة تبعات قرار الرئيس الأميركي الذي أعطى ليس فقط الضوء الأخضر للحكومة اليمينية الإسرائيلية، بل لكل المتطرفين لاستغلاله ضد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأضاف «منذ أن أصدر الرئيس ترامب قراره ونحن نشهد كثافة في عمليات الاستيطان في القدس والضفة الغربية، ونشهد إجراءات عملية مكثفة لتهويد القدس، وفرض شروط ترتكز على أنه لا مفاوضات مقبلة إلا باعتراف القيادة الفلسطينية أن القدس عاصمة لإسرائيل». وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماعات اليوم سيدعو إلى «تطبيق قرارات القمم العربية السابقة وهي قمة عمان في 1980 وقمة بغداد 1990، وقمة القاهرة 2000، وجميعها أكدت على أهمية قطع العلاقات مع أية دولة تنقل سفاراتها إلى القدس، وأهمية دعم التحرك الفلسطيني للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، القدسالشرقية عاصمة لها»، مضيفاً أن «التوجه القادم للقيادة الفلسطينية سيكون نحو الأممالمتحدة، ومجلس الأمن، من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل العضوية في الأممالمتحدة، ودعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني». وأوضح سفير فلسطين أن الشعب الفلسطيني «يعول كثيراً على الموقف العربي في مواجهة الإجراءات التي سيتخذها البيت الأبيض بوقف المساعدات المالية سواءً إلى وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أو إلى برامج السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو نوع من ممارسة الضغوط على الإدارة الفلسطينية للرضوخ لقبول إبعاد القدس وحق اللاجئين في العودة خارج ملف التفاوض، وهو أمر ينسف كل قرارات المجتمع الدولي، سواء تلك الصادرة من مجلس الأمن، أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أو منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، أو مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، ولا يعير المجتمع الدولي أو القانون الدولي أية أهمية في سابقة لم تحدث، لذلك فإن المجتمع الدولي بكامله وقف في مواجهة القرار ليس من أجل فلسطين فقط بل من أجمل وقف أية انتهاكات للقانون الدولي، وعدم أخذها كنموذج في حل الخلافات الدولية». وأكد أن «الاجتماع مهم في سياق الاستمرار بالتوجه نحو نصرة القدس وأهل القدس والقضية الفلسطينية إجمالاً، وإشعار المجتمع الدولي أن فلسطين ليست وحدها، وأن القدس ليست بمعزل عن محيطها العربي أو الإسلامي، كما أنه يأتي في سياق التأكيد الدائم على أننا نريد السلام والعدالة ونحن لا نطلب سواهما، نريد أن نعيش على أرضنا بحرية وكرامة، فقط نريد تطبيق الشريعة الدولية». وشدد على أن الشعب والقيادة الفلسطينية يريدون مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت 2002، إذ إنها تعكس الموقف العربي وفي مقدمه الموقف السعودي من السلام، وهو ما تؤكد عليه القيادة في المملكة العربية السعودية دائماً ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الحريصة دوماً على الشعب الفلسطيني ودعم قضيته في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأضاف «القضية الفلسطينية ومدينة القدس هي في قلب وصلب السياسة السعودية منذ الملك المؤسس يرحمه الله، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، اللذين يوليان هذا الملف جل عنايتهم واهتمامهم، وهو أمر عودتنا عليه القيادة السعودية سواء في دعم القضية الفلسطينية، أم أية قضية أخرى تهم العرب والمسلمين في أنحاء العالم».