تدهورت الأوضاع في مدينة رفح الواقعة جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر في ظل فرار عشرات الآلاف من الأشخاص من المدينة قبل هجوم كبير محتمل من جانب القوات الإسرائيلية. وقال هاميش يونج، منسق الإغاثة الطارئة في اليونيسف: "لقد عملت في حالات طوارئ إنسانية واسعة النطاق على مدار معظم السنوات الثلاثين الماضية ولم أشارك قط في وضع مدمر أو معقد أو مرتبك مثل هذا الوضع." وقال جورجيوس بتروبولوس، ممثل مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "الوضع الحالي في غزة وصل إلى مستويات طوارئ غير مسبوقة." وكان كلا المسؤولان في رفح وتحدثا إلى الصحفيين في جنيف عبر رابط بتقنية فيديو. وقال بتروبولوس إن خمسة مستشفيات و17 مركزا للرعاية الصحية الأولية وخمسة مستشفيات ميدانية و10 فرق طبية متنقلة و28 سيارة إسعاف سيتعين عليها إيقاف خدماتها في غضون 24 ساعة إذا لم يتم تسليمها إمدادات وقود جديدة ضرورية بشكل عاجل. وأفاد يونج بأن أكثر من 100 ألف شخص غادروا المنطقة في غضون خمسة أيام في أعقاب دعوات للإخلاء وجهتها يوم الاثنين إسرائيل، التي أعلنت عن عمليات عسكرية واسعة في رفح. وتعاني الطرق المؤدية إلى شمال القطاع من الازدحام. وقالت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في منشور على تطبيق إكس إن ما يصل إلى 110 آلاف شخص لاذوا بالفرار. وتعاني منطقة المواصي القريبة من الساحل، التي خصصتها إسرائيل كمنطقة أمنية، من اكتظاظ تام. وقال يونج إن الأسر تحفر حفرا في الأرض بجوار خيامها لقضاء حاجتها. وأفاد بتروبولوس بانه لم تدخل عمليا أي إمدادات إغاثة، وخاصة البنزين، إلى قطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين منذ أيام. وأضاف أنه بدون ذلك، لن يتسن تلبية أبسط الاحتياجات للسكان. وتحتاج المستشفيات والبنوك وشركات الاتصالات ومحطات معالجة مياه الشرب إلى البنزين لتشغيل المولدات من أجل الحفاظ على الخدمات الأساسية. وقد توقف جمع النفايات جزئيا، وكذلك التخلص من مياه الصرف الصحي في مناطق معينة.