فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اجتياح رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية هائلة، نزح أكثر من 110 آلاف فلسطيني من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على الأحياء الشرقية للمدينة الاثنين الماضي. وقال غوتيريش من نيروبي اليوم (الجمعة): «نعمل بنشاط مع جميع الأطراف المعنية من أجل استئناف إدخال الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك الوقود الذي تشتد الحاجة إليه، عبر معبري رفح وكرم أبو سالم»، محذراً من أن المجاعة تلوح في الأفق. من جهته، أفاد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة في غزة جورجيوس بتروبولوس بأن معظم هؤلاء الناس اضطروا للنزوح 5 أو 6 مرات منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكد بتروبولوس أن 30 ألف شخص ينزحون من رفح كل يوم، لافتاً إلى أنه من دون إمدادات في الأيام القادمة يتوقع أن يفتقر عدد كبير من المرافق الصحية إلى الوقود اللازم لمواصلة العمل، وشدد على أن الوضع بلغ مستويات طوارئ غير مسبوقة، خصوصاً في المستشفيات والعيادات المتنقلة. ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، توقف ضخّ المياه في رفح، وتجري صيانة المرافق بما يكفي للحيلولة دون فقدانها بشكل دائم. وقال المكتب: توقف إنتاج المياه الرئيسي في محافظات شمال غزة ومدينة غزة، ما ترك 450 ألف شخص مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على مياه الشرب. ولفت إلى أن مخزون الغذاء لدى برنامج الأغذية العالمي والأونروا سينفد في الأيام القادمة. بدوره، شدد كبير منسقي الطوارئ في منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في قطاع غزة هاميش يونغ على ضرورة امتناع الجيش الإسرائيلي عن اجتياح رفح، ودعا إلى التدفق الفوري للوقود والمساعدات إلى القطاع. وقال: «بالأمس كنت أتجول في منطقة المواصي التي طُلب من سكان رفح الانتقال إليها»، وأضاف أنه فر أكثر من 100 ألف شخص من رفح خلال الأيام الخمسة الماضية ولا يزال النزوح مستمراً. وأوضح أن الملاجئ تتزايد على الكثبان الرملية في المواصي، وأصبح من الصعب الآن التنقل بين كتلة الخيام والقماش المشمع.