خلافات وتراشق في الداخل الإسرائيلي انتقام وإبادة طالت الحجر والشجر استشهد العشرات وأصيب المئات في غارات إسرائيلية، استهدفت مناطق ومنازل مأهولة في أنحاء القطاع؛ فيما تتواصل الاشتباكات بين المقاومة والجيش الإسرائيلي في محاور التوغل. وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان لها، أن "عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 22.722 شهيدا و58.166 مصابا، وارتكب الاحتلال 12 مجزرة راح ضحيتها 122 شهيدا و256 مصابا خلال الساعات ال24 الماضية". وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط آخر له وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في معارك شمال قطاع غزة، لترتفع حصيلة الضباط والجنود القتلى منذ بدء الحرب إلى 510 قتلى. وكان استشهد نحو 16 مواطنا، الليلة الماضية، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة خان يونس، ومدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي وسط القطاع. وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا في مدينة خان يونس يضم عددا كبيرا من النازحين، ما أدى لاستشهاد 12 مواطنا على الأقل، وإصابة 50 آخرين بجروح متفاوتة. كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية، مدرسة تابعة للأونروا تأوي نازحين في مخيم المغازي وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين على الأقل بينهم سيدة. كما أطلقت الطائرة المسيرة (كواد كابتر) النار بكثافة على منازل المواطنين والشوارع في مخيم المغازي، تزامنا مع تنفيذ الطائرات الحربية حزاما ناريا قرب شارع السكة غرب المخيم، وإطلاق نار مكثف من مدفعية الاحتلال المتمركزة قرب مدخل المخيم على شارع صلاح الدين. إنشاء إدارة سياسية بغزة حذّرت الفصائل الفلسطينية، من مخططات الاحتلال الرّامية إلى خلق واقع جديد في قطاع غزة يديره الاحتلال عبر استحداث هيئات محلية مدنية أو عشائرية كما يزعم لإدارة القطاع، مؤكدةً أنّ هذه المخططات ستندحر على صخرة صمود الشعب الفلسطيني. وقالت الفصائل، في بيانٍ وصل "الرياض": "إنّ حكومة الاحتلال الصهيونية ما زالت تسعى في مخططها القديم الجديد لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من كل الأرض الفلسطينية ولكن هذا الوهم سيتحطم على صخرة صمودكم وصبركم وسيفشل هذا المخطط ويسقط كما سقطت كافة المشاريع الصهيونية الأميركية". وأكدت الفصائل أنّ فشل قادة الاحتلال في تحقيق نكبة التهجير الثانية، جعلها تعمل على إيجاد وسيلة أخرى لضرب صمود الشعب الفلسطيني واستغلال الظروف الإنسانيّة الكارثيّة التي يواجهها من حرب الإبادة الجماعية والعدوان المجرم، عبر استحداث هيئات محلية مدنية أو عشائرية كما يزعم لإدارة قطاع غزة. وشدّدت على "أنّ الشعب الفلسطيني عصيّ على الانكسار، وبصموده وبسالة مقاومته في الميدان ستتحطم كل هذه الخطط الصهيونية". وأوضحت الفصائل أنّ مخطط قادة الاحتلال يهدف إلى خلق واقع جديد في قطاع غزة يديره الاحتلال ومن يخضع لإملاءاته، عبر ما يسميه إدارة مدنية أو عشائرية في شكلها، سياسية في جوهرها تهدف إلى استباق نتيجة الحرب بتشكيل إدارة مدنية من جديد لإدارة القطاع تكون تحت سيطرته وخاضعة له. وبيّنت أنّ فشل العدوان العسكري في تحقيق أهدافه المعلنة، جعلت دولة الاحتلال تستبق الأمور عبر هذه المخططات العدوانية، مؤكدةً أنّ الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية والمجتمعيّة والمدنيّة ترفضها كافة. وأضافت "شعبنا لن يتعاطى مع هذه الأفكار أو المقترحات، لأن أي تعامل معها هو خيانة وطنية لن يقبلها أحد أو يوافق عليها، أو يكون جزءًا منها سواء شخصيات أو مؤسسات أو أعيان ومخاتير ووجهاء". نبش المقابر وسلب جثامين أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّه وثق اعتداء جيش الاحتلال على 12 مقبرة على الأقل في قطاع غزة عبر تعمد تجريفها، ونبش وتخريب القبور فيها وسلب عشرات الجثامين منها في خضم جريمة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأظهرت إفادات أوليّة جمعها المرصد الأورومتوسطي، أنّ هجمات إسرائيلية طالت عدة مقابر في قطاع غزة، إذ عاين فريقه الميداني يوم الجمعة الماضية تعرّض مقبرة (البطش) شرقي مدينة غزة إلى عمليات تجريف واسعة شملت "نبش القبور والدوس بالآليات العسكرية على جثامين القتلى فيها وتقطيع بعضها". وقال سكان في محيط منطقة المقبرة، إنها استُحدثت في 22 أكتوبر الماضي بغرض دفن العشرات من الشهداء مجهولي الهوية، بعد تكدسهم لأيام في حينه داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة. وذكر السكان أنّ مقبرة البطش، استقبلت لاحقًا عددًا كبيرًا من الشهداء والأموات بسبب عدم تمكن ذويهم من الوصول إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة ودفنهم في المقابر الرئيسة، قبل أن تتعرض لاقتحام من جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي بآليات وجرّافات عسكرية. ولوحظ في المقبرة بعد اقتحامها تجريفها بالكامل، ونبش القبور حد استخراج أغلب الجثامين منها وتقطيعها وتشويهها ونهب عدد منها، بما في ذلك بعض الشواهد، التي وضعت للاستدلال على هوية من دفن فيها. وقالت السيدة "نور ناصر" من سكان مدينة غزة، والتي نزحت إلى مناطق جنوبي القطاع، إن شقيقها الشهيد محمد (في العشرينيات من عمره) دُفن في مقبرة "البطش" وهو بحالة أشلاء متقطعة، لكنهم صدموا لاحقًا بتعرض المقبرة لعمليات تجريف، وعدم تبقي أي أشلاء لشقيقها، مضيفةً "جيش الاحتلال لم يكتفِ بقتل شقيقي بل إنه ذهب حد حرمان العائلة من مجرد زيارة قبره". وفي حادثة أخرى، داهم جيش الاحتلال بآلياته العسكرية مقبرة حي (التفاح) شرقي مدينة غزة، ونبش أكثر من ألف قبر، فيما قال أهالي الحيّ إنّه سرق ما يزيد على 150 جثمانًا لشهداء دفنوا حديثًا منها. وفي 25 ديسمبر الماضي، تلقّى المرصد الأورومتوسطي أيضا عدة إفادات بتجريف جيش الاحتلال الإسرائيلي مقبرة (بيت حانون) شمالي قطاع غزة وتخريب قبور بداخلها. وقال "محمد أبو عواد" من بلدة بيت حانون لفريق الأورومتوسطي إنهم تفاجئوا بآثار اقتحام جيش الاحتلال مقبرة البلدة وهدم القبور بالآليات العسكرية وتدمير المقبرة بالكامل. وذكر "أبو عواد" أنهم رصدوا عمليات حفر قام بها جيش الاحتلال في قبور محددة داخل المقبرة، وإخراج جثامين الشهداء ممن دفنوا حديثًا وسلبها، في وقت اختلطت ما تبقى من الجثامين ببعضها البعض بحيث يصعب التعرف على أي منها، جراء عمليات التجريف والحفر. وفي الفترة من 17 إلى 20 ديسمبر الماضي، داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي مقبرة (الشيخ شعبان) في منطقة ميدان فلسطين بمدينة غزة وجرف عشرات القبور فيها ودهس جثامين الشهداء والموتى. وفي 20 ديسمبر الماضي، عاين فريق الأورومتوسطي عمليات تدمير وتخريب واسعة مارسها جيش الاحتلال في مقبرة تبعد حوالي 1.7 كيلومتر شرقي الجزء الأوسط من خان يونس جنوبي قطاع غزة، شملت نبش القبور في مساحة تبلغ حوالي 2,500 متر مربع. ووثّق المرصد الأورومتوسطي هجمات إسرائيلية طالت مقابر (علي بن مروان) و(الشيخ رضوان) و(الشهداء/المقبرة الشرقية) و(المقبرة التونسية)، إضافة إلى مقبرة (كنيسة القديس برفيريوس) وجميعها تقع في مدينة غزة، إلى جانب مقبرة (الشهداء) في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أدّى إلى تخريب وتحطيم عشرات القبور فيها والاعتداء على كرامة الشهداء ودون مراعاة لحرمة المقابر والموتى. وأدت الهجمات المتكررة إلى إحداث حفر كبيرة داخل تلك المقابر بحيث ابتلعت بداخلها عشرات القبور، وتناثر بسببها رفات الموتى واختفى بعضها، فضلُا عن تضرر عشرات القبور المجاورة لها بشكل بليغ. يشار إلى أنّ المرصد الأورومتوسطي وثّق إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن شهداء العدوان الإسرائيلي، في ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسة والمنتظمة والاستهداف الإسرائيلي المستمر للمقابر ومحيطها. وكانت عائلات في قطاع غزة لجأت لإنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، وصل عددها إلى أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دفن فيها 3 أفراد فأكثر من أبناء العوائل المستهدفة. وشدّد الأورومتوسطي على أنّ جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها "إسرائيل" في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي لم يسلم منها حتى الموتى في ظل تواطؤ دولي مستهجن. وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ "إسرائيل" تنتهك بشكل منهجي حرمة الأموات ومقابرهم، وتخالف مبادئ القانون الدولي الإنساني، وقواعد الحرب بشأن ضرورة حماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة. إذ تنص القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني على ضرورة معاملة جثامين الموتى بطريقة تتسم بالاحترام، واحترام قبورهم وصيانتها بشكل ملائم. وأعاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان التأكيد على وجوب إلزام "إسرائيل" بقواعد القانون الدولي التي تنص على ضرورة احترام جثامين الشهداء وعدم سلبها وحمايتها أثناء النزاعات المسلحة، وضرورة اتخاذ أطراف النزاع كل الإجراءات الممكنة لمنع سلب الشهداء والموتى كرامتهم وتشويه جثامينهم. مطالبات برحيل نتنياهو تظاهرت حشود من المستوطنين، في "تل أبيب" ومدن أخرى للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته وإجراء انتخابات مبكرة والعمل على إعادة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة. وذكرت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، أن "المئات من (الإسرائيليين) تظاهروا في مدينة حيفا الواقعة على البحر المتوسط، للمطالبة بإقالة حكومة نتنياهو، والدخول في عملية انتخابات فورية". وأشارت وسائل إعلام أخرى بخروج تظاهرات في مدينة تل أبيب، للسبب ذاته، حيث يطالب المحتجون نتنياهو، بالعمل على إطلاق سراح الرهائن والأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وكذلك للمطالبة باستقالته. كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه "يجب ألا نوقف الحرب حتى نحقق كافة أهدافها". وأضاف أن "الحكومة برئاستي أوعزت للجيش الشروع بحرب من أجل القضاء على حماس واستعادة المختطفين وضمان عدم تشكيل أي تهديد من غزة على إسرائيل، وعليه فإنه لا يجب أن تتوقف الحرب حتى نحقق هذه الأهداف". وتابع نتنياهو "نحن لا نعطي حصانة لحماس في أي مكان، ونحن نقاتل من أجل استعادة الأمن في الجنوب وأيضا في الشمال". وأشار إلى أنه "من أجل ذلك يجب أن نضع كل الأمور جانبا والمواصلة بقوات مشتركة حتى تحقيق النصر". شهداء في الضفة وجنين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد شاب (28 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عبوين شمال غرب رام اللهبالضفة الغربيةالمحتلة. وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ صباح الاحد، إلى 8 شهداء، 7 في مدينة جنين وشهيد في رام الله، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية. وأفادت مصادر طبية في المستشفى الحكومي بمدينة سلفيت، أن مصابا بجراح حرجة وصل الطوارئ في المستشفى صباح الاحد من بلدة عبوين، عقب مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة. وصباح امس، أصيب 3 فلسطينيين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، عقب اقتحامها بلدة عبوين، شمالي مدينة رام الله.، واقتحمت قوات الاحتلال بلدة عبوين من مدخليها الرئيسين باتجاه بلدتي سنجل وعارورة شمالي رام الله، ودهمت عدة أحياء فيها. واندلعت مواجهات عنيفة مع شبان فلسطينيين رشقوا آليات الاحتلال العسكرية بالحجارة والزجاجات الفارغة، بينما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط والغاز السام على الشبان. وفي وقت سابق صباح أمس، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد سبعو أشقاء جراء قصف الاحتلال لمنزلهم. من جهة أخرى أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل مجندة "إسرائيلية"، بعد إصابتها بتفجير عبوة ناسفة خلال اقتحام مدينة جنين. وتحت بند "سمح بالنشر"، قال جيش الاحتلال إن "المجندة في الشرطة العسكرية شاي كرماي، المجندة في الشرطة العسكرية قتلت خلال القتال في جنين". وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن المجندة "من الوحدة الخاصة من حرس الحدود"، وقد قتلت بتفجير آلية عسكرية في جنين. ونقلت قناة كان الإسرائيلية، عن مصدر أمني "إسرائيلي" قوله: إن "كمين جنين كان مزدوجًا، والقوة الإسرائيلية تعرضت لتفجير عبوة وعندما استدارت للانسحاب انفجرت بها عبوة أخرى". وفي وقت سابق قالت صحيفة "هآرتس"العبرية، إن أربعة من جنود الاحتلال أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة في جنين، اثنان منهم في حالة خطيرة. وكانت "كتائب القسام" في مخيم جنين، قد أعلنت في بيان مقتضب، أنها أوقعت قوة إسرائيلية راجلة اقتحمت مدينة جنين بكمين، مؤكدة إصابة عدد من جنود الاحتلال بجروح خطيرة. وأظهرت مشاهد لحظة تفجير عبوة شديدة الانفجار بجنود الاحتلال. شهداء أطفال ما زالوا تحت الأنقاض في مخيم النصيرات مسنة فلسطينية وسط الأنقاض بعد غارة شنها الاحتلال على جنين