سرقة آثار غزة ومتاحفها فظائع الاحتلال تحدٍ أخلاقي للعالم قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها لن تتمكن من مواصلة العمليات في قطاع غزة والمنطقة، بعد نهاية فبراير إذا لم يُستأنف التمويل. وأوقف عدد من الدول، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وألمانيا وبريطانيا، تمويلها للوكالة بعد اتهامات إسرائيلية بتورط 12 من موظفي الأونروا في هجمات السابع من أكتوبر، التي شنتها حركة (حماس) على جنوب إسرائيل. وقال متحدث باسم الوكالة "إذا لم يتم استئناف التمويل، لن تتمكن الأونروا من مواصلة خدماتها والعمليات في أنحاء المنطقة، بما يشمل غزة لما بعد نهاية فبراير". في اليوم ال 117 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، استشهد وأصيب عشرات المواطنين، إثر غارات إسرائيلية استهدفت عددا من منازل المواطنين، وتحديدا في حي الرمال المحاصر من قبل الآليات العسكرية، تزامنا مع قصف كثيف لمدفعية وزوارق الاحتلال. وقالت مصادر محلية، إن طيران الاحتلال الحربي، قصف على الأقل خمسة منازل في حي الرمال بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، فيما تواجه مركبات الإسعاف صعوبة في الحركة للوصول إلى الإصابات والشهداء، وسط قصف مدفعية ومسيرات الاحتلال كل ما يتحرك على الأرض. وأضافت المصادر، أن مدفعية الاحتلال قصفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تؤوي نازحين في حي الرمال، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين على الأقل، كما داهمت المدرسة واعتدت على المواطنين بالضرب. وأشارت المصادر الى أن طائرة مسيرة قصفت بصاروخين مركبتي إسعاف بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى مستشفى الشفاء المحاصر، تزامنا مع إطلاق النار من قبل مسيرات الاحتلال صوب المستشفى ما أدى لإصابة عدد من النازحين داخله. وقصفت طائرات الاحتلال الحربية عددا من المواطنين ومقبرة في حي الدرج وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين، كما قصفت عددا من منازل المواطنين في حيي الصبرة والزيتون بالمدينة. شمال القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزلين في مخيم جباليا، وأطلقت المدفعية القذائف صوب المواطنين في بيت لاهيا ما أدى لإصابة العشرات نقلوا إلى مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي شمالا. وجنوبا، يواصل جيش الاحتلال حصار مستشفيي ناصر والأمل لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان يونس، وسط تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي للمناطق الشرقية والغربية من المدينة. من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن جيش الاحتلال ارتكب 38 مجزرة، راح ضحيتها 350 شهيداً، خلال ال 48 ساعة الماضية في خانيونس. وفي التطورات الميدانية للحرب، واصلت طائرات الاحتلال الليلة الماضية، شن غاراتها على مختلف مناطق قطاع غزة، إضافة لاستهداف المدنيين بعمليات قنص وإطلاق نار عشوائي وقصف مدفعي. واستمر القصف المدفعي الإسرائيلي بشكل متواصل على حي الزيتون في مدينة غزة، وسمع دوي انفجارات في مدينة غزة والمنطقة الوسطى تزامناً مع تحليق للطائرات الحربية في الأجواء. وتجدد القصف المدفعي، على مناطق عدة من مدينة غزة ومنها حي الصبرة جنوبيالمدينة، كما قصفت مدفعية الاحتلال غرب معسكر جباليا شمالي القطاع. واستهدف قصف من زوارق الاحتلال بعشرات القذائف شواطئ النصيرات والزهراء وسط القطاع. الانسحاب من جنين انسحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، من مدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، عقب عدوان عسكري استمر لقرابة ال 8 ساعات تخلله مواجهات واشتباكات مسلحة "عنيفة". وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال انسحبت من أحياء مدينة جنين ومخيمها، عقب تدمير واسع للبنية التحتية وممتلكات المواطنين، منوهة إلى أن جرافات عسكرية قامت بأعمال تجريف واسعة في المدينة. واعتقلت قوات الاحتلال، 7 مواطنين فلسطينيين من محافظة جنين؛ بينهم مُسعف وأقرباء عددًا من المقاومين. كما استشهد الشاب ثائر نعيم حمو، جراء إصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون غرب جنين في الضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الشاب حمو أصيب بالرصاص الحي بالبطن، ونقل إلى مركز الهدف الطبي في البلدة، وأعلن هناك عن استشهاده متأثرا بإصابته. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة اليامون، وسط مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين. وأتى ذلك، بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين، حيث باشرت أعمال تدمير واسعة للبنية التحتية والمرافق العامة وممتلكات الفلسطينيين. واقتحمت قوات الاحتلال المدينة عبر شارع الناصرة، معززة بأكثر من 20 آلية عسكرية، بينها 4 جرافات عسكرية من طراز D9 ، تبعها تعزيزات إضافية من الآليات. وفعلت صافرات الإنذار في جنين ومخيمها، تزامنا مع تحركات لجيش الاحتلال بمحيط المدينة قبيل اقتحامها. وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائي على المركبات المدنية في شارع الناصرة، كما انتشرت في العديد من الأحياء. وشرعت جرافات الاحتلال بهدم وتجريف دوار الحمامة، وتدمير البنية التحتية بمحيط دوار النسيم ودوار الحصان، كما دمرت بسطات الباعة في منطقة دوار الحثناوي والحسبة القديمة. تجويع المدنيين دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، إلى دعم نداءات وقف عمليات القتل المتعمد، التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الجوعى في قطاع غزة. وأدان المرصد، في بيان، بأشد العبارات "قتل الجيش الإسرائيلي 20 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح، من خلال فتح النار عليهم بشكل مباشر، أثناء انتظارهم دخول مساعدات إنسانية إلى مدينة غزة". وذكر أن القوات الإسرائيلية تعمدت في 25 يناير الجاري، استهداف عشرات المدنيين الجوعى، بقذائف مدفعية على دوار "الكويت"، مما أسفر عن مقتل 20 منهم على الأقل، وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح، حالة عدد منهم حرجة. وأشار المرصد إلى أن "المدنيين الفلسطينيين يدفعون ثمنا فادحا، لتجاهل المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة نداءات وقف قتلهم، بما في ذلك الجوعى، الذين ينتظرون الإمدادات الإنسانية، في ظل ما يواجهونه من أزمة إنسانية ومجاعة وشيكة الحدوث ذات التداعيات الخطيرة". وشدد على أنه يجب على المجتمع الدولي الالتفات لنداءات وقف قتل إسرائيل المتعمد للمدنيين الجوعى. ونبّه المرصد الى أن "الجيش الإسرائيلي يتعمد استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب ضد المدنيين في مدينة غزة وشمالها، ليس من خلال عرقلة دخول المساعدات إلى هذه المناطق فقط، بل وبمواصلة قتلهم وإصابتهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات محدودة، في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد السكان في القطاع". وأضاف أن "ما يجري خلال انتظار المساعدات شرقي وغربي غزة، يُعدّ تعبيرا صارخا عن عجز المجتمع الدولي ووكالات الأممالمتحدة عن ضمان آليات مناسبة لإيصال المساعدات للسكان، وتأكيدا صريحا على مضي إسرائيل في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع، دون أي رادع أو تدخل وعلى مرأى العالم بأجمعه". صحفي يحمل سترة زميله الذي قتل في غزة (رويترز) مسن يشارك بجنازة ابنه الذي استشهد في جنين (رويترز)