يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الدامية والمدمرة على قطاع غزة لليوم ال189 على التوالي، وسط استمرار القصف والاشتباكات في عدة محاور داخل القطاع. وتركزت الاشتباكات والمعارك والقصف، على منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، كما واندلعت معارك واشتباكات تركزت بمنطقة جسر وادي غزة شمال النصيرات. وأكدت مصادر محلية، أنه حتى صباح الخميس، لا يوجد أي تقدم إسرائيلي آخر في هذا المحور، ولا توغل في النصيرات، ويشهد الجسر ومحيطه اشتباكات بين فينة وأخرى منذ نحو 12 ساعة. واستعانت قوات الاحتلال بقصف المدفعية ورصاص طائرات مسيرة في منطقة الاشتباكات شمال النصيرات. وزير في مجلس الحرب يتحدث عن هزيمة حماس عسكرياً مقتل ثلاثة من أبناء هنية قال المكتب الإعلامي في غزة، إن «جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة بحق عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عصر يوم عيد الفطر، بقصف مركبة مدنية راح ضحيتها خمسة شهداء حتى الآن، ووقوع إصابات». وأضاف المكتب الإعلامي في بيان ورد لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا»، «جيش الاحتلال ارتكب هذه المجزرة خلال جولة لعائلة هنية، كانت تقوم بتنفيذ زيارات اجتماعية وعائلية بمناسبة حلول عيد الفطر، حيث تأتي هذه الجريمة استكمالاً لسلسلة من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء رغم الأجواء المقدسة لعيد الفطر المبارك». وأدان المكتب بأشد العبارات «جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث وصل المستشفيات خلال ال24 ساعة الماضية أكثر من 125 شهيدا، استهدفهم جيش الاحتلال بدم بارد ودون مراعاة لمشاعر المسلمين». وحمّل المكتب الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر والجرائم التي مازال يرتكبها في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والأطفال والنساء والنازحين. وطالب المكتب الإعلامي»كل دول العالم الحر بوقف هذه الحرب العدوانية بالضغط على الاحتلال المجرم، ووقف عدوانه المستمر على شعبنا الفلسطيني». 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتحرك دولي عاجل لإدخال آليات خاصة وفرق متخصصة لرفع ركام المنازل والمباني التي قصفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وإنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت أنقاضها وما يزالون على قيد الحياة، وانتشال آلاف الجثامين لآخرين ممن قضوا تحتها منذ بدء الهجوم العسكري في 7 أكتوبر / تشرين أول الماضي. ودعا الأورومتوسطي في بيان له، إلى تشكيل ضغط دولي حاسم على إسرائيل لتأمين عمل الأشخاص والطواقم العاملة في إزالة هذا الركام، بما في ذلك طواقم الدفاع المدني، بالإضافة إلى الكشف عن مصير آلاف المفقودين من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة ممن تحتجزهم قوات الجيش الإسرائيلي، بمن في ذلك من ارتكبت بحقهم جرائم الاختفاء القسري والقتل والإعدام غير القانونية في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية. وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له،أن تقديراته تشير إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو قتلى في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسرًا في سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية،وبعضهم تعرض للقتل داخلها. ولم ينشر الجيش الإسرائيلي حتى الآن اي معطيات حول ظروف قتل هؤلاء الأسرى والمعتقلين، كما لم تتمكن حتى الآن اي جهة مستقلة من التحقق والتعرف على ظروف مقتلهم، ولم يتم حتى الآن اخراج جثامينهم أو تحديد هوياتهم أو إعادة رفاتهم، أو حتى تبليغ عائلاتهم. ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن هذا التقدير مبني على حجم البلاغات الأولية للمفقودين، مستدركًا أنه من الصعب تقدير الأعداد الحقيقية للمفقودين في هذه المرحلة، نظرًا للهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وحصار العديد من المناطق التي ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، وبخاصة البريّة. بالإضافة إلى ممارسات الجيش الإسرائيلي الهادفة إلى تشتيت الأسر الفلسطينية، وبخاصة من خلال إجبار العائلات على النزوح المتكرر دون تأمين ممرات آمنة، وفصل أفراد العائلات وإجبارهم على النزوح إلى مناطق مختلفة، أو اعتقال بعضهم ومن ثم إخفائهم قسريًّا، وانقطاع التواصل فيما بين الأسر، وبخاصة في ظل ضعف أو تقطع الاتصالات والإنترنت. وأشار الأورومتوسطي إلى أن فرقه الميدانية واكبت عمل طواقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ التي انتشلت بإمكانيات بدائية جثامين 422 فلسطينيًّا من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب مدينة غزة ومن خانيونس، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منهما خلال الأيام الماضية. وأشار إلى أن أفراد من ذوي الضحايا يشاركون في البحث عن ذويهم، وانتشالهم، فيما يجري أحيانًا نقلهم للمشافي المحلية أو دفنهم قرب تلك المنازل أو في مقابر عشوائية جماعية. وذكر أن غالبية الجثث المنتشلة تعرضت للتحلل نتيجة طول المدة، وبعضها كان واضحًا أنه تعرض للنهش من القطط والكلاب، بعدما أعاقت القوات الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية انتشالها، بما ينتهك كرامة الضحايا، وحقهم وحق ذويهمفي دفنهم باحترام وبشكل لائق، وطبقًا لشعائر دينهم، ودفنهم بمقابر فردية،واحترام هذه المقابر، وتمييزها بطريقة تمكن من الاستدلال عليها دائمًا. نتنياهو: مستعدون لسيناريوهات في مناطق أخرى قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس إن إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة لكنها مستعدة أيضا لسيناريوهات في مناطق أخرى، وذلك وسط مخاوف من أن تكون إيران تجهز لضرب إسرائيل ردا على الهجوم الذي أودى بحياة مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار. وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل «مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لإسرائيل دفاعا وهجوما». من جهته صرح الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، أنه بينما سيواصل الجنود الإسرائيليون القتال في قطاع غزة لسنوات قادمة، فقد هُزمت حماس عسكريا. وقال جانتس، رئيس أركان الجيش السابق، القتال ضد حماس سيستغرق وقتا. غير أنه أضاف «من وجهة نظر عسكرية - هُزمت حماس حيث تم القضاء على مقاتليها أو اختبائهم»، وتم إصابة قدراتها بالشلل، وسوف ندخل رفح، وسوف نعود إلى خان يونس وسنعمل في غزة، أينما توجد مقاتلون من حماس. وتأتي تصريحات جانتس بعد أن سحب الجيش الإسرائيلي جميع قوات المناورة البرية من قطاع غزة في وقت مبكر من صباح الأحد الماضي، تاركا لواء واحدا فقط لتأمين ممر يقسم القطاع الفلسطيني. وأوضح جانتس أن هزيمة حماس العسكرية يجب أن تكون مصحوبة باستبدالها كهيئة حاكمة في قطاع غزة وتعزيز مكانة إسرائيل الإقليمية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الضرورة الأكثر إلحاحا هي إعادة رهائننا". مقترحات الهدنة الجديدة مهددة بالفشل إسرائيل وحماس متمسّكتان بمطالبهما يبدو أن إسرائيل وحركة حماس ما زالتا متمسّكتين بمطالبهما إزاء اقتراح هدنة جديد في قطاع غزة، فيما تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب المستمرة منذ ستة أشهر إلى المنطقة مع تهديدات إيران بالرد على استهداف مبنى قنصليتها في دمشق. والخميس، استهدف قصف إسرائيلي قطاع غزة، خصوصا جنوبه، بحسب شهود عيان، فيما ينتظر الوسطاء ردا من المعسكرين على مقترحها الأخير للتهدئة الذي يشمل إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول / أكتوبر. و أكّد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أن مقتل ثلاثة من أبنائه في قصف جوي إسرائيلي في غزة لن يغيّر موقف الحركة في المفاوضات. وأضاف «مطالبنا واضحة ومحددة ولا تنازل عنها، واذا كان يعتقد الاحتلال أن استهداف أبنائي.. في ذروة هذه المفاوضات وقبل أن يصل رد الحركة، أن هذا سيدفع حماس إلى أن تغير موقفها فهو واهم، المواقف ثابتة، لا تتغير ولا تتبدل بكل الأحوال». ويستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالإصرار على أن الحرب ستستمر حتى هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن، وهو متمسك كذلك بخطته لشن هجوم بري على مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة عند الحدود مع مصر، والتي يعدّها المعقل الرئيسي الأخير لحماس. ويثير هذا المشروع معارضة الكثير من الدول بدءا بالولايات المتحدة التي تحذّر من وقوع خسائر فادحة في أرواح المدنيين في هذه المدينة التي أصبحت ملجأ لمليون ونصف مليون شخص، بحسب الأممالمتحدة، غالبيتهم نازحون فروا من شمال القطاع. اشتباكات بالضفة واعتداءات المستوطنين تتصاعد اندلعت اشتباكات خلال عمليات اقتحام جديدة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة فجر الخميس، في حين اقتحم مستوطنون بلدتين واعتدوا على فلسطينيين وممتلكاتهم. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات إسرائيلية اقتحمت أحياء في مدينة طولكرم شمال الضفة واعتقلت 5 أشخاص بعد دهم منازل، قبل أن تنسحب منها. وأفادت المصادر باندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين والقوات المتوغلة في طولكرم، وأشارت إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على سيارة يستقلها فلسطينيون بالمدينة، بينما قالت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة (فتح) إنها تصدت للقوات الإسرائيلية. وشمال الضفة أيضا، اقتحمت قوات إسرائيلية بلدة بير الباشا قرب جنين واعتقلت شخصا واحدا على الأقل، كما سجلت عملية اقتحام مماثلة لبلدة عزون قرب قلقيلية.