أثناء تغطية قناة العربية لإطلاق إيران الصواريخ باتجاه إسرائيل كرد (طريف) على حادثة السفارة الإيرانية بدمشق، لاحظت انجراف بعض وسائل الإعلام المحترمة نحو ما يتم عرضه وتداوله بوسائل التواصل الاجتماعي دون رقيب أو حسيب. خبر نقلته القناة وبتفاعل مع المذيع وبمشاهد تتخيل أنها مباشرة، تتحدث عن إصابة أحد الصواريخ الإيرانية لهدف داخل الأراضي الأردنية والحرائق ترتفع والناس بكثافة حول النيران الكثيفة، تم الإشارة إليه وبصورة وكأنها خبر تنفرد به القناة الرصينة ومراسلها في العاصمة الأردنية عمان، وبعدها تم تدارك الأمر والإعلان أن الصور التي تم وما زال يتم بثها لحادثة قديمة لناقلة أو صهريج للوقود محترق عند إحدى محطات الوقود قبل فترة، مما دفع المراسل لاستدراك الأمر وتلطيفه أن يحذر مما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الحسابات وتربط الأمر بمسرحية الصواريخ الإيرانية. بطبيعة الحال مُخجل ولا يغتفر مع التسرع في التعامل مع أحداث حساسة ومباشرة بالكيفية البدائية التي شاهدنا بها تغطيات الكثير من القنوات العربية، وهنا لن أحدد لأن الأمر كان واضحا للجميع بالمقارنة بتغطيات القنوات الأجنبية المعروفة، التي بطبيعة الحال لا يصل بها الأمر لما حدث مع تغطية العربية. لماذا أصبحت الإشاعات وتناقل ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مصداقية أحيانا ووصولا للجمهور، مما يتم بثه عبر وسائل الإعلام الرسمية، هل الإشكالية عند الجمهور المتلقي أو الإعلام الرصين، أسئلة متعددة أثبتتها الكثير من الأحداث، الذهاب لوسائل التواصل الاجتماعي عند أي حدث هو الأول والمفضل لدى الجمهور، بالإمكان التغرير فيه ب (وسم أو هاشتاق) مدفوع الثمن ومروج له ويشتت أفكاره، وهذا هو الحاصل للأسف، مبالغ زهيدة قد تؤثر على الرأي العام، وانتشار مقطع وتداوله في ظل غياب الإعلام الرصين سيكون أكثر سهولة ووصولا لدى المتلقين. إعلام الجمهور أو وسائل التواصل الاجتماعي مهمة ومؤثرة، ولكن الإعلام الرصين والرسمي يجب أن يكون حذرا ولا تؤثر فيه بعض الأخبار أو اللقطات والأمر كذلك مع إبراز واستضافة وصنع النجوم التافهين، لأن الواقع محزن في كون بعض وسائل الإعلام المحترمة تحاول استعطاف بعض المشاهير بوسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لهم وليس العكس، نحتاج إلى رفع درجة الاحترافية وليس فتح المواقع ونقلها للمشاهدين الذين يثقون بالإعلام الرصين ويتفاجؤون بما حدث لهم مع قناة العربية.!