قامت قناة العربية ومنذ بدء الحرب على غزة وحتى ظهر أمس الأحد، بتوفير أكثر من 250 ساعة (مباشرة)، نقلت من خلالها لمشاهديها تفاصيل (اجتياح غزة) جواً وبراً، وتواصلت عملها اليومي لأكثر من 16 ساعة، رصدت كل الأحداث المتعلقة بالحرب وردود الأفعال الإقليمية والعالمية.وفي تفاصيل قناة العربية التابعة لمجموعة MBC السعودية، ومتابعتها لما يحدث الآن في غزة على أيدي القوات الإسرائيلية، قال ناصر الصرامي مدير إدارة الإعلام في القناة ل(الجزيرة) أمس، إنهم الآن يعملون بشكل متواصل يمتد العمل في بعض الأيام إلى أربع وعشرين ساعة لنقل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية لمتابعيها من خلال مراسليها وكاميراتهم الخاصة، حيث تحوّلت غرفة الأخبار في القناة إلى ما يشبه غرفة العمليات من اجتماعات متواصلة بين مدير التحرير ومدير النشرة الإخبارية والمحررين والمراسلين، وقد تحوّل نشاطنا إلى متابعة ما يحدث في غزة، وقد اضطررنا إلى قطع النشرات الإخبارية التي تأتي على رأس كل ساعة، بهدف وضع مشاهدينا في الصورة الكاملة. ووصف الصرامي العمل الآن في العربية بالمكلف والمجهد، وذلك حين قلّصنا إجازات بعض منسوبي القناة وحوّلنا الجهد الكامل لمتابعة تطورات (اجتياح غزة)، بنقل صورة بعيدة عن رأينا لنضع المشاهد في أدق تفاصيلها ليكون هو الحكم، إلى جانب اجتماعات التحرير المستمرة المتواصلة، حيث نقوم بنقل مباشر ما يقارب 16 ساعة في اليوم، مستعينين بوسائل الاتصالات الحديثة للتواصل مع المراسلين على الأرض والضيوف سواء بالستالايت أو الهاتف الجوال أو عن طريق الإنترنت، والاستفادة من التقنيات الحديثة في التغطية للعمليات العسكرية الأرضية والجوية والتواجد في المستشفيات والاستعانة ببعض مزودي الخدمة كوكالة رامتان مع الاعتماد بشكل كامل على إمكانياتنا. وقد استطعنا في أغلب الأوقات نقل ما يدور، وهذا ما كان يميزنا بكاميراتنا وتعليق مستمر ومتواصل من خلال مراسلينا. وأشار الصرامي قائلاً: إننا إلى جانب نقلنا المباشر، فإننا نقوم بنشر الأخبار العاجلة التي ترد إلينا فتحوّلنا إلى تقديم خدمتين في وقت واحد، مع الاهتمام بالمعايير الإعلامية العالمية وبالذات في سلامة مراسلينا، حيث نؤكد عليهم وبشكل دائم الابتعاد عن مواقع الخطر والحفاظ على سلامتهم والحذر في التواجد في مواقع الحرب، رغم أن الصحفي يحرص على السبق في الحصول على المعلومات، إلا أن ما يهمنا سلامة منسوبي القناة. وتحفّظ الصرامي على الأرقام المالية في النقل المباشر. وقال في هذا الخصوص: من المعلوم أن النقل المباشر للأحداث هو الشيء المكلف لأي قناة فضائية، ونحن الآن نعمل على 16 ساعة نقل مباشر، وهذا بالطبع له تكلفة مادية عالية جداً، ولا استطيع الآن تحديد الرقم المالي لهذه التكلفة لأن لها حسبة معينة، ولكننا متواصلون في النقل المباشر والدائم لأحداث هذه الحرب، من خلال المراسلين في غزة ورام الله وفي فلسطين بصورة عامة، إلى جانب مراسلينا في المواقع العالمية التي تهتم لهذا الأمر، مع اعتمادنا وحرصنا على تواجد ضيوف لهم شأن في هذه الحرب، منهم من يتبع لحماس ومنهم لفتح وآخرون بعيدون عن أي حركة، إلى جانب ضيوف ومحللين سياسيين وعسكريين لمتابعة تفاصيل الحرب لنضع كل الحقيقة لمشاهد العربية. وعن بعض المفردات التي يستخدمها مراسلو القناة وضيوفها، أشار الصرامي إلى أن لقناة العربية سياسة معينة في توظيف المفردات بالشكل المهني، وليس لنا الحق مثلاً أن نذكر عملية استشهادية وعلينا أن نوظف كلماتنا لتتناسب مع سياستنا الإعلامية. أما بخصوص الضيوف والمراسلين فلهم الحق في الاستعانة بالكلمات التي يرونها مناسبة لتغطية ورصد الحدث. وأشار ناصر الصرامي إلى أن مدير قناة العربية عبد الرحمن الراشد هو من يتولي دائما ويكون على سدة اجتماعات التحرير، ويشرف بشكل مباشر على التغطية بحكم وظيفته كمدير القناة أو بحكم خبرته الصحفية، حيث يحرص الراشد على نقل الحقائق والحرب كما هي ليكون دائما مشاهد القناة صاحب القرار والرأي. وختم حديثة مؤكداً أن هناك حالة رضا على أداء وتعاطي قناة العربية مع الحرب. الجدير ذكره أن قناة (العربية) الإخبارية بدأت البث في الثالث من مارس 2003، لتلبي حاجة الجمهور العربي المتعطش إلى مصدر إخباري جدير بالثقة والمصداقية. وتتخذ القناة من مدينة دبي للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً رئيسياً لها، وقد استطاعت خلال فترة وجيزة نسبياً إرساء معايير جديدة لنقل الأخبار إلى المشاهدين في كافة أرجاء المنطقة، لتصبح أحد المصادر الرئيسية والموثوقة للمعلومات في العالم العربي، بفضل ما تتمتع به برامجها الإخبارية والسياسية والاقتصادية من موضوعية ومصداقية عالية. واليوم، يتّسع نطاق بث (العربية) ليصل إلى كافة دول الشرق الأوسط، وآسيا باسيفيك، وجنوبي شرق آسيا، وشمال إفريقيا، وأوروبا، والأميركيتين، وأستراليا، ليتمكن المشاهد من متابعة نشرات الأخبار العاجلة والتفصيلية على مدار الساعة، إضافة إلى شبكة من البرامج التحليلية، تُعد وتقدم من قبل مجموعة من المذيعين والمراسلين من أصحاب الخبرات العريقة.