حرب القطاع تقسم قادة الاحتلال مطالبات بتحميل إسرائيل إعادة الإعمار استشهد العشرات وأصيب المئات خلال ال24 ساعة الماضية، وذلك جراء القصف البري والجوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزة، حيث شهدت مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا إطلاق قذائف مدفعية بشكل مكثف. وارتكب الجيش الإسرائيلي 7 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 68 شهيدا و94 إصابة خلال ال24 ساعة الماضية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة بغزة، والتي أكدت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 33797 شهيدا و76465 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023. ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة، يومها ال194، كثف الطيران الإسرائيلي غاراته على القطاع، وتركزت الغارات في دير البلح ورفح، بينما جددت المدفعية الإسرائيلية قصف المربعات السكنية ومحيط مراكز الإيواء شمال مخيم النصيرات وقرب مسجد التوبة في جباليا. وحاصرت قوة إسرائيلية المدارس التي تأوي نازحين في بيت حانون، وأطلقت النار باتجاه مدرستي غازي الشوا ومهدية الشوا، حيث تواصل القوات الإسرائيلي استهداف العائلات النازحة التي تحاول العودة إلى منازلها في شمالي القطاع. وشهد مخيم النصيرات اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية الذين تصدوا للقوات الإسرائيلية، فيما دارت معارك ضارية خلال التصدي لتوغل بري إسرائيلي في بيت حانون شمالي القطاع، وسط غطاء ناري كثيف من إطلاق النار وقذائف المدفعية والقصف الجوي. تأخير اجتياح رفح أخرت إسرائيل اتخاذ خطواتها الأولى التي كانت تعتزم الشروع بها خلال الأسبوع الجاري، تمهيدا لاجتياح منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة المحاصر، في ظل المناقشات الجارية في تل أبيب بشأن الرد المحتمل على الهجوم الإيراني على أهداف في إسرائيل، بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية. جاء ذلك في حين أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في بيان صدر عن مكتبه، أنه أجرى مداولات "حول مسألة الاستعداد لتنفيذ العمليات المدنية اللازمة، تمهيدًا للدخول البري لقوات الجيش الإسرائيلي إلى رفح"، في إشارة إلى عمليات إخلاء قسرية، قد يشرع الاحتلال بها قبل اجتياح المنطقة التي باتت الملاذ الأخير للنازحين في غزة. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولَين إسرائيليَين، أنه "كان مقررا أن يبدأ سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط منشورات على أجزاء من رفح، وسط استعدادات لهجوم بري على المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة. وأوضح المصدران أن "تلك الخطط تأخرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب هجوم إيران على إسرائيل". وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن "إسرائيل لا تزال مصممة" رغم تصاعد التحذيرات الدولية والإقليمية من تداعيات الاجتياح الإسرائيلي المحتمل للمنطقة، التي يتواجد فيها نحو 1.5 مليون نازح، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن مئات القتلى والجرحى. وحتى هذه الأثناء، لم يوضح الاحتلال خطط إجلاء المدنيين ولا توقيت الهجوم البري المقرر على رفح. وشدد غالانت، في المداولات التي عقدها بمشاركة المدير العام لوزارة الأمن، إيال زمير، ومنسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، غسان عليان، على أنه "وفقا لقرار الكابينيت، يجب أن تتم الاستعدادات لتنفيذ سلسلة من الإجراءات، تمهيدًا لبدء العمليات البرية، مع التركيز على إجلاء المدنيين من رفح وتوسيع الطرق لإدخال المواد الغذائية والمعدات اللازمة". وأفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") بأن جيش الاحتلال يعتزم "إدخال عشرة آلاف خيمة في الأسبوعين المقبلين إلى المنطقة الواقعة خارج رفح"، ولفتت القناة الرسمية الإسرائيلية إلى "وجود 30 ألف خيمة إضافية قيد الشراء حاليًا وسيتم جلبها إلى المنطقة لاحقًا". ولفتت "كان 11" إلى أن "الجدول الزمني يظهر أن الطريق لإجلاء السكان من رفح لا يزال طويلاً. وسيتم نقل الخيام خلال الأسبوعين المقبلين على أن تكون خارج المدينةالجنوبية". وأكدت "كان 11" أن الجيش الإسرائيلي كان يعتزم إسقاط مناشير تدعو سكان رفح إلى الإخلاء، خلال الأسبوع الجاري، وفي اللحظة الأخيرة، قرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تأجيل الخطوة، وتم إبلاغ أعضاء "كابينيت" الحرب، بقرار نتنياهو الذي كان يهدف إلى الحصول على الدعم الأميركي الكامل فيما يتعلق بالهجوم الإيراني؛ علما بأن واشنطن تعارض بشدة الهجوم الواسع على رفح. وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن قرار تجنيد لواءين من قوات الاحتياط يهدف إلى إمكانية "العمل في رفح". وفي بيان صدر عنه قال الجيش الإسرائيلي إنه "بناءً على تقييم الوضع، سيجنّد الجيش خلال الأيام المقبلة حوالي لواءين من جنود الاحتياط من أجل القيام بالمهام العملياتية في منطقة غزة"، وأضاف "حيث سيتيح تجنيدهم استمرار الجهد والجاهزية للدفاع عن دولة إسرائيل والحفاظ على أمن السكان". وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الحكومة الإسرائيلية تدرس "تقديم موعد العملية في رفح"، دون تحديد الموعد. وأضافت أن لواءي الاحتياط اللذين أعلن جيش الإسرائيلي عن عزمه استدعائهما، الليلة الماضية، هما لواء كرملي (اللواء الثاني) واللواء المدرع 679. ورجحت أن يدخل كلاهما إلى وسط القطاع، حيث سيتواجد لواء واحد في ممر نتساريم (يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه)، وسيقوم آخر بتأمين الرصيف الأميركي الواقع على شواطئ غزة". وأشارت إلى أن "تعبئة قوات الاحتياط تهدف من بين أمور أخرى، إلى إمكانية العمل في رفح". 468 شهيدا بالضفة استشهد شابان فلسطينيان، الليلة الماضية، برصاص مستوطنين في قرية خربة الطويل شرق بلدة عقربا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وقالت الوزارة في بيان مقتضب وصل "الرياض" نسخة منه إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد فلسطينيين برصاص مستوطنين في قرية خربة الطويل، وذكر البيان أن الشهيدين هما عبد الرحمن ماهر بني فاضل (30 عاماً) ومحمد أشرف بني جامع (21 عاماً). وقال رئيس بلدية عقربا، صلاح بني جابر إن عشرات المستوطنين هاجموا بحماية قوات الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في وقت سابق، أثناء تواجدهم في أرضهم في خربة الطويل. وتابع أن المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي تجاه المجموعة، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة ثلاثة آخرين برضوض، وكسور جراء الاعتداء عليهم بالضرب. وأفاد شهود عيان ومصادر محلية بأن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى المصابين، وتركتهما على الأرض ينزفان حتى ارتقيا واحتجزت جثمانيهما. ولم يصدر أي تعقيب فوري من قبل جيش الاحتلال على الحادث، الذي يأتي بعد يومين من هجوم واسع، شنه المستوطنون على عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح، وإضرام النار بمنازل ومركبات، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية. وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين بنيران إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 468 شخصا في أنحاء الضفة الغربية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 4800 آخرين، وفق وزارة الصحة. وفي سياق ذي صلة، هدد مستوطنون، الأهالي في تجمع رأس عين نبع العوجا، شمال مدينة أريحا، بتدمير خطوط المياه التي تغذيهم. وقال المشرف العام على منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، إن مستوطنين بحماية قوة من شرطة الاحتلال، هددوا سكان تجمع رأس عين العوجا بتدمير خطوط المياه التي تزودهم بالماء من قناة العوجا. يذكر أن المستوطنين أقاموا قبل يومين بؤرة استعمارية جديدة قرب نبع العوجا. ويقطن ما يزيد على 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي. قرار بإخلاء منازل في القدس أصدرت محكمة الاحتلال قرارا بإخلاء ثلاثة أسر من عائلة دياب من منازلها، في حي الشيخ جراح من مدينة القدسالمحتلة، لصالح المستعمرين. وأمهلت المحكمة الأسر الثلاث حتى منتصف يوليو القادم، لتنفيذ قرار الإخلاء، وتعيش في المنازل المستهدفة 3 أسر مكونة من 20 فردا. وقال عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح، صاحب أحد المنازل المستهدفة، صالح دياب، إن محكمة الصلح في القدس عقدت جلسة بخصوص القضية في نهاية أيار الماضي، وابلغ قاضي المحكمة خلالها أن هناك قرارا من المحكمة العليا الإسرائيلية، بتجميد قرارات إخلاء 28 عائلة من منازلها في حي الشيخ جراح". وأضاف: أن جمعية "نحالات شمعون" الاستعمارية مارست ضغوطا على قاضي محكمة الصلح، دفعته للنظر في القضية من جديد، وأمهل محامي العائلة ومحامي المستعمرين 4 شهور للرد على الادعاءات، واليوم أصدر القرار بإخلاء الأسر الثلاث من منازلها في حي الشيخ جراح. وأضاف، أن العائلة تعيش في المنازل منذ 56 عاما، وبدأت صراعها في المحاكم لإثبات حقها منذ عام 2009، بعد تسلمها البلاغات القضائية. وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيليّ منذ سنوات، تهجير أهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدسالمحتلة، بطرق شتّى، الذين يرفضون ذلك، متشبّثين بمنازلهم رغم كل محاولات الاحتلال لثنيهم عن ذلك.