أقر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا هي «في حالة حرب» في أوكرانيا، بعدما واظبت السلطات على استخدام عبارة «عملية عسكرية خاصة» للإشارة إلى الهجوم الذي أطلقته على جارتها قبل أكثر من عامين. وقال بيسكوف في حديث إلى صحيفة روسية مقرّبة من الكرملين نشر الجمعة «نحن في حالة حرب. نعم لقد بدأ الأمر كعملية عسكرية خاصة، لكن مذ تشكّلت هذه المجموعة، مذ شارك الغرب مجتمعاً في كل هذا إلى جانب أوكرانيا، بالنسبة إلينا، أصبحت حرباً. أنا مقتنع بذلك، وعلى الجميع أن يفهمه». إلى ذلك أسفر هجوم صاروخي عن تعطل خط طاقة مرتبط بمفاعل محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا في أوكرانيا أمس الجمعة، حسبما ذكرت إدارة المحطة عبر تطبيق تليجرام. وأضافت الإدارة أن هناك خطا بديلا يزود المحطة بالطاقة، ولا وجود لأي خطر على أمن المحطة النووية. وكتب عبر منصة «إكس»: «يرى العالم أهداف الروس بأوضح صورة ممكنة، منها استهداف محطات الطاقة وخطوط إمداد الطاقة وسد كهرومائي ومبان سكنية عادية.. روسيا في حرب مع الحياة اليومية للشعب.» وأضاف: «الصواريخ الروسية لا تتأخر، على النقيض من شحنات المساعدات لأوكرانيا. لا تتردد الطائرات المسيرة طراز شاهد، على العكس من بعض الساسة. من الضروري أن يتم استيعاب تكلفة التأخيرات والقرارات المؤجلة.» وقال وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان جالوشينكو، في بيان أمس إن روسيا تحاول «إحداث اضطراب واسع النطاق، في نظام الطاقة في أوكرانيا، بنفس الطريقة، التي حدثت في العام الماضي». وتعرضت أيضا البنية التحتية الحيوية للقصف في منطقة «فينيتسا» ومدينة «كريفيي ريه» في منطقة «لفيف» ومدينة»زابوريجيا»، طبقا لبيانات صادرة عن حكام إقليميين، على تطبيق تليجرام. وتأتي الهجمات الروسية على مصادر الطاقة الأوكرانية ردا على هجمات شنتها كييف مؤخرا على مصاف نفطية روسية، وعلى منطقة بيلجورود الحدودية الروسية وعلى مطار إنجلز في منطقة فولجا في ساراتوف، على بعد 500 كيلومتر من الحدود. من جهته ذكر سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 88 صاروخا و63 طائرة مسيرة من طراز شاهد أُسقط منها 37 صاروخا و55 طائرة مسيرة فقط وهو معدل أقل من المعتاد وربما يعكس الاستخدام الواسع النطاق للصواريخ الفرط الصوتية والباليستية التي يصعب إسقاطها. وقالت شركة (أوكرهيدرو إنرجو)، وهي شركة الطاقة الكهرومائية الحكومية الأوكرانية، إن سد محطة دنيبرو الكهرومائية في زابوريجيا جنوب البلاد تعرض هو وهياكله الهيدروليكية لهجمات، واستبعدت خطر انهيار السد. وذكرت «هناك حريق في المحطة حاليا. تعمل أجهزة الطوارئ وعمال الطاقة في الموقع للتعامل مع آثار ضربات جوية عديدة». وقال جيرمان جالوشينكو وزير الطاقة الأوكراني إن هذا هو أكبر هجوم على البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا. وكتب على فيسبوك «الهدف ليس إلحاق أضرار فحسب، بل تكرار محاولة العام الماضي لإحداث خلل واسع النطاق في منظومة الطاقة بالبلاد». وقال مسؤول رئاسي كبير أمس إن أكثر من مليون مستهلك للطاقة في أنحاء أوكرانيا انقطعت عنهم الكهرباء بعد الغارات الجوية الروسية على مرافق الطاقة. وذكر أوليكسي كوليبا نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجمات تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو 700 ألف من سكان منطقة خاركيف شرق البلاد وما لا يقل عن 200 ألف في منطقة أوديسا جنوب البلاد و200 ألف آخرين في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرق البلاد و110 آلاف في منطقة بولتافا وسط البلاد. لكن شركة أوكرينرجو المشغلة لشبكة الكهرباء قالت إن شبكة الطاقة في أوكرانيا تتلقى دعما عاجلا من بولندا ورومانيا وسلوفاكيا. وتنفي روسيا تعمد استهداف المدنيين، إلا أن الحرب التي بدأتها موسكو في فبراير شباط 2022 أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد الملايين وتدمير بلدات ومدن أوكرانية. وتقول موسكو إن الهجمات على البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا هجمات مشروعة تهدف إلى إضعاف الجيش الاوكراني. وذكر وزير الداخلية الأوكراني إن شخصين على الأقل لقيا حتفهما و14 أُصيبوا في أنحاء البلاد. ويوجد ثلاثة آخرون في عداد المفقودين. وقال إيفان فيدوروف حاكم منطقة زابوريجيا بشكل منفصل على التلفزيون الأوكراني إن شخصا ثالثا لقي حتفه في المنطقة. وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف بشرق البلاد إن إشارات المرور في ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا تعطلت بسبب الضربات على منشآت الطاقة. ونقلت هيئة البث العامة الأوكرانية عن شركة دي.تي.إي.كيه، أكبر شركة طاقة خاصة في البلاد، القول إن روسيا شنت هجوما كبيرا على منشآت الطاقة وقصفت بعض محطات الطاقة الحرارية التابعة للشركة. وأضافت هيئة البث أن الشركة حذرت من انقطاع التيار الكهربائي في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرق البلاد. ضباط الشرطة الأوكرانية يتفقدون موقع ضربة صاروخية في زابوروجي ( ا ف ب )