يحث مسؤولون في كييف المفتشين الدوليين على أن يشقوا طريقهم إلى محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية، في جنوبأوكرانيا، بكل سرعة. ونشر وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان جالوشينكو على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن الوكالة الدولية للطاقة النووية والأممالمتحدة يتعين أن يرسلا خبراء لتقييم الوضع. وذكرت كييف الخميس أن محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، التي تسيطر عليها القوات الروسية، تم فصلها عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، على الرغم من أن الوكالة النووية الأوكرانية "إنرجواتوم" شددت على أن إمدادات الطاقة من المحطة، والذي هو أمر حيوي لسلامتها، تم الإبقاء عليها. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه بالفيديو ليل الخميس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحرك بشكل أكثر إلحاحا بشأن المحطة المتنازع عليها: وأكد "كل دقيقة يبقى فيها الجيش الروسي في محطة الطاقة النووية تعني أن هناك خطر حدوث كارثة إشعاعية عالمية". وقالت موسكو إنه تعين إغلاق الوحدتين المتبقيتين بالمحطة، بشكل مؤقت، بسبب القصف الأوكراني. لكن يفجيني باليتسكي، رئيس العمليات العسكرية في المنطقة والمنصب من قبل القوات الروسية، قال عبر تطبيق تيليجرام إنه تم بالفعل استئناف عمل أحد مفاعلات المحطة. وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات في الآونة الأخيرة بشأن قصف المحطة النووية. وهاجمت واشنطن الخميس محاولات روسيا المطالبة بالمحطة والطاقة التي تنتجها. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيردانت باتيل، "يجب ألا تحول أي دولة محطة للطاقة النووية إلى منطقة حرب نشطة"، مضيفا أنه من الواضح جدا أن الطاقة التي تنتجها محطة زابوريجيا هي ملك أوكرانيا. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العالم كان على شفا كارثة إشعاعية عندما انقطعت الكهرباء عن أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لساعات، وحث الهيئات الدولية على التحرك بشكل أسرع لإجبار القوات الروسية على إخلاء الموقع. وأضاف زيلينسكي أن مولدات احتياطية تعمل بالديزل وفرت إمدادات الطاقة الضرورية لأنظمة التبريد والسلامة في المحطة، مشيدا بالفنيين الأوكرانيين الذين يديرون المحطة تحت أنظار الجيش الروسي. وقال في خطاب بالفيديو مساء الخميس "لولا رد فعل موظفي محطتنا بعد انقطاع الكهرباء، لكُنَّا الآن مضطرين بالفعل لمواجهة عواقب حادث (تسرب) إشعاعي". وعبر سكان في العاصمة كييف، على بعد نحو 556 كيلومترا إلى الشمال الغربي من المحطة، عن قلقهم إزاء هذا الوضع. وقال رجل الأعمال فولوديمير (35 عاما)، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل "بالطبع الجميع خائفون والعالم بأسره خائف. أود أن يصبح الوضع سلميا مرة أخرى... أريد التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وتشغيل مرافق إضافية". وحمَّل فلاديمير روجوف، المسؤول المعين من روسيا في بلدة إنيرهودار بالقرب من المحطة، الجيش الأوكراني مسؤولية الحادث، قائلا إن الجيش الأوكراني تسبب في حريق في غابة بالقرب من المحطة. وأضاف أن الكهرباء انقطعت عن بلدات في المنطقة لعدة ساعات. وقالت شركة إنرجو أتوم إن هذا كان أول انقطاع كامل للكهرباء في المحطة التي صارت نقطة ساخنة في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر. وتسعى الأممالمتحدة لزيارة المحطة ودعت إلى نزع سلاح المنطقة. وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس إن مسؤولي الوكالة "قريبون جدا جدا" من السماح لهم بزيارة زابوريجيا. وحذر خبراء نوويون من مخاطر وقوع ضرر بأحواض الوقود النووي المستنفد بالمحطة أو مفاعلاتها. وقد يؤدي انقطاع الكهرباء اللازمة لتبريد الأحواض إلى حدوث كارثة. وقال بول براكن خبير الأمن القومي والأستاذ في كلية يال للإدارة إن القلق ناجم عن أن تثقب قذائف المدفعية أو الصواريخ جدران المفاعل وتنشر الإشعاع على نطاق واسع مثلما وقع في حادثة مفاعل تشرنوبيل عام 1986. وأضاف براكين أن حدوث عطل في محطة زابوريجيا يمكن أن "يقتل مئات أو آلاف الأشخاص ويلحق أضرارا بيئية بمناطق أوسع كثيرا تصل إلى أوروبا". أصاب الجمود الحملة البرية الروسية في الأشهر الأخيرة بعد انسحاب قواتها من تخوم العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الغزو، لكن القتال مستمر على طول خطوط المواجهة إلى الجنوب والشرق. وتسيطر القوات الروسية على أراض بطول سواحل أوكرانيا على البحر الأسود وبحر آزوف، بينما تحول الصراع إلى حرب استنزاف في منطقة دونباس الشرقية، التي تضم إقليمي دونيتسك ولوغانسك. وسُمع دوي انفجارات في الساعات الأولى من صباح الجمعة في مدينة ميكولايف الجنوبية، وهي ساحة معركة رئيسية حيث تحاول القوات الروسية التوغل غربا على طول الساحل لعزل أوكرانيا عن البحر الأسود. وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم إن سبب الانفجارات غير واضح، مضيفا أن قريتين قريبتين تعرضتا للقصف. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية. وقال الجيش الأوكراني إن قواته صدت هجمات روسية على بلدتي باخموت وسوليدار في منطقة دونيتسك الشرقية وقصفت مستودعات ذخيرة وأفراد العدو في منطقة خيرسون الجنوبية. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤولين في جمهورية لوغانسك قولهم إن القوات الأوكرانية أطلقت نحو عشرة صواريخ من منصة راجمات صواريخ من طراز (هيمارس) مقدمة من الولاياتالمتحدة، وذلك على بلدة ستاخانوف بمنطقة دونباس الشرقية. ودعت كييف مرارا إلى تزويدها بالمزيد من المعدات العسكرية الغربية المتطورة التي تقول إنها بحاجة إليها لصد الهجمات الروسية. ويقول الكرملين إن هدفه هو "تطهير (أوكرانيا) من النازيين" ونزع سلاحها والقضاء على التهديدات الأمنية لروسيا.