«أطباء بلا حدود» تحذر وتدق ناقوس الخطر القدس: تضييق على المصلين ودعوات للرباط بدائل أميركية لاجتياح رفح.. وتأجيل العملية البرية استشهد وأصيب عشرات المواطنين، غالبيتهم أطفال ونساء، في قصف الاحتلال المكثف والمتواصل على مدينة غزة. وأفاد مراسل "الرياض" باستشهاد عشرات المواطنين، وإصابة آخرين بجروح مختلفة، جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلين في محيط مجمع الشفاء الطبي، يعودان لعائلة عيشة، وما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض. وأضاف، أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً على رؤوس ساكنيه في محيط المجمع، يعود لعائلة حمودة، ويؤوي نازحين، ما أسفر عن استشهاد العشرات، وإصابة آخرين، ولا زال عدد كبير من المفقودين تحت ركام المنزل المدمر. كما ارتقى عدد من الشهداء في قصف طائرات الاحتلال الحربية عدداً من المنازل، في أطراف مخيم الشاطئ من الجهة الجنوبية، وأصيب آخرون بجروح، وصفت بالخطيرة. وقد شن طيران الاحتلال الحربي سلسلة غارات في مربع جامع الكنز بمدينة غزة، استهدف عشرات المنازل، ما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين على الأقل من عائلة الزبدة، وإصابة آخرين بجروح. وتواصل قوات الاحتلال حصار مجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي، فقد ارتكبت جريمة مروعة بحق النازحين، أسفرت عن استشهاد 80 مواطناً ومواطنة، واعتقال حوالي 300 آخرين، والاعتداء على الطواقم الطبية، واجبار المئات على مغادرته. وهذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، فقد اعتقلت بتاريخ 15-11-2023 عدداً من النازحين، وذوي الشهداء، والجرحى المتواجدين داخله، وحولت أروقته إلى مراكز للتحقيق والتنكيل. إعدامات ميدانية في مجمع الشفاء قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إنه تلقى إفادات بشأن تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي إعدامات ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين، نازحين داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في إطار عملياته العسكرية المستمرة في المجمع منذ ثلاثة أيام. ونقل عن شهود عيان من النازحين أنهم شاهدوا اقتياد قوات الاحتلال 8 إلى 10 مدنيين فلسطينيين إلى منطقة مشرحة مجمع الشفاء (ثلاجات الموتى)، ثم سمع أصوات إطلاق نار كثيف قبل أن تعود قوات الاحتلال أدراجها من دون هؤلاء المدنيين. وعبر "الأورومتوسطي" عن مخاوفه من تعرض هؤلاء المدنيين لعمليات إعدام ميداني. مُبديًا قلقه العميق إزاء الوضع في مجمع الشفاء الطبي والمخاطر الماثلة أمام المدنيين. وأكد أن فريقه الميداني جمع شهادات عن مقتل 60 إلى 80 شخصاً برصاص القوات الإسرائيلية داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه منذ إعادة اقتحامه ليلة الاثنين. ونوه إلى ضرورة حماية المستشفيات والمنشآت الطبية، وضرورة تحرك الأممالمتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الجسيمة على المستشفيات في قطاع غزة. استهداف "الشفاء" إمعان في الإبادة أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس"، أن استهداف واقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة يشكل انحداراً أخلاقياً، وفشلا عسكرياً ذريعاً، وإمعاناً في جريمة الإبادة الجماعية، التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. وأوضح مركز "شمس"، في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، أن اقتحام المجمع منذ الاثنين الماضي، وارتكاب جريمة مروعة بحق النازحين، أسفرت عن استشهاد 80 مواطناً ومواطنة، واعتقال حوالي 300 آخرين، والاعتداء على الطواقم الطبية، وإجبار المئات على مغادرته، هو نتاج للعقلية الدموية، والفكر الفاشي العنصري. ونوه إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، ولم يجد فيه أي شيء من الادعاءات الباطلة، التي قدمها سابقاً، ليبرر بها وحشيته، ودمويته في استهداف المدنيين، والطواقم الطبية داخل المجمع. كما ندّد بالصمت الدولي والأممي على جرائم الاحتلال التي تهدف إلى قتل الفلسطينيين، وتهجيرهم، وتدمير البيوت، والبنية التحتية، وتدمير المستشفيات، والمراكز الطبية، وانتهاك كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية. وأكد أن جريمة اقتحام مجمع الشفاء واستهداف الطواقم العاملة، والاعتداء على النازحين المتواجدين فيه، تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، لا سيما للمادة رقم (18) من اتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12 /8 / 1949، والتي أكدت على (لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات). وطالب مركز "شمس" الدول الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف وعلى قانون لاهاي، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة "أطباء بلا حدود"، ومنظمة "العفو الدولية"، وحكومات الدول التي لديها تمثيل دبلوماسي لدى الاحتلال، والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بضرورة التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال، وإلزامها بالتوقف عن قتل المدنيين، وتدمير الأعيان المدنية، وخاصة المستشفيات، والمراكز الصحية، وإجبارها على احترام القانون الدولي الإنساني، وتحييدهم عن الاستهداف، ووقف جرائم الإبادة والتدمير. بدائل أميركية لاجتياح رفح قال مسؤولان أميركيان: إن إدارة بايدن تدرس "عدة بدائل" لتوغل بري إسرائيلي في رفح وستطرحها خلال لقاءات مع الوفد الإسرائيلي الذي قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إيفاده إلى البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، حسبما نقل عنها موقع "واللا" الإلكتروني. وأضاف المسؤولان الأميركيان أن بايدن طلب من نتنياهو، خلال محادثتهما الهاتفية، أن يجري اللقاء في البيت الأبيض في محاولة لمنع صدام مباشر بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بسبب عملية عسكرية في رفح. وأعلن نتنياهو أن الوفد سيضم وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي. ووضع بايدن ونتنياهو خلال محادثتهما "خطوطاً حمراء" متناقضة بخصوص عملية عسكرية في رفح، وفقاً ل"واللا", ويتجمع في رفح حوال 1.4 مليون فلسطيني نزحوا إليها من شمال ووسط قطاع غزة منذ بداية الحرب على غزة. وحسب "واللا"، فإن إدارة بايدن تعارض اجتياح رفح وتعتقد أنه ليس لدى إسرائيل خطة اجتياح قابلة للتنفيذ وتسمح بحماية النازحين المدنيين في المدينة. إلا أن نتنياهو شدد عدة مرات أن على إسرائيل اجتياح رفح بزعم القضاء على قوات حماس في المدينة. وحذر مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أول من أمس، من أن اجتياحاً إسرائيلياً سيمنع القدرة على إدخال مساعدات إنسانية من مصر، وسيعزل إسرائيل في العالم ويؤدي إلى شرخ في العلاقات الإسرائيلية - المصرية. وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون: إن بايدن فاجأ نتنياهو، خلال محادثتهما الهاتفية عندما اقترح إيفاد وفد لإجراء محادثات في البيت الأبيض بشأن اجتياح رفح، وأضافوا أن هذه المرة الأولى التي تطرح فيها إدارة بايدن اقتراحاً كهذا أمام إسرائيل. ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، فإنه في البيت الأبيض أدركوا أنه لا يكفي القول لإسرائيل إن الولاياتالمتحدة تعارض اجتياحاً برياً لرفح، وإنما ينبغي أيضاً طرح أفكار لعمليات بديلة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين: إن "التخوف هو أن المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى ستفشل وعندها ستتقدم إسرائيل نحو اجتياح لرفح وهذه ستكون نقطة انكسار في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل". وجرت مداولات في البيت الأبيض حول بدائل لاجتياح رفح، في الأيام الأخيرة. وأحد البدائل الذي جرت دراسته يقضي بإرجاء اجتياح رفح لعدة أشهر، يتم خلالها التركيز على استقرار الوضع الإنساني وإعادة إعمار أولية لشمال القطاع وبناء مساكن كي يكون بالإمكان استيعاب السكان الذين نزحوا إلى رفح. وبعد ذلك يتم إخلاء السكان من رفح وشن اجتياح لرفح، بادعاء أن خطر استهداف المدنيين سيكون أقل بكثير، حسب مسؤول أميركي. وأشار مسؤول أميركي إلى مقترح آخر يقضي بالتركيز في المرحلة الأولى على حراسة الحدود بين مصر والقطاع، وتنفيذ خطة أميركية - إسرائيلية - مصرية مشتركة لهدم الأنفاق تحت محور فيلادلفيا وإقامة بنية تحتية تمنع إدخال أسلحة إلى القطاع. ويتوقع أن يزور وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، واشنطن الأسبوع المقبل أيضاً، حيث سيلتقي مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ومسؤولين في البيت الأبيض للتباحث في اجتياح رفح، وقضايا أخرى متعلقة بالحرب على غزة والوضع عند الحدود اللبنانية. وقال نتنياهو خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: إن "القضاء على حماس يستوجب تصفية الكتائب المتبقية في رفح وبالطبع كتيبة ونصف الكتيبة في مخيمات وسط القطاع أيضاً. ونحن مصرون على تنفيذ هذا الأمر. ولدينا نقاش سأضعه على الطاولة، والجميع يعرفه، كما أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قاله أمس: لدينا نقاش مع الأميركيين بشأن ضرورة الدخول إلى رفح، ونحن لا نرى إمكانية للقضاء على حماس من الناحية العسكرية من دون إبادة هذه الكتائب المتبقية، ونحن مصرون على تنفيذ ذلك". مجازر متواصلة للاحتلال واشتباكات مستمرة «أ ف ب» «أ ف ب» أم تحمل محلول «الغلوكوز» لابنها في مستشفى النجار «د ب أ»