اتهمت بكين الخميس واشنطن باتّباع "منطق قطّاع الطرق" بعدما أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يجبر تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية المالكة له تحت طائلة حظره في الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين لدى سؤاله عن مشروع القرار الأميركي "حين يرى شخص ما شيئًا جيدًا لدى شخص آخر ويحاول أن يأخذه لنفسه، فهذا منطق قطّاع طرق بالتأكيد". ووعدت الصين بأنها ستتخذ "كل الإجراءات اللازمة" لحماية مصالح شركاتها في الخارج، بعدما أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يجبر تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية المالكة له تحت طائلة حظره في الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين "يضع القانون الذي أقره مجلس النواب الأميركي الولاياتالمتحدة على الجانب المعاكس من مبادئ المنافسة العادلة والقواعد الاقتصادية والتجارية الدولية". بدوره، أشار ناطق باسم وزارة التجارة الصينية إلى أن الصين "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بحزم". وكان مجلس النواب الأمريكي قد وافق بأغلبية ساحقة الأربعاء على مشروع قانون يمنح شركة بايت دانس الصينية المالكة لتيك توك مهلة ستة أشهر لتصفية الأصول الأمريكية لتطبيق الفيديوهات القصيرة، أو مواجهة الحظر. ويعد هذا أكبر تهديد يواجهه التطبيق منذ عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب. ووافق المجلس على مشروع القانون بأغلبية 352 صوتا مقابل 65 في تصويت غير متوازن بين الحزبين، لكنه يواجه مسارا أكثر غموضا في مجلس الشيوخ حيث يفضل البعض نهجا مختلفا لتنظيم تطبيقات تثير مخاوف أمنية ومملوكة لشركات أجنبية. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن المجلس سيراجع التشريع. وكتب النائب الجمهوري ستيف سكاليز على منصة إكس "هذه قضية حساسة للأمن القومي. يتعين على مجلس الشيوخ بحث هذا الأمر والموافقة عليه". وأصبح مصير تيك توك، الذي يستخدمه نحو 170 مليون أمريكي، قضية رئيسة في واشنطن. وقال المشرعون إن مكاتبهم تلقت أعدادا كبيرة من المكالمات من مستخدمي تيك توك المراهقين الذين يعارضون التشريع. وقالت السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض كارين جان بيير الأربعاء، "نريد أن نرى مجلس الشيوخ وهو يتخذ إجراء سريعا". قال الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك شو زي تشيو في مقطع فيديو نُشر الأربعاء إن التشريع إذا تم تمريره ليصبح قانونا "سيؤدي إلى حظر تيك توك في الولاياتالمتحدة... وسيحرم المبدعين والشركات الصغيرة من مليارات الدولارات، ويعرض 300 ألف وظيفة في الولاياتالمتحدة للخطر". وأضاف أن الشركة "لن تتوقف عن القتال" وستمارس حقوقها القانونية لمنع الحظر. الإجراء هو الأحدث في سلسلة من التحركات تتخذها واشنطن استجابة لمخاوف الأمن القومي الأمريكي بشأن الصين. والمناخ السياسي موات لمشروع القانون على نحو متزايد. وقال الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي إنه سيوقع عليه. وتساءل مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان يوم الثلاثاء "هل نريد أن يكون تيك توك منصة مملوكة لشركة أمريكية أم مملوكة للصين؟ هل نريد البيانات من تيك توك - بيانات الأطفال وبيانات البالغين - أن تظل هنا في الولاياتالمتحدة أم تذهب إلى الصين؟" وانتقدت وزارة الخارجية الصينية التشريع يوم الثلاثاء قائلة إنه "على الرغم من أن الولاياتالمتحدة لم تجد أبدا أي دليل على أن تيك يتوك يشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، لم تتوقف أبدا عن ملاحقة تيك توك". جاء التصويت بعد ما يزيد قليلا عن أسبوع منذ اقتراح مشروع القانون عقب جلسة استماع عامة واحدة مع القليل من النقاش. وفي الشهر الماضي، أنشأت حملة بايدن الانتخابية حسابا على التطبيق مما عزز آمال مسؤولي تيك توك في عدم إصدار التشريع هذا العام. واحتشد العشرات من مستخدمي تيك توك خارج مبنى الكابيتول قبل التصويت. وقال متحدث باسم الشركة إنها تحملت تكاليف سفرهم إلى واشنطن والإقامة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصين ستوافق على أي عملية بيع أو ما إذا كان من الممكن تصفية أصول تيك توك الأمريكية في غضون ستة أشهر.