الصوم ركن من أركان الإسلام، وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة قادر، فهذا الشهر شهر عبادة وتعبد وصلاة طلباً للخير، فهو شهر الخير والبركة والصحة، يحتفل به المسلمون كل عام طلباً للمغفرة والعتق من النار، لكن رمضان في السنوات الأخيرة أخذ منحى إلى السهر طوال الليل حتى صلاة الفجر إلا من رحم ربي، ومما زاد الطين بلة عرض المسلسلات الرمضانية في أغلب القنوات السعودية والعربية خاصة الخليجية، فبعض الرجال والنساء خاصة الأطفال والشباب منهم من يذهب إلى مدرسته خاصة في التعليم العام فتجده يتابع هذه المسلسلات وهو لم يأخذ قسطاً من الراحة والنوم، فتجده في هذه الحالة لا يستوعب ما يطرح عليه من مواد دراسية ويداهمه النعاس وهو جالس على مقعد الدراسة في فصله، فالحال تغير، ولا نستطيع أن نغير من هذا السلوك لأن هناك شيئاً يجذبه ويجعله يسهر طول الليل. صحيح أنه في السابق كنا ندرس في هذا الشهر الفضيل لكن لم تكن هناك وسائل ترفيه ومسلسلات كثيرة ولا وسائل التواصل الاجتماعي التي لا ينفك منها صغير ولا كبير، رجال ونساء، وشباب وأطفال، وكنا نأخذ قسطاً من الراحة والنوم الكافي ونذهب إلى المدرسة بكل حيوية ونشاط، أما بالنسبة لربات البيوت العائلات في سلك التعليم الخاص بالبنات فهي تجد مشقة عندما تخرج من عملها في القيام بمهام منزلها خاصة تحضير الفطور لأسرتها، واللاتي يجدن صعوبة أكثر من تعمل خارج المدينة في بعض المحافظات والمراكز التي يوجد فيها تعليم للبنات، بعض هذه المحافظات والمراكز قد يبعد نحو (200-250) كيلاً، فمتى تحضر إلى أسرتها هذه الموظفة إن كانت إدارية أو معلمة إلا قبل غروب الشمس بقليل؟ كيف تقوم بتحضير فطورها ورعاية أسرتها؟ إضافة إلى أنه قد تتعرض وسيلة النقل التي تنقلها إلى عارض خراب في المركبة أو ظروف جوية من رياح وأمطار تمنعها من الوصول إلى منازلها، فحبذا لو ينظر في تأجيل الدراسة في شهر رمضان إلى وقت آخر حسب ما تراه وزارة التعليم. وكل عام وأنتم بخير، وعساكم من صوامه وقوامه. *عضو هيئة الصحفيين السعوديين