تحول الأعباء الاجتماعية وضغوط العمل بين النساء والإحساس بروحانية شهر رمضان، إذ تزداد الولائم عليهن فيأخذ الاستعداد لتجهيز وجبات الطعام جلّ وقتهن، ما أدى إلى إرهاقهن والشعور بالحسرة على انقضاء أيام الشهر من دون الاستفادة منه في زيادة العبادة. تتذمر الموظفة الحكومية نوف محمد في حديث مع"الحياة"من عدم قدرتها على العيش في رمضان كما تريد، فيومها يبدأ من الثامنة صباحاً وينتهي الساعة الثانية ظهراً، وما إن تنتهي من دوامها حتى تعود إلى البيت لتجهز الطعام لزوجها وأطفالها الأربعة الذين تتولى الخادمة العناية بهم في غيابها، وما أن ينتهي الفطور حتى تصلي العشاء وتنام من هذا التعب الكبير لتستيقظ عند السحور وتصلي الصبح ثم تتعبد الله وتقرأ القرآن حتى يأتي دوامها.وتضيف:"لست مرتاحة للطريقة التي تسير عليها حياتي في رمضان، فالأعباء تزداد علي ولا أشعر إني أؤدي العبادات بالشكل الذي أريد خلاله، فأنا أحب قراءة القرآن بعد العصر لكن زوجي وأولادي اعتادوا أن أجهز لهم طعام الإفطار في رمضان، ولذلك أضطر إلى السير على وتيرة معينة خلال هذا الشهر منذ أربعة أعوام". و تؤكد نورة الراشد ربة أسرة أن الوقت يداهمها وهي تقوم بتجهيز الفطور ولاتشعر بانقضائه، لأن أفراد الأسرة يجتمعون على مائدة واحدة ولا يقبلون الطعام إلا منها،"ميزة رمضان عن بقية الأشهر أنه يجمع أفراد الأسرة كلهم على مائدة واحدة وهذا يعني أن علي تجهيز أنواع كثيرة من الأكل لأن العدد كبير، فأبدأ العمل من بعد الظهر يومياً ولا أستطيع قراءة القرآن في هذا الوقت، لكن ما يجعلني لا أشعر بالحزن أن الله يعلم ما أعمل لخدمة زوجي وأبنائي"، مشيرة إلى أنها تذهب غالباً إلى صلاة التراويح لتعويض ما فاتها من الأجر العظيم في هذا الشهر. أما الموظفة في القطاع الخاص مي الشمري فتذكر أن:"معظم الوقت ينقضي في العمل فأعود إلى المنزل قبل الأذان بساعة وأنا متعبة، ولا أستطيع أن أجهز أصناف عدة من الفطور بسبب تأخر الوقت ما يضطرنا إلى الإفطار خارج المنزل أحيانا". وأكدت هيفاء مشاري أنها قبل دخول شهر رمضان تنسق دائماً قائمة الطعام وتعرضها على أفراد أسرتها، لكي تستفيد من الوقت للتعبد وخصوصاً أنها موظفه، مشيرة إلى أنها تجتهد في رمضان في تعليم أطفالها أحكام الدين الإسلامي وإشعارهم بأهمية رمضان وفضله وأن الله يغفر فيه الذنوب للمخطئين، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم"إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". من جهته، أكد الاختصاصي الاجتماعي محمد الشويعر أن الحياة تعقدت كثيراً، ما أدى إلى قلة أوقات الفراغ، ودعا الرجال والنساء إلى الاستفادة من هذا الشهر في تخصيص أوقات للعبادة حتى يرضون عن أنفسهم في أخر الشهر، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس يؤنبهم ضميرهم بسبب عدم تخصيص ساعات للعبادة وتضييع الوقت في المسلسلات والأكل.