استشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال المكثف والمتواصل على قطاع غزة، جوا، وبرا، وبحرا، الذي يدخل يومه الثاني والأربعين بعد المئة. وأفادت مصادر محلية، باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، في سلسلة غارات لطائرات الاحتلال، استهدفت منازل في حي الزيتون بمدينة غزة، وتواجه سيارات الإسعاف صعوبة بالغة في نقل الجرحى، وجثامين الشهداء، بسبب استمرار القصف. كما تعرضت أحياء الصبرة، وتل الهوى، والدرج بمدنية غزة إلى قصف مدفعي مكثف، مخلّفا عشرات الإصابات. واستشهد ستة مواطنين، وأصيب آخرون، في استهداف طائرات الاحتلال عددا من المنازل في النصيرات، والبريج، ودير البلح وسط قطاع غزة. وأسفر القصف المدفعي على المناطق الشرقية والغربية من مدينة خان يونس جنوب القطاع، عن ارتقاء شهيدين، وإصابة آخرين بجروح. كما نفذ طيران الاحتلال أحزمة نارية على بلدة خزاعة شرق خان يونس، التي دمر الاحتلال كافة المنازل فيها، بحجة إقامة منطقة عازلة، حسب ما أعلنته منظمة "بتسليم" الإسرائيلية. وشرق مدينة رفح، قصفت طائرات الاحتلال منزلين، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين بجروح. كما أطلقت مدفعية الاحتلال عدة قذائف قرب مراكز إيواء وخيام النازحين، في المواصي غرب مدينة رفح. وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن مجمع ناصر الطبي لا يزال محاصرا، موضحة أن الاحتلال لا يسهل عملية إجلاء المرضى لعلاجهم بالمستشفى الميداني التابع لها. وأشارت المنظمة إلى أن قوات الاحتلال منتشرة في محيط مستشفيات قطاع غزة، وتمنع الوصول إليها، معربة عن قلقها من استمرار احتجاز الطواقم الطبية. كما أكدت أن الأهالي والنازحين في مناطق شمال قطاع غزة يعانون مجاعة حادة، ووضعا صحيا كارثيا، في ظل منع وصول المساعدات. ولم تعد المستشفيات الميدانية التابعة للمنظمات الدولية في رفح قادرة على استيعاب النازحين والأهالي. وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29606 شهداء، ونحو69737 جريحا. الأمهات بين البكاء والاحتساب استشهاد معتقل من غزة أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن المعتقل الذي أُعلن عن استشهاده في سجن "الرملة" يوم الجمعة، هو المعتقل عز الدين زياد عبدالبنا (40 عامًا) من غزة. وأوضحتا، في بيان، صدر أمس، وصل "الرياض" نسخة منه، أن الشهيد البنا يعاني من إعاقة حركية ومقعد، ومن عدة أمراض، وقد اعتقله الاحتلال من منزله في غزة قبل أكثر من شهرين، خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة. وأشارتا إلى أنه تعرض بعد اعتقاله لعمليات تعذيب، أدت إلى تفاقم وضعه الصحي، ووصوله إلى مرحلة خطيرة جدا، بحسب رواية المعتقلين في سجن "الرملة"، أدت إلى استشهاده، ولم تعلن إدارة السجون عن استشهاده في حينه، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذها بحق معتقلي غزة بعد السابع من شهر أكتوبر الماضي. وتابعت الهيئة والنادي، أن تصاعد أعداد الشهداء في معتقلات الاحتلال بعد 7 أكتوبر، جراء عمليات التعذيب والإجراءات الانتقامية الممنهجة والجرائم الطبية، تشكل قرارا واضحا بقتلهم، في إطار الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والعدوان الشامل على الفلسطينيين، إلى جانب جريمة الإخفاء القسري، التي تشكل اليوم أبرز الجرائم الممنهجة والخطيرة التي يصر الاحتلال على تنفيذها بحق معتقلي غزة. يذكر أن المؤسسات الحقوقية المختصة، وجهت نداءات متكررة للمؤسسات الدولية بكافة مستوياتها، لوقف جريمة الإخفاء القسري، والتي يهدف الاحتلال من خلالها إلى تنفيذ المزيد من الجرائم دون أي رقابة وبالخفاء، إلى جانب تطويع القانون لممارستها، بالمصادقة على لوائح خاصة بمعتقلي غزة. يُشار إلى أن عدد المعتقلين الذين استشهدوا في معتقلات الاحتلال بعد 7 أكتوبر، بلغ حتى اليوم 10 شهداء، بينهم ثلاثة من معتقلي غزة، أحدهم لم تعرف هويته حتى اليوم، إلى جانب استشهاد الجريح المعتقل محمد أبو سنينة في مستشفى "هداسا" بعد يوم من اعتقاله وإصابته. وأكدت الهيئة والنادي، أن الاحتلال كان قد اعترف بإعدام أحد المعتقلين ولم يعلن عن هويته، ولم يصل للجهات المختصة أي معلومات بشأنه، إضافة إلى ما تم الكشف عنه عبر إعلام الاحتلال، باستشهاد مجموعة من المعتقلين في معتقل "سديه تيمان" في بئر السبع دون الكشف عن هويتهم، وظروف استشهادهم. المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في الضفة الغربية، واندلعت مواجهات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن وقوع عدد من الإصابات. وأفادت مصادر صحفية باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية التواني في مسافر يطا جنوب الخليل ومدينة يطا من محورها الجنوبي. وقد اعتدت القوات بالضرب على أحد النشطاء الأجانب، ووجهت لهم رسائل تهديد تحذرهم من توثيق انتهاكات الاحتلال في مناطق المسافر، وكانت قوات الاحتلال اعتدت بالضرب في وقت سابق على أحد النشطاء الأجانب في خلة الفرا بمسافر يطا. وذكرت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين المسلحين قطعوا الطريق على مركبة يستقلها شابان فلسطينيان بالقرب من قرية سوسيا بمسافر يطا، في أثناء توجههما لمنزليهما، واعتدوا عليهما بالضرب ورش الغاز الحار والسام على وجوههما، مما أدى إلى إصابتهما برضوض. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بلدة عصيرة الشمالية في نابلس، ونشرت قواتها في أحياء عدة وسيرت آليات عسكرية بها، وأفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، مع سماع إطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع في البلدة، أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين. وفي الخليل، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق مدخل مخيم الفوار، خلال اقتحامها المنطقة، حسب مشاهد بثتها منصات فلسطينية محلية، وهاجم شبان فلسطينيون برجا عسكريا عند مدخل مخيم الفوار بالزجاجات الحارقة. وفي طولكرم، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال بعد اقتحام بلدة كفر اللبد شرق المدينة، كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية النزلة الشرقية، وضاحية شويكة من المحور الغربي لمدينة طولكرم، وتمركزت في حي الأقصى عند مدخل الضاحية. كما اقتحمت أيضا حارة السلام وضاحية ذنابة شرق طولكرم، وتمركزت في حي الرشيد بالضاحية، وفي المنطقة القريبة من جبل النصر في مخيم نور شمس، وأجرت عملية تفتيش واسعة في المنطقة. واقتحمت قوات الاحتلال منازل منفذي عملية حاجز زعيم في قرية بيت تعمر شرق بيت لحم. والجمعة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود على دخول المصلين للمسجد الأقصى بالقدس للجمعة العشرين على التوالي منذ بدء الحرب على غزة. ومنعت قوات الاحتلال فئة الشباب بشكل خاص وفئات أخرى من المقدسيين من دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، دون إبداء أسباب وبشكل عشوائي، في حين اعتدت على المصلين خارج أسوار البلدة القديمة، ومنعتهم من أداء الصلاة عند باب الأسباط وقرب مقبرة الرحمة. خبراء: القتل لن يوفر الأمن لإسرائيل ومنذ حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، كما صعّد جيش الاحتلال عملياته مخلفا 406 شهداء ونحو 4500 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، بيت تعمر وزعترة، شرق بيت لحم، وأخذت قياسات منزلين، تمهيدا لهدمهما. وأفادت مصادر محلية بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها جرافات، اقتحمت بيت تعمر، وحاصرت منزل المواطن عيسى علي صلاح زواهرة، والد الشهيدين محمد وكاظم، اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال، الخميس، قرب العيزرية شرق مدينة القدسالمحتلة، قبل أن تداهمه وتأخذ قياساته. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال داهمت، كذلك، منزل المواطن عزام أحمد الوحش في قرية زعترة، والد الشاب المصاب أحمد الوحش، وأخذت قياساته. قتل 3847 منذ قرار "العدل الدولية" قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، إنه رصد 6 مؤشرات رئيسة على "مواصلة إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة خلال 4 أسابيع من قرار محكمة العدل الدولية الذي ألزمها باتخاذ تدابير لمنع وقوع ذلك". وأضاف المرصد في بيان صحفي، أن "تلك المؤشرات تشمل استمرار جرائم القتل الجماعي للمدنيين في قطاع غزة، وتعمد إلحاق الأذى الجسدي والنفسي الخطير بسكان القطاع، وإخضاع السكان عمدا لأحوال معيشية بائسة بهدف الإهلاك الفعلي، بما في ذلك تدمير المساكن والمنشآت والبنية التحتية". وتابع أنها تشمل أيضا، "التجويع وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية، وفرض إجراءات تهدف إلى منع الإنجاب داخل الأسر الفلسطينية، والتحريض الرسمي والعلني من مسؤولين إسرائيليين على تصعيد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية". وأعلن المرصد أنه وثق "قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 3847 فلسطينيا، بينهم 1306 أطفال و807 نساء، إضافة إلى إصابة نحو 5119 منذ صدور قرار محكمة العدل". وأوضح أن "حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتفع إلى "38067، بينهم 14350 طفلا و8620 امرأة، بما يشمل أكثر من 8 آلاف شهيد تحت الأنقاض وفي الشوارع لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالهم، منهم مئات بعد قرار محكمة العدل الدولية". وأشار المرصد، إلى أن "إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي بقواعده الآمرة، عبر ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية في إطار تنفيذها انتهاكات جسيمة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والقائمة كجرائم مستقلة بحد ذاتها، ضد الفلسطينيين وعلى نحو كلي في قطاع غزة". أطلال المساجد تشهد وحشية الاحتلال (أ ف ب)