تمتاز محافظة الطائف بمساحات واسعة من الأراضي الخصبة الملاءمة لزراعة عدة أنواع من المحاصيل أشهرها الفاكهة فريدة الرائحة والمذاق وللطائف تاريخ طويل على خارطة المناطق الزراعية أكسبها وصف «بستان مكة» لما تتمتع به من مقومات أساسية جعلتها في طليعة المناطق الحيوية والمهمة في القطاع الزراعي. «الرياض» سلطت الضوء على استعدادات المزارعين وأهم المراحل لتهيئة التربة للزراعة، وأطلعت على التقويم الزراعي والمناخي للعام الحالي 2024 بوادي محرم غرب الطائف، في البداية يقول معيوف كايد النمري أحد ملاك المزارع المنتجة للفواكه يعود تاريخ التقويم وقواعده إلى أكثر من 200 عام ويسمى بالحساب الفلكي الزراعي وهو ما أختص به المزارعون والفلاحون لمعرفة متى وقت اللقاح وبذر البذور وبحسب مضمون التقويم هو ليس علماً متلقى على أيدي العلماء بل علم متوارث يكتسب بالخبرة والممارسة والمجالسة. فيما شرح نجله كايد النمري أهم الخطوات بقوله نبدأ بحرث الأرض وتقسيمها وغرس الشتلات الجديدة وتسميدها ثم الري، أما عملية تقليم الأشجار تبدأ في شهر يناير بينما يكون الحصاد في شهر أبريل وبالتالي يتأخر كل عام، لافتاً أن مزرعة والده تنتج المشمش الفاخر والتين «الحماط المخري» والتوت والعناب والورد الطائفي. وكشف النمري عدة عوامل تؤثر على الإنتاج على سبيل المثال درجة الحرارة والصقيع والآفات الحشرية والجينية ولحماية الأشجار نقوم برشها قبل بداية المحصول، مؤكداً أن فاكهة الطائف لازالت تحتفظ بجودتها وكمية الإنتاج تختلف من عام لآخر وفي حال وجود فائض يتم تصديره إلى مناطق المملكة، مشيراً أن المردود المادي مقارنة بالمجهود غير مجز أو مشجع للمزارع. بدوره أوضح مشهور هليل النمري أحد ملاك مزارع الفاكهة في منطقة الهدأ أن مرحلة تهيئة أحواض الأشجار وتسميدها من أهم المراحل لإنتاج محاصيل وفيرة وجيدة، لافتاً يبدأ الموسم الزراعي للفواكه بتقليم الاشجار بداية شهر يناير وتزرع فيه الشتلات، وبين أن أوقات الحصاد متفاوتة فبداية إنتاج المشمش نهاية شهر إبريل يليه بعض الفواكه مثل البخارة والعنب والتين «الحماط» والتين الشوكي «البرشومي» والرمان. وأضاف النمري أكثر مايخشاه المزارعين حالة الطقس الأمطار الغزيرة والبرد وموجة الصقيع وغيرها وهذه العوامل من أقدار الله سبحانه وتعالى ففي بعض الأعوام يكون تأثيرها خفيف، وبعض الأعوام يكون قوي فيفسد المحصول ويتكبد المزارع خسائر فادحة، ولايوجد أدوات لحمايتها. وعن كمية الإنتاج قال تختلف من عام لآخر حسب عوامل الطقس وتوفر الماء، مضيفاً في حال وفرة الإنتاج يتم تصديرها لجميع مدن المملكة ودول الخليج، والبعض يقدمها هدايا للأهل والأصدقاء. وتابع النمري فاكهة الطائف ذات جودة لا تضاهى واكتسبت شهرة واسعة لمذاقها الفريد -مستدركاً- أن العائد المادي قليل جداً لا يتناسب وحجم الجهد الكبير الذي يبذله المزارع طوال العام في الزراعة والتقليم والري وجني الثمار و لايغطي تكاليف الأيدي العاملة وتوفير الماء. من جهته، أضاف سالم بن مشيهيب نستهل الأستعداد للموسم بتعطيش الأشجار في وقت الشتاء وتسميد التربة ورش المبيدات قبيل الأزهار وتمنع منع باتاً بعد الأزهار، ثم تأتي مرحلة الرأي التدريجي، لافتاً تختلف العملية من مزرعة لأخرى حسب موقعها منخفض أو على المرتفعات. وأضاف: بالنسبة لمزرعتنا يبدأ الموسم مع بداية أول ثمرة لشجرة اللوز البلدي في أواخر شهر مارس بداية أبريل ووقت حصاد الفاكهة بالترتيب على النحو الاتي: اللوز ثم المشمش ثم التفاح ثم البخارة ثم التين و التين الشوكي ثم الرمان ثم العنب ونختتم الحصاد بالسفرجل. وتابع: نقوم بزراعة جميع أشجار الفاكهة التي تشتهر بها الطائف، لافتاً أن التحديات التي تواجههم تتمثل في العوامل المناخية فلا يمكن التنبؤ بظروف مثالية كمناخ معتدل أو قاسي كموجة الصقيع والأمطار الغزيرة وتساقط حبات البرد التي تؤثر بشكل مباشر على الأشجار خلال عملية الأزهار فتؤدي إلى سقوط الزهرة المنتجة للثمرة أو تسقط الثمار أو تؤخر نضوجها. وزاد: أن كمية الإنتاج ترتهن لحالة الطقس إضافة الى كمية الماء فالمزارع يعتمد على الأمطار و الأبار وفي حال ندرتها يلجأ لحلول بديلة تتمثل في جلب المياه بالوايتات من الطائف وهذا تحدي آخر، مشيراً في الوقت نفسه، أن التكاليف وقلة المياه والمردود المادي الذي لا يتناسب مع حجم الجهد ساهم في تناقص عدد المزارعين في زراعة الفواكة الطائفية، مؤكداً أن المزارع لا يستفيد لوجود الفواكه الخارجية في السوق وإقبال المستهلك عليها لفارق السعر فلا خيار أمامه أما القبول بسعر منخفض وأما فساد إنتاجه لأن المستهلك لا يدفع فيضطر المزارع للبيع بخسارة، وبشكل عام يخرج من الموسم بعائد جيد وليس مرتفع. معيوف النمري كايد معيوف مشهور النمري