عندما قامت الدولة -رعاها الله- بتبني برنامج السعودية الخضراء استمتعنا بالنظر إلى تلك الأشجار التي زرعت في فترة قياسية وأصبحت في مداخل المدن وفي الأرصفة الوسطية في الشوارع وفي الميادين حتى أنها أصبحت في المتنزهات البرية والأودية والشعاب الكبيرة من خلال برنامج التشجير والإكثار من زراعة النباتات الصحرواية في أماكن لم نكن نتوقع أن تعيش فيها تلك الأشجار ولكن الحلم تحقق في سنوات قليلة فأصبحنا نشاهد مقاطع مصورة كان الكثير منا يظن أنها خارج المملكة بينما هي كانت تسمى بالصحارى القاحلة. فتحت الدولة -رعاها الله- مجال التطوع والمشاركة المجتمعية لزراعة تلك الأشجار وفي جميع مناطق المملكة، لقد أصبحنا نشاهد الخضرة بمعناها الحقيقي التي كنا نشاهدها بالصور فقط، لكنها الآن أصبحت طبيعة تسر الناظرين، لا عجب في ذلك، فالعزيمة والإصرار هما الدافع القوي للوصول إلى تلك النتائج المفرحة، لكن ما يعكر جمال تلك المناظر هي تلك الأحواش العشوائية لحظائر الأغنام التي انتشرت في مداخل المدن وللأسف الشديد والتي يقوم بوضعها أناس لا يهمهم إلا الكسب المادي وقد يكونون عمالة متخلفة يمارسون البيع والشراء دون رقيب أو حسيب ناهيك عن عدم الاهتمام بالنواحي الصحية والبعد عن الرقابة التي تقوم بها الجهات ذات العلاقة مثل وزارة البيئة والزراعة والمياه ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان. حتى أنني شاهدت بعض الباعة داخل مدينة الرياض في مناطق مختلفة يمارسون بيع الأغنام في سياراتهم بين الأحياء السكنية وفي مواقع تكون طريقاً لمرتادي المواقع العامة أو المناسبات مثل إستاد الملك فهد الدولي بالرياض والذي يعتبر معلماً حضارياً يجب ألا يكون بالقرب منه تلك المناظر التي تعكس الصورة السيئة لكل من يذهب لحضور المباريات خاصة أن المملكة تستضيف الأندية العالمية والعربية في تلك المواقع. تلك الجهات التي توزعت عليها المسؤوليات حسب اختصاصها نتطلع منها أن تقوم بدورها في تحسين وتجميل تلك الصورة والتي أفسدتها تلك الأحواش العشوائية، لعلنا نجد من وزارة البيئة والزراعة تحركاً جاداً لإزالة تلك الأحواش التي تقبع في مداخل مدينة الرياض من كل اتجاه. نعلم يقيناً أن وزارة الشؤون البلدية قامت بجهود ملموسة بتطوير المشهد الحضري من خلال إنشاء الحدائق والمتنزهات العامة التي جعلت من وجودها متنفساً حيوياً لمرتادي تلك المواقع، وأضافت لها جميع الخدمات المساندة بلمسات متطورة تعكس الرقي الحضاري الذي تعيشه مدننا الحبيبة وهذا يشمل جميع المناطق والمحافظات والمراكز والهجر. ومن المأمول أن يتم تحسين المشهد البصري لتلك المداخل التي اكتملت زراعتها ورصفها بسرعة هائلة لكن تلك الأحواش التي تقع خارج المدن والتي انتقلت مسؤوليتها إلى وزارة البيئة والزراعة حسب ما علمته بعد أن قمت بالاتصال بالرقم 940 بالأمانة وهم يسعون جاهدين بالتجاوب السريع ومعالجة التشوه البصري الذي يقع ضمن اختصاصهم. إن عمل هاتين الوزارتين هو عمل متكاتف يضمن لنا انتقال المسؤولية بانسيابية تامة دون توقف لأي من الأنشطة عند انتقال بعض المسؤوليات فيما بينهما. وأنا أثق تماماً بأن الوزارتين تقومان بالعمل الجاد والمشترك لتوحيد الجهود فيما بينهما للوصول إلى نتائج تعكس الاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة في جميع المجالات لنصل إلى جودة الحياة لتحقيق الرؤية في جميع الأنشطة والنواحي الحياتية.