كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن انتشار أحواش أو ما يسمى بالصنادق التي توضع فيها الأغنام لغرض البيع والمتاجرة بها بطريقة غير حضارية بل هي من أسوأ المناظر التي تكون في مداخل المدن ومخارجها نشاهدها تزداد بشكل كبير بين حين وآخر. ولكن في الآونة الأخيرة ولله الحمد اختفت تماماً بشكل ملحوظ بجهود أمانة منطقة الرياض حين تبنت برنامج التلوث البصري داخل وخارج المدن لتكون خطوة رائعة رأينا نتائجها بالعين. التلوث البصري هو ما تعانيه بعض المدن الكبيرة التي تعتبر محط أنظار الداخلين عن طريق البر أو حتى في الجو حيث المشاهدة تظهر سوء المنظر لمن تقع عينه على تلك المداخل أو المخارج. هؤلاء الأشخاص الذين يقومون ببيع هذه الأغنام بهذه الطريقة هم من العمالة الوافدة الذين لا يهمهم إلا الكسب المادي حتى وإن كان غير مشروع. لقد تجاوز الحد من البيع إلى الذبح والسلخ لتلك المواشي بعيداً عن الرقابة الصحية ناهيك عن البيع والشراء بطريقة غير مقننة أو مشروعة وقد تكون تلك الأغنام مسروقة فلا يوجد هناك أي ضابط للتأكد من صاحب هذه الأغنام الأمر الذي يجعل من وجود هذه الأحواش العشوائية مجالًا لاستقبال تلك الأغنام المسروقة. إنما تقوم به وزارة الشؤون البلدية من تنظيم لأسواق المواشي في المدن والمحافظات والإشراف عليها ومتابعة الإجراءات الصحية من خلال أشخاص يهتمون بالكشف على تلك البهائم قبل ذبحها حفاظًا على صحة المستهلك لهو مدعاة للفخر، وقطع للطريق أمام هؤلاء الأشخاص غير المبالين بالنتائج، ولعل تضافر الجهود بين وزارة الشؤون البلدية ووزارة البيئة يحد من تلك الظاهرة التي بدأت بالازدياد بشكل ملحوظ فوزارة البيئة في برامجها التي تنفذها خارج المدن لهي مدعاة للفخر من خلال المحافظة على البيئة التي نقطف ثمارها الآن ونشاهد جهودًا خلال الثلاث سنوات الماضية والتي أثمرت بزيادة الغطاء النباتي والمحافظة على المنتزهات البرية وتنظيمها. عندما تقوم وزارة الشؤون البلدية بالعمل مع وزارة البيئة فإن النتائج ستظهر للجميع بصورة تجمع بين نظافة مداخل المدن والقضاء على الأماكن العشوائية لننعم ببيئة صحية ونظيفة. كما أن هذا الإجراء وتوافق الجهود بين الوزارتين قد يمنع استغلال بعض ضعاف النفوس من بيع الأغنام بطريقة غير مشروعة ناهيك عن أن بعض تلك الأحواش قد تكون قريبة من مساكن المواطنين واستراحاتهم. لعل بقية أمانات المناطق الأخرى تنهج هذا المنهج المنظم الذي تقدمه أمانة منطقة الرياض وأنا أجزم أنهم كذلك0 لم أكن متخصصًا في مجال البيئة أو الثروة الحيوانية ولكن ما شاهدته وشاهده غيري لهو مدعاة للفخر لتلك الجهود للقضاء على هذه المناظر المقلقة للجميع وخاصة أن المملكة العربية السعودية تحتضن السياح من جميع الدول والذين يعبرون هذه الطرق في كل الاتجاهات وليس من المقبول أن يشاهد السائح هذه المناظر في مداخل هذه المدن التي تتميز برونقها وحضارتها.