أكد عدد من المهتمين بالبيئة أن هناك خطرا يلوح بالأفق يحدق بالمراعي، مما قد يسهم - حسب توقعهم - في التأثير مستقبلا على البيئة الصحراوية، وتتمثل الأخطار في التلوث الذي باتت أغلب المراعي تعاني منه. "اليوم" تجولت في عدد من المواقع التي اجتاحتها عوامل التلوث، خصوصا في محافظة حفر الباطن، ورأت أن عددا من الأماكن تعاني من تكدس للنفايات البلاستيكية والتي تعد خطرا على الأرض وكذلك على الماشية، وأيضا قلما تجد مكانا إلا ووجد به حيوانات نافقة مرمية في «الفياض» وتسيء للمنظر العام لجمال الربيع بها، إضافة إلى وجود بعض الركام من مخلفات المباني أو المخلفات الإسفلتية التي ترمى بشكل يقتل البيئة وروعتها. وما يزيد المشكلة هو وجود أعداد كبيرة من المخيمات التي تنتشر في اغلب المناطق الصحرواية التي تحيط بالمحافظة، والتي بكل تأكيد ستخلف أطنانا كبيرة من المخلفات التي تثقل كاهل البيئة، وتساهم في تردي وضعها وتضع عددا من التساؤلات حول مدى بقائها وتأثيرها على البيئة. أكياس عضوية صديقة للبيئة وقال سند الحشار، احد المهتمين بالشأن البيئي: انه للمحافظة على البيئة أقترح وقف التربية المتنقلة للأغنام وتخصيص حظائر ثابتة، اذ ينتج من ذلك عدة امور يأتي في مقدمتها حفظ النباتات البرية، ووقف تلويث البراري بمخلفات المخيمات والسيارات والمواد البلاستيكية الذي نشاهده اليوم، إضافة إلى انه يجب وضع حواجز إسمنتية لحماية بعض الفياض من إطارات السيارات والملوثات الأخرى مع السماح للتنزه سيرا على الأقدام. كما يجب إلزام مصانع البلاستيك عن طريق وزارة التجارة بصناعة أكياس عضوية صديقة للبيئة قابلة للتحلل والتدوير عوضا عن الموجدة حاليا، والتي لايتم تدويرها وتحللها يحتاج لفترة زمنية كبيرة، التشجيع على عملية فرز النفايات من المنبع لإرسالها لمصانع التدوير، إلزام مربي الأغنام بإعادة أكياس الشعير الفارغة، وذلك عن طريق إضافة سعر الكيس (بسعر رمزي بسيط جدا لايتجاوز ريالين) تعاد للمشتري عند إعادة الأكياس، تخصيص وإنشاء مشاتل لزراعة النباتات البرية ومساهمة طلاب المدارس في ذلك؛ من اجل ربطهم بالبيئة وجعلهم أصدقاء لها. تثقيف واهتمام كبير وأضاف يوسف المهلل (إعلامي): كما هو معروف أن البيئة هي كل ما يحيط بنا ونتأثر بكل تأثير يطرأ عليها سواء بشكل إيجابي أو سلبي، فالتلوث الحاصل له تأثير مباشر على حياتنا، وحفر الباطن التي اشتهرت بأجوائها ومناظرها الربيعية الخلابة بلا شك تأثرت بعوامل كثيرة، يأتي في مقدمتها تأثير الإنسان عليها، ونحن كأفراد نعيش في هذه البيئة، ومن أبرز واجبات الفرد للحفاظ على بيئته سليمة هي المحافظة والحرص على البيئة والمبادرة الذاتية منه، من خلال عدم رمي النفايات والمخلفات في أماكن التنزه، وفي الحقيقة يعتبر ترك النفايات بأنواعها خطرا، ويعمل على تدمير الغطاء الأخضر، والقضاء على المزروعات الصغيرة التي تجمل البيئة من جهة أخرى، كذلك يؤثر على الماشية، ووجود ضوابط معينة للمحافظة على البيئة يساهم في التخفيف من الدمار الذي قد يلحق بالنبات، وبالتالي يحافظ على البيئة بشكل عام. وأشار إلى ان الاهتمام بالبيئة يحتاج لتثقيف واهتمام كبير في الجانب التوعوي، واعتقد ان الجهات المختصة والإعلام بكل أشكاله لا بد من تفعيل دورهم تجاه البيئة ببرامج هادفة تساهم في خلق الوعي البيئي وتعزيزه، ولا يخفى ما للإعلام من دور بالغ الأهمية في إنجاح ذلك، فيجب عليه كشف التجاوزات والتعديات التي تقع على البيئة، كذلك لا نغفل جانب الاهتمام بالأطفال وغرس مفهوم الاهتمام بالبيئة والسلوكيات البيئية السليمة عن طريق القصص والرسوم المتحركة والبرامج الاثرائية، كما يجب على الجهات المعنية إقامة المؤتمرات والندوات المحلية الخاصة بقضايا البيئة بحفر الباطن، وتقديم برامج توعية بيئية من منظور ديني واجتماعي وثقافي. ندع المكان أفضل مما كان اما يوسف الدخيل احد المطالبين بالمحافظة على البيئة، فيؤكد انه عند وجود أي ظاهرة أو مشكلة ما فإننا لابد أن نتعرف على ابرز مسبباتها، وكذلك الأسباب التي تؤدي إلى تناميها بشكل كبير، وعندما نتحدث عن بيئة حفر الباطن الصحراوية وما يعتريها من تلوث، فسنجد ان الانسان ما زال هو السبب الرئيسي في تلوث البيئة؛ جراء السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها، فكما هو معروف ان حفر الباطن وعلى مدى عهود كانت مقصدا للكثير من الزوار والمتنزهين لما تمتلكه بفضل الله من مواقع وأماكن يفضلها المتنزهون، وخاصة في موسم الربيع، إلا أننا نلاحظ تنامي ظاهرة التلوث البيئي، والذي كما قلنا انه بسبب تصرفات الأفراد الذين لا يبالون بالبيئة، إضافة إلى عدم وجود ثقافة الاهتمام بها، وعلى الجميع ان يعي ان البيئة مسؤوليتهم وأمانة ملقاة على عاتقهم وعلى كافة الجهات أن تتضافر جهودها لتوعية المواطنين والمتنزهين، وان يكون شعارنا في جميع المواسم أن "ندع المكان أفضل مما كان". ولا يغيب عن الجميع الأضرار التي تسببها تلك الملوثات على البيئة بالمرتبة الأولى، وعلى الماشية بالمرتبة الثانية، لذلك لابد من تفعيل دور الرقابة على اغلب المواقع البرية من خلال جولات وحملات تثقيفية، إضافة إلى تبني التعليم والجامعة والبلدية والزراعة إقامة برامج توعوية وإعداد دراسات قابلة للتطبيق للقضاء على ظاهرة التلوث، إضافة إلى إقامتها حملات توعوية لها اثر على ارض الواقع. إهمال متعمد من المتنزهين ويقول محمد الشمري، مصور: انه في هذا العام ولله الحمد اكتست حفر الباطن بجمال الربيع، والذي يحيط بالمحافظة في كافة الاتجاهات، وفي ابرز الأماكن، مما ساهم في اجتذاب أعداد كبيرة من المتنزهين والزوار لمحافظة حفر الباطن، وفي ظل هذا الموسم وهذه المناظر الخلابة فإننا نحرص كمصورين على التوجه إلى تلك الأماكن لكي نقتنص الصور المميزة وأجمل اللقطات الربيعية التي نسعى لحفظها في أرشيفنا الخاص، ولكن للأسف عندما نتوجه إلى بعض تلك الاماكن نشاهد تصرفات تجعلنا نحزن على حال البيئة وما لحق بها من تلوث بفعل الانسان، وذلك بوجود النفايات بأغلب الأماكن، وبسبب الإهمال المتعمد من قبل المتنزهين والزوار وعدم حرصهم على نظافة المكان، وقيامهم بتنظيف ما يخلفونه من ملوثات تشوه المنظر العام، وتؤثر على البيئة وتسيء للماشية، وان هذه الملوثات تؤثر بشكل كبير على طبيعة الأرض وجمالها، وأرى انه من الحلول الممكنة لهذه المشكلة هو نشر ثقافة المحافظة على البيئة من قبل كافة الجهات المعنية، وحرص أولياء الأمور على تثقيف أبنائهم بأهمية البيئة، وان البيئة مسؤولية الجميع، كما أنه يجب توفير عدد من حاويات النفايات في أماكن التنزه، ووضع اللوحات التوعوية والإرشادية من قبل الجهات المعنية، وتخصيص أماكن لجمع النفايات بقرب أماكن التنزه المشهورة. انطباع سيئ للقادمين وقال سلطان الجنيدي احد هواة البر: للأسف، البيئة في ظل تنامي وجود هذه النفايات والملوثات تزداد سوءا على سوء، وتعاني من هذه الملوثات، ورغم معرفة الجميع بالأضرار الناجمة إزاء تزايد النفايات إلا أن البعض ما زال يصر على إلحاق الضرر بالبيئة، ويترك خلفه العديد من الملوثات التي تؤثر سلبا على البيئة وتخالف عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا. ولا شك أن وجود هذه المخلفات يعكس انطباعا سيئا للقادمين من خارج المحافظة، والمفترض انه بعد الانتهاء من التنزه أن يترك المكان في أفضل حالاته، وان تكون هناك حلول فعلية من قبل الجهات المعنية للحد والقضاء على تنامي هذه الظاهرة، ويأتي في مقدمتها نشر التوعية بين أفراد المجتمع، ووضع محميات طبيعية للتنزه لعدم دخول المركبات والتجول بداخل الفياض المشهورة، ووضع حاويات كبيرة داخلها، وذلك للمحافظة على الغطاء النباتي لفترة أطول، إضافة إلى حفظ التربة. كما يجب إقامة لجنة تعنى بالمحافظة على البيئة، وتقوم بمسح ميداني لتحديد ابرز الأماكن التي نستطيع أن نحافظ عليها وعلى غطائها النباتي والعمل على تأهيلها. طبعا هذا كله يتم بتعاون الجميع لكي نحافظ ايضا على عدم انقراض بعض النباتات، وان تكون في أفضل حالاتها في موسم الربيع. وأضاف: إن الملوثات التي نشاهدها عادة إما حيوانات نافقة أو مخلفات بلاستيكية وركام من أخشاب وغيرها، كذلك وجود بعض بقايا الإسفلت التي عادة ما ترمى أثناء صيانة الطرق، كما يجب تنظيم حملات تثقيفية لملاك المواشي وإيجاد آلية للتخلص من الحيوانات النافقة عوضا عن رميها بهذه الطريقة التي تساهم في تلوث البيئة. مديريات الزراعة: الاستغلال غير المرشد يؤدي للتصحر أوضح مدير فرع الزراعة بحفرالباطن فهد العنزي عن تجربة الاستزراع والمسيجات التي تساهم في المحافظة على البيئة وخاصة الغطاء النباتي عما يعتريه من عوامل طبيعية وعوامل بفعل الانسان من رعي جائر ورمي للنفايات. وقال إنه استشعار لأهمية المراعي الطبيعية والمحافظة عليها لحفظ التوازن البيئي ولمد الماشية بالاعلاف لذا فإن عملية تنظيم وإدارة الموارد الرعوية لابد ان تسير وفق خطط ودراسات علمية نظرا للاستغلال غير المرشد للموارد وسوء إدارتها الذي أدى بدوره الى ما نشاهده من مظاهر التصحر في المناطق الجافة وشبه الجافة، هذا وقد قام فرع الزراعة ومنذ وقت مبكر وتحديدا في العام 1402ه بإنشاء مسيج تنمية الغطاء النباتي بفليج الشمالي والجنوبي بعدد 2 مسيج. كذلك قام بزراعة العديد من المواقع ببذور النباتات الرعوية كالرمث والشيح والقيصوم والعرفج والعجرم والروثة والعلقاء وغيرها. وكذلك قام الفرع بإنشاء مسيج بمساحة 12 كم طوليا حول نقرة الصيد لتنمية وإعادة الغطاء النباتي ويجري العمل عليه حاليا. وآخر عملية استزراع كانت عام 1436ه وكانت أعلى نسبة نجاح للاستزراع عن طريق البذور في المواقع التالية ميادين الرماية بقاعدة الملك خالد العسكرية، القلت، مسيجات مطار القيصومة وهذه المواقع الأكثر نجاحا نظرا لعامل الحماية التي تتوفر لهذه المواقع من خلال المسيجات حول هذه المناطق، أما المناطق والمحميات الرعوية المستزرعة والمفتوحة فإن نسبة نجاحها متدنية وقد لاتذكر بسبب الرعي الجائر والتعديات المستمرة. وأشار العنزي أن خطر الملوثات البيئية بكل تأكيد يساهم في إتلاف البيئة وإلحاق الضرر بالغطاء النباتي ويجب على كافة أفراد المجتمع المحافظة على البيئة ودعم الجهات الحكومية التي تعمل على الاهتمام بالبيئة وكذلك أن يكون الاهتمام من دافع ديني ووطني لأن البيئة مسؤولية الجميع ويجب علينا كأفراد أن نضع البيئة من أولوياتنا. الفرق التطوعية: الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة قال قائد فريق «نعم الشباب التطوعي» خالد البوضان: «إن اغلب المواقع التي كانت في السابق أفضل مما عليه الآن تحتوي على كميات من النفايات التي يقوم بتركها الأفراد والتي ساهمت بشكل كبير في تشويه جمال الربيع وتسبب التلوث البيئي». وأضاف: نحن في حفرالباطن بحاجة ماسة إلى توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة وهو دور لعدد من الجهات التي من المفترض أنها تقوم بعمل إعلانات توعوية وإرشادية لأهمية المحافظة على البيئة، إضافة الى وجود برامج تثقيفية موجهة للناشئة تحثهم على الاهتمام بالبيئة الصحراوية وكذلك لابد من حث المواطنين سواء الذين يقومون بالتخييم لفترات مؤقتة أو ملاك المواشي على ضرورة المحافظة على البيئة وإيجاد حلول جذرية للتخلص من النفايات بطريقة علمية كما انه يجب تخصيص أماكن للتخييم وتكون مؤهلة وتحتوي على حاويات لجميع النفايات. وعن أبرز الطرق التي تحافظ على البيئة الرعوية والصحراوية فانه يجب عمل مسيجات لأبرز المواقع الرعوية لفترة طويلة نحافظ من خلالها على النباتات الطبيعية ويسمح لدخول المواطنين في وقت موسم الربيع للتنزه فقط كما انه يجب الاستفادة من تجارب الآخرين في كيفية المحافظة على البيئة وإعادة تأهيلها واستدامتها. ولقد شاهدنا مؤخرا بادرة جميلة من مركز الصفيري والذي يشهد عددا من المخيمات وإقبالا كبيرا من المتنزهين، ووضع لوحات إرشادية على جانبي الطريق المؤدي لهجرة الصفيري تبين للسائق أهمية البيئة، ولقد تم وضع أماكن مخصصة بلوحات إرشادية على جانبي الطريق لجمع النفايات وذلك للحد من التلوث والمخلفات ونتمنى أن تفعل في كافة المراكز المحيطة بالمحافظة ولا يخفى على الجميع أن الحفاظ على نظافة البيئة هو سلوك حضاري ومطلب ديني ووطني. الإطارات أحد أكثر الملوثات بصحراء حفر الباطن الملوثات عدو البيئة الأول أحد المسيجات التي وضعتها زراعة حفر الباطن