أسدل مهرجان أندية الهواة المسرحي الستار على دورته الاولى والذي أقيم خلال الفترة الماضية، مخلفاً وراءه تساؤلات وملاحظات يجدر التوقف عندها فيما يخص لجنة التحكيم للعروض المسرحية، فالمعتاد نتائج اللجنة في أي مهرجان تتبع آلية يتم توزيع على أعضائها استمارة تحكيم لكل عرض مسرحي، يختار المحكم الدرجة التي يراها مناسبة لعناصر العرض، بعدها يسلم كل عضو الاستمارة إلى رئيس اللجنة وتفتح بعد تقييم العرض الأخير، حينها يجري تجميع الدرجات ومعرفة من الفائز بالمراكز الأولى، وهذا ما حدث للجنة التحكيم الخمسة في مهرجان الرياض للمسرح الذي سبق مهرجان الأندية نهاية 2023، فكانت نتائجها موفقة قوبلت بالرضا من الجمهور والمشاركين بالعروض، أما في مهرجان الأندية فقد عكست لجنة التحكيم الثلاثة كل التوقعات خاصة فيما يخص جائزة أفضل عرض متكامل! أخفقت في إعطاء الجائزة لمن يستحقها وذهبت لعرض لا صلة له بالواقع الاجتماعي المحلي، الإخفاق من خلال السؤال: هل فعلا تمثل العروض خريطة المسرح السعودي التي تدعو إلى الاستناد في الطرح المسرحي على البيئة المحلية وتراثها؟ الجواب إذا استثنينا بعض العروض التي شوهدت ذات طابع اجتماعي محلي وذات صلة بتراثنا وهي قليلة، نجد كثيرا من العروض تقليدا لمذاهب مسرحية لا صلة لها بواقعها لا من حيث النص ولا العرض، أيضاً تقودنا الملاحظة إلى مسألة جوائز المهرجان، نجد المفارقة في جائزة أفضل عرض متكامل، ففي مهرجان الرياض للمسرح كان أعضاء اللجنة من المحكمين المسرحيين العرب، ذهبت جائزتهم أفضل عرض متكامل لمسرحية تحمل الهوية المحلية شكلاً ومضموناً (بحر) في حين أعضاء لجنة التحكيم بمهرجان أندية الهواة المسرحي وجميعهم من أبناء البلد منحوا جائزة أفضل عرض لمسرحية لا تحمل الهوية المحلية لا من الشكل والمضمون (أريد أن أتكلم)، مجرد صيغه مسرحية ربما رأوا مناسبتها لمهرجانات خارجية! وبرغم ذلك لا بد لنا الإشادة بوزارة الثقافة ممثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية على حرصها في خلق جو جديد للمسرح السعودي وتطويره من خلال المهرجانات المسرحية المتعددة، كذلك حرصها على النجاح بمستوى عالٍ من التنظيم وجودة العروض المشاركة، ختاماً نقول شكراً للأندية الهواة الذين أتوا من مختلف مملكتنا الحبيبة الذين حركوا الدماء الساكنة وطرحوا إبداعهم على الخشبة بعد جفاف طال، لذا نبارك لجميع المسرحيين في بلادنا هذا العرس الذي احتفلنا به واحتفل بنا، ولا ننسى شكرنا لوزارة الثقافة ممثّلة بهيئة المسرح والفنون الأدائيّة ورئيسها التنفيذي الأستاذ سلطان البازعي على هذا الدعم والعطاء، كذلك الشكر لرئيس مهرجان اندية الهواة الأستاذ علي السعيد ولكافّة العاملين والعاملات تنظيماً، الجميع كان لهم دور فاعل بهذا النجاح، متطلعين إلى مستقبل مبشر لمسرحنا السعودي.