المعرفة هي القوة، والكفاءات البشرية هي المستقبل، والعالم المتقدم في سباق محموم للحصول على الكفاءات وتوظيفها، ودعمها بما تحتاجه من معامل ومختبرات وتسهيل إجراءات، ومن أعظم الخطوات التي تمت في هذا العهد الزاهر هي الاهتمام بالبحث والتطوير، والتعاون الدولي المتمثل بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وجعل الاستثمار في الداخل شرطاً مهماً عند إبرام الصفقات مع الدول والشركات المصنعة.. القوة هي مطلب الجميع، أفراداً ودولاً، وهي رمز العزة والفخر، وهي الملاذ الآمن، والردع لمن يمتلكها، وللقوة أشكال وتصنيفات، منها القوة المالية، والقوة العسكرية، والقوة السياسية التي هي نتاج القوتين السابقتين. والسبيل إلى امتلاك القوة هو العلم الذي يضاعف قدرة الإنسان على الإنتاج والابتكار. وحين تتسابق الدول فيما بينها لامتلاك القوة فالميدان هو العلم، وما تملك الدولة من جامعات متميزة، وشركات لديها أبحاث وتطوير، وعقول تجيد البحث والابتكار. ويقاس تقدم الدول بنسبة ما تصرف من دخلها القومي على الأبحاث والتطوير، وتتربع الولاياتالمتحدة الأميركية اليوم على أهم مصادر القوة بفضل ما تملك من جامعات تحيل نتاج عقول طلبتها وأساتذتها إلى منتجات وشركات عملاقة، والعلم هو ما مكنها من نشر أساطيلها في البحار، وأقمارها الصناعية في الفضاء. اليوم تسير المملكة بكل ثقة وجد ونشاط لامتلاك القوة بفضل قيادتها الواعية، وشعبها المتعلم وما تملك من إمكانات وميز نسبية، ومنذ أطلقت المملكة رؤيتها 2030 وهي تسير بخطى واثقة للحاق بركب الدول المتقدمة، ومنها إقامة المعارض الدولية كمعرض الدفاع العالمي الذي سقام في بداية شهر فبراير من هذا العام، ويقام في دول قليلة على مستوى العالم كمعرض فانبرا في بريطانيا ومعرض باريس في فرنسا ومعرض دبي العالمي للطيران. ورغم حداثة إقامة هذا المعرض في المملكة إلا أن مستوى التنظيم والمشاركة تعد عالية جداً نتيجة لمكانة المملكة، وما تأمله الشركات المشاركة والرائدة في عالم التصنيع من توقيع اتفاقيات وصفقات تجارية تصب في مصلحة الطرفين. والتصنيع المحلي يعد ركيزة أساسية في امتلاك القوة، وفي تعظيم الفائدة الاقتصادية والأمنية للدولة، ولذا حرصت المملكة على القيام بالخطوات الاتية: أولاً: الاهتمام بالصناعات العسكرية، وتعزيز المحتوى المحلي من الأسلحة وقطع الغيار من أهم الخطوات التي تتخذها المملكة منذ إطلاق الرؤية من قبل مهندسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله-. ومن أجل تسريع وتسهيل التصنيع العسكري أُنشئت هيئة في وزارة الدفاع خاصة بذلك، كما تم إنشاء الشركات التي تهتم بالتصنيع، والتعاون مع الدول التي تمتلك التقنية، والهدف توطين هذه الصناعة المهمة داخل المملكة. ثانياً: الابتكار العلمي يفاجئنا في كل يوم بمنتجات جديدة، وينتج عنه شركات واقتصاد يقوم على هذه الابتكارات، والسباق المحموم مستمر بين الدول المتقدمة، كل ذلك لتحويل النمو القائم على استهلاك المصادر الناضبة إلى النمو القائم على الاستدامة والابتكار، والمملكة تسير بخطى واثقة في هذا الاتجاه. ثالثاً: المعرفة هي القوة، والكفاءات البشرية هي المستقبل، والعالم المتقدم في سباق محموم للحصول على الكفاءات وتوظيفها، ودعمها بما تحتاجه من معامل ومختبرات وتسهيل إجراءات، ومن أعظم الخطوات التي تمت في هذا العهد الزاهر هي الاهتمام بالبحث والتطوير، والتعاون الدولي المتمثل بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وجعل الاستثمار في الداخل شرطاً مهماً عند إبرام الصفقات مع الدول والشركات المصنعة. رابعاً: إعداد الكفاءات يخضع لقانون النمو، ويقال إن زراعة القمح بسنة، وزراعة الشجرة بعشر سنوات، أما تربية الإنسان وإعداده فتتطلب العمر كله، وإعداد العلماء يبدأ في مراحل مبكرة من التعليم. وفي المملكة لدينا برامج رائعة لإعداد القادة والعلماء منها موهبة ومسك، وهذه بحاجة إلى التوسع والتعميم لتصل إلى كل المدن الصغيرة والقرى، فلا شيء يرفع من مستوى الإنسان العلمي والمهني كالإعداد المبكر الذي تتضافر فيه جهود المنزل والمدرسة والبرامج المساندة. التعليم هو القاطرة التي تأخذ الدول إلى القوة والرخاء الاقتصادي المستدام، وهو الوسيلة الأجدى لتهذيب الأخلاق وزرع العادات الحسنة، وإعداد الكفاءات البشرية. والتعليم بحاجة إلى تحديث مستمر للأخذ بأفضل أساليب التعليم لدى الدول المتقدمة في إعداد المناهج، وتطوير أداء المعلمين لإعداد قادة المستقبل وعلمائه ومهندسيه.