أثبتت المملكة تاريخها المشرّف على مدار عقود من الزمن دعم القضية الفلسطينية ومساعيها الدؤوبة للحفاظ على أرواح الفلسطينيين، حيث يعتبر موقف المملكة للقضية من الثوابت الرئيسية للسياسة السعودية، فمنذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز-رحمه الله- وقفت المملكة في مؤتمر لندن عام 1935م لمناقشة القضية الفلسطينية تأييداً لمناصرة الشعب الفلسطيني، ولا يزال موقف الرياض، ثابتًا، وراسخًا، وداعمًا، للقضية الفلسطينية وشعبها لنيل حقوقهم المشروعة التي تكفل لهم بحياة كريمة. وتعد المملكة العربية السعودية تُعد أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربيًا وعالميًا، حيث لعبت ولا تزال دورًا محوريًا في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني خلال كامل المنعطفات التاريخية مُنذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجميع أبناءه الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. قضية راسخة وكانت ولا زالت وستظل قضية فلسطين هي القضية الأولى في وجدان القيادة السعودية ولا أدل من ذلك من تسمية الملك سلمان القمة العربية ال29 في الظهران العام 2018 ب(قمة القدس) وإرساله رسالة للقاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين وستظل القضية الأولى حتى حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة. وتتجلى مواقف القيادة السعودية تجاه قضية فلسطين، بالتأكيدات المُستمرة على أهمية هذه القضية وعدم المساومة عليها؛ ومن أهمها ما ذكره سمو ولي العهد في مُقابلته مع قناة FOX News، والتي ذكر فيها أن القضية الفلسطينية أمر مهم لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتشديده على ضرورة أن ينعم الفلسطينيون بحياة كريمة وجيدة. تضميد الجراح والوقفات السعودية التاريخية في نصرة الحق العربي والفلسطيني ساهمت على مدار عقود في رفع المعاناة وتضميد الجراح وإعمار الأرض وتعزيز الصمود، من خلال مُشاركة أبناءها في حرب 48 وصد العدوان الثلاثي 1956م وحرب 1967م (حرب الاستنزاف) وحرب أكتوبر 1973م وقراراتها التاريخية ومبادراتها السياسية ذات الصلة. وعلى مدار 74 عام مضت، وقفت السعودية بكامل ثقلها السياسي خلف إرادة الفلسطينيين وخياراتهم، وقدمت الدعم والمساندة العسكرية والاقتصادية، وتقدمت بمبادرة تلو الأخرى لإحلال السلام بهدف أن ينعموا بإقامة دولتهم المُستقلة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية، وما تعيينها سفيرًا فوق العادة لدى فلسطين وقنصلًا عامًا في مدينة القدس إلا امتدادًا لرسوخ مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني ومواصلتها دعم قضيته العادلة. لغة صارمة في التحذير في الأحداث الأخيرة التي شهدتها فلسطينالمحتلة كانت المملكة مبادرة بإيضاح موقفها الرافض لأي تصعيد يضر بالمدنيين، حيث ذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها أن المملكة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غبر المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك، و تدعو المملكة للوقف الفوري للتصعير بين الجانبين، وحماية المدنيين وضبط النفس، محذرة من خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق وما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والسلم والأمن والإقليمي والدولي". كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، رفض المملكة القاطع لعمليات التهجير القسري لسكان غزة، وإدانة المملكة استهداف المدنيين بأي شكل، أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية، وذلك خلال مساعي المملكة لبحث سبل دعم الجهود الرامية إلى وقف تصعيد العمليات العسكرية في غزة ومحيطها، بالإضافة إلى الجهود المبذولة تجاه إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية. محادثات ومتابعة مستمرة ولم تتوانى المملكة في تأكيد موقفها المساند لحقوق الشعب الفلسطيني حيث أكد سمو ولي على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المسلوبة، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث فيه التصعيد العسكري في غزة وأمن واستقرار المنطقة، مشددًا على استمرارية وقوف المملكة إلى جانب الفلسطينيين لتحقيق السلام العادل والدائم. تدشين حملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني ولم يتوقف الدعم السعودي للفلسطينيين على الجانب السياسي فقط؛ حيث أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الحملة الشعبية عبر منصة "ساهم" لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتبرعا للحملة بمبلغ 50 مليون ريال. وتأتي الحملة الشعبية في إطار دور المملكة التاريخي بالوقوف مع الفلسطينيين في مختلف الأزمات التي مرت به، تؤكد المملكة بأن القضية الفلسطينية هي الأهم وتأتي على رأس الأولويات. وصل مجموع التبرعات التي جمعتها منصة "ساهم" ضمن الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني، إلى 348,006,720 ريالًا، حتى اليوم الإثنين، وبلغ إجمالي عدد المتبرعين المشاركين في الحملة 548,205 متبرعًا حتى الآن. دعم متواصل لا محدود وكانت المملكة قد دعمت الأشقاء الفلسطينيين حتى الآن بما يزيد عن 5,187,114,254 مليار دولار أمريكي، يأتي ذلك في إطار المشاريع الإنسانية والإغاثية التي تقدمها عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما أرسلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية عبر معبر رفح الحدودي إلى غزة. كما تقدمت دعما ماليا سنويا للفلسطينيين قدره مليار وسبعة وتسعين مليون وثلاثمائة ألف دولار، وذلك لمدة عشر سنوات، وقررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره 6 ملايين دولار، وتبرعت نقدًا لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثون ألف دولار، وقدمت مبلغ مليوني دولار للصليب الأحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين.