ظهرت بين الجهال في وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الرخيصة، مزايدات وقودها تشويه التاريخ، موجهة إلى بلادنا، والتقليل من دورها ودعمها تجاه القضية الفلسطينية، رغم سياسة المملكة الحقيقية والمعروفة للفلسطيني قبل غيره والمتمثلة في حفظ حقوقه وقضيته، ولا شك أن مصدر هذه المزايدات أبواق مأجورة، وبعض المرتزقة مستهدفة تشويه التاريخ المشرف للمملكة مع دعم القضية الفلسطينية ومساعيها الدؤوبة للحفاظ على أرواح الفلسطينيين وقضيتهم العادلة. ولقد سجلت المملكة كونها مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية ومنبع الإسلام والدولة التي خصها الله بخدمة الحرمين الشريفين والمركز المحوري للعرب والمسلمين مواقف سجلها التاريخ بأحرف من نور إزاء القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والأماكن الإسلامية في القدسالمحتلة. ونظراً لما تمثله الدبلوماسية السعودية من حضور على المستوى الدولي وما تحتله المملكة من موقع مميز بين دول العالم المختلفة وما تتمتع به المملكة من تمثيل وحضور في كافة المحافل الدولية حيث تمثل محور الارتكاز الدولي وسنداً للعالم العربي والإسلامي. مبادرات ومساعدات دعم مادي ومعنوي وحشد دولي وإقليمي ومؤتمرات وقمم ومواقف ثابتة لم تتغير منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- بشأن القضية الفلسطينية، وسار على نهجه من حمل الراية بعده من الملوك العظام الذين كان لهم مواقف يشهدها القاصي والداني حتى أصبحت القضية من ثوابت السياسة السعودية. وفي خضم الأحداث الأخيرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نرى الجهود العظيمة والاتصالات الحثيثة التي قام بها سمو سيدي ولي العهد مُنذ بداية الأزمة مع كافة رؤساء الدول والتي أكد خلالها على أهمية الملف الإنساني، وضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، ورفض التهجير القسري لسكّان القطاع، وأهمية تلبية احتياجاتهم الإنسانية من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية والوقف الفوري للتصعيد العسكري. كما يبرز التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - بإطلاق الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، امتدادًا لمواقف المملكة تجاه التطورات العسكرية الخطيرة في غزة وتبرعهم السخي ب 50 مليون ريال في هذه الحملة وما توليه قيادة المملكة من اهتمام بالغ بالوضع الإنساني ورفع المعاناة عن المدنيين، وبذل كل ما من شأنه تخفيف التداعيات المأساوية التي يعانيها سكان القطاع. وتعد المملكة أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربيًا وعالميًا، حيث تجاوز إجمالي ما قدمته من مساعدات ومعونات مالية 5 مليارات دولار، خلال العقود الثلاثة الماضية وما رأيناه في الأيام الماضية من قمة عربية إسلامية غير عادية وتوحيد الصف العربي والإسلامي في كسر الحصار المفروض وإيقاف هذه الجرائم البشعة ضد المدنيين الأبرياء خير دليل على مناصرة المملكة لقضية فلسطين حيث تعدها قضيتها الأساسية والمركزية وتبرز الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في مناصرة القضية الفلسطينية.