تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس السبت الاتهام بالمسؤولية عن ضربة تسببت في تدمير جسر يمر فوق سد جبل أولياء جنوبيالخرطوم هو أحدث منشأة مهمة للبنية التحتية تتضرر بسبب الحرب المستعرة منذ سبعة أشهر. ولم يتضح بعد حجم الضرر الناتج في السد، لكن أي دمار كبير له ينذر بفيضان عارم للنيل الأبيض. وفي الأسابيع القليلة الماضية تعرض جسر في العاصمة الخرطوم ومستودع مهم للنفط لأضرار بسبب الضربات التي تبادل الطرفان الاتهام بالمسؤولية عنها. واستعر القتال في الأيام القليلة الماضية في منطقة جبل أولياء، وهي من الأحياء الفقيرة في جنوب ولاية الخرطوم مما أدى إلى نزوح الآلاف. وقالت قوات الدعم السريع في وقت سابق هذا الشهر إنها سيطرت على قاعدة للجيش في المنطقة. وذكرت مجموعة غرفة الطوارئ المحلية التطوعية في بيانات إن مدنيين قتلوا في ضربات نفذتها قوات الدعم السريع وكذلك أثناء تبادل إطلاق النار حيث تبادل الجيش وقوات الدعم السريع نيران المدفعية في المنطقة. ومن الصعب التحقق من الأعداد بدقة في ظل تضرر شبكات الاتصالات. واندلع القتال في الخرطوم في أبريل نيسان وسط التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع حول دمج قواتهما خلال انتقال نحو الديمقراطية. ومنذ ذلك الحين سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وتواصل مد سيطرتها جنوبا. كما نجحت في الوقت نفسه في السيطرة على معظم أنحاء إقليم دارفور في غرب البلاد إذ يقول محللون إنها كسبت قوة دافعة في جهودها لتعزيز سيطرتها على أكبر قدر ممكن من البلاد، مما عزز موقفها في محادثات السلام الجارية. من جهة أخرى طالب السودان الأمين العام للأمم المتحدة بالإنهاء «الفوري» للبعثة الأممية لدعم الانتقال (يونيتامس) في البلد الذي مزقته الحرب، حسب رسالة وزعتها الخرطوم على مجلس الأمن الدولي في الرسالة الرسمية بالعربية المؤرخة 16 نوفمبر والمرفقة برسالة بالإنجليزية من سفير السودان لدى الأممالمتحدة الحارث إدريس الحارث، أبلغ وزير الخارجية علي الصادق علي أنطونيو غوتيريش ب»طلب حكومة السودان من الأممالمتحدة الإنهاء الفوري لبعثة يونيتامس» التي توظف مئات المدنيين منذ 2020. وأكّد ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم غوتيريش تسلّم هذه الرسالة، موضحا أن البعثة الأمميّة وظّفت 245 شخصا في بورتسودان ونيروبي وأديس أبابا وكينيا وإثيوبيا. ووُزّعت الرسالة على أعضاء مجلس الأمن أثناء اجتماعه لبحث النزاع في السودان. وفي نهاية الاجتماع، حدث «تحول درامي» وفق الأممالمتحدة عندما أعلن ممثل الخرطوم «قرار الحكومة السودانية إنهاء البعثة». وقال الحارث إن البعثة «لم تعد تلبي احتياجات وأولويات» بلاده، مؤكدا في الآن نفسه أن الخرطوم «ستواصل العمل بشكل بناء مع الأممالمتحدة». وجاء في رسالة وزير الخارجية أن «حكومة السودان ملتزمة الانخراط البنّاء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة حول صيغة جديدة مناسبة ومتفق عليها». وأشار دوجاريك إلى أنّ «الأمين العام عيّن إيان مارتن لقيادة عمليّة المراجعة الاستراتيجيّة لبعثة الأممالمتحدة في السودان بهدف تزويد مجلس الأمن خيارات حول سُبل تكييف ولاية البعثة لتُناسب السياق الحالي». كذلك، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة «مبعوثا شخصيا له إلى السودان»، وفق ما ذكر دوجاريك. وأكّد أنّ الأممالمتحدة «ستواصل الانخراط مع جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك السلطات السودانيّة وأعضاء مجلس الأمن، لتوضيح الخطوات المقبلة». ومساء الخميس، دانت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا أما أكيا بوبي أمام مجلس الأمن اتساع نطاق النزاع في السودان إلى مناطق أخرى من البلاد التي تضم أصلا أكبر عدد من النازحين في العالم. وأشار مسؤول العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث الاثنين إلى أنه بعد نحو سبعة أشهر من الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، «يحتاج قرابة 25 مليون شخص في السودان حاليا إلى مساعدات إنسانية». واندلعت الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل، وخلفت أكثر من 10 آلاف قتيل وفق تقدير متحفظ لمنظمة «أكليد».