بدأت طواقم صحية وعمال إنقاذ، أمس الثلاثاء، إجراءات دفن عشرات القتلى في "مقبرة جماعية" في مجمع الشفاء الطبي في غزة بعد تعذر إخراجهم لدفنهم. وصرح الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة بأن نحو 180 شهيدا ضحايا غارات إسرائيلية وآخرين أطفال ومرضى توفوا في وحدة العناية المركزة نتيجة توقف عملها، دفنوا في "مقبرة جماعية" في إحدى ساحات مجمع الشفاء. وذكر القدرة أن مجمع الشفاء يخضع لحصار إسرائيلي مشدد منذ صباح السبت الماضي ولم تصل أو تغادر سيارة إسعاف واحدة منه. وأوضح أنه بعد أيام من الغارات الجوية العنيفة التي استهدف مباني مجمع الشفاء ومحيطه، فأن الدبابات والعربات المدرعة وصلت على بعد أمتار من المجمع المحاصر. وذكر القدرة أن سبعة أطفال رضع و29 مريضا في العناية المركزة كانوا من بين من دفنوا بعد نفاد الوقود في المستشفى. وقال إن عدد القتلى مرشح للزيادة بسبب العجز عن تأمين الرعاية الطبية للمرضى والجرحى، مضيفا أن "القذائف ما زالت تسقط على مجمع الشفاء وكل من فيه محاصر بموت محقق". وقال المستشار الإعلامي لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة إن عملياتها ستتوقف اليوم بسبب نفاد الوقود ما يهدد قطاع غزة بانهيار إنساني ومجاعة. وذكر أبو حسنة أن توقف عمليات أونروا سيعني عدم توفر أي مياه صالحة للشرب وتفاقم شامل لأزمة انعدام الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة وعدم القدرة على نقل أي إمدادات إنسانية من الخارج. وأضاف أن الأمر ينذر كذلك بكارثة صحية كبرى جراء توقف محطات الصرف الصحي ما ينذر بتداعيات بيئية وتفشي غير مسبوق للأمراض المعدية والأوبئة. ومنعت إسرائيل إمدادات الوقود منذ بدء حربها على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي في إطار فرضها إغلاقا شاملا على القطاع بما في ذلك قطع الكهرباء والمياه.