ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي إلى 1354 شهيداً. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن نصف عدد الشهداء هم من النساء والأطفال وكبار السن، كما أصيب 6049 بجروح مختلفة، لافتةً النظر أن 15 فلسطينياً استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية الليلة الماضية استهدفت منزلاً في جباليا شمال قطاع غزة. نزوح 338 ألف فلسطيني وتواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس على التوالي قصفها العنيف لقطاع غزة، مما أدى لتدمير آلاف الوحدات السكنية، ونزوح 338 ألف فلسطيني عن منازلهم إلى مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة. في حين أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن نحو 1100 إسرائيلي على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 2600 آخرين في الهجوم الذي شنه مقاتلون من كتائب القسام يوم السبت الماضي على مستوطنات غلاف غزة والمواقع العسكرية المحيطة. منحنى خطير وافترشت جثامين الشهداء ساحة أكبر مجمع طبي في غزة مع تصعيد إسرائيل غاراتها لليوم الساس. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون، للصحفيين في غزة أمس الخميس، إن ثلاجات القتلى في مجمع الشفاء الطبي باتت ممتلئة وغير قادرة على استيعاب المزيد. ويتوالى انطلاق مسيرات تتشيع جثامين الشهداء بعد وقت قصير من إعلان وفاتهم إلى أقرب مقبرة من مكان المستشفيات ويتعذر في كثير من الأحيان إتاحة الفرصة لأقاربهم من أجل توديعهم. وحذر المكتب الإعلامي في غزة من دخول القطاع «منحنى خطير على صعيد الواقع الإنساني، الذي يشهد تدهوراً غير محدود في كل تفاصيله الخدماتية والمعيشية بعد التوقف التام لإمدادات الكهرباء والمياه». تصاعد «جريمة» إسرائيل وقال المكتب الإعلامي، في بيان، إن ذلك يتزامن مع تصاعد «جريمة» إسرائيل في يومها السادس، بمحو أحياء سكنية وتهجير مئات الآلاف من السكان قسرا وإبادة عائلات بأكملها جراء قصف بيوتهم فوق رؤوسهم. وأضاف: «خلفت هذه المجازر الجماعية أعداداً كبيرةً من الشهداء باتت ثلاجات الموتى غير قادرة على استيعابهم». ولفت إلى تدفق أعداد متزايدة من الجرحى تغص بهم ممرات المستشفيات بعد امتلاء الأسرِّة وإشغال جميع غرف العمليات والعناية، ما يهدد المنظومة الصحية بالانهيار وعدم القدرة على مواصلة خدماتها في أي لحظة، سيما مع توقف الكهرباء. وتابع قائلاً :»هذا الواقع يجعل من غزة منطقة منكوبة تتعرض لعقاب ومجازر إبادة جماعية». وحذر البيان من أن تأخر الاستجابة لنداء الاستغاثة «ستكون نتائجه جعل قطاع غزة مقبرة جماعية، يموت فيه الناس إما بسبب القصف والدمار أو الجوع وعدم توفر المياه الصالحة للشرب أو انتشار الأوبئة والأمراض المعدية انطلاقا من تجمعات النازحين». انهيار الوضع الصحي وفي السياق ذاته، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، من انهيار الوضع الصحي في قطاع غزة، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم. وقالت الكيلة، في بيان صحفي، إن العدد الكبير للجرحى، يفوق حاليا القدرة الاستيعابية للمستشفيات في القطاع. وجددت الدعوة بشكل عاجل لكل المنظمات الصحية الدولية والأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل دول العالم، إلى التدخل الفوري والعاجل لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصاً إلى غرف العمليات وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المكثفة. كما دعت المنظمات الصحية الدولية إلى المساعدة في فتح مستشفيات ميدانية في قطاع غزة، للعمل على إنقاذ حياة المصابين وخصوصاً النساء والأطفال والشيوخ. إبادة جماعية.. وجثامين القتلى تفترش ساحة أكبر مجمع طبي الوضع الإنساني يخرج عن السيطرة حذر الصليب الأحمر الخميس من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة «سيخرج عن السيطرة بسرعة» في ظل القصف الإسرائيلي العنيف، مشيراً من جهة أخرى إلى أنه على اتصال مع حركة حماس للعمل على إطلاق سراح الرهائن. وأعرب فابريتسيو كاربوني المدير الإقليمي للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط عن قلقه على مصير المدنيين في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف مكثف يومي. وحذر كاربوني خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت من أن الوضع الإنساني في القطاع «سيخرج عن السيطرة بسرعة» موضحاً أن القصف المتواصل لا يسمح لمنظمته بتوزيع مخزونها من بعض المواد الضرورية مثل البنزين لمولدات الكهرباء والكلور لشبكة المياه. وقال إن «الظروف الأمنية لا تسمح لنا بالتنقل بحرية» مضيفا «لا خيار لدينا في حال كان هناك اتفاق (لضمان سلامة العاملين الإنسانيين) سوى أن نثق به» في وقت قتل خمسة مسعفين من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مذ بدء المعارك. وشدد على ضرورة إقامة ممر إنساني لإدخال المواد الضرورية والمعدات الطبية والوقود، وهو ما دعت إليه الأممالمتحدة أيضا. الاحتلال يتوعد ب"تدمير" حماس ويواصل القصف العنيف نتنياهو يتوعد بتدمير حماس إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال قصفها على قطاع غزة متوعدة ب»سحق» حماس و»تدميرها» بعد شن الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية. من جهتها أعلنت حركة حماس صباح الخميس إطلاق صواريخ على تل أبيب رداً على ضربات إسرائيلية على «المدنيين» في مخيمي الشاطئ وجباليا في القطاع. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في أول تصريح رسمي يصدر عن حكومة الطوارئ التي شكلها في اليوم ذاته مع القيادي المعارض بيني غانتس، بأن كل عضو في حركة حماس سيكون «في حكم الميت». إحكام الطوق على غزة وأحكمت إسرائيل بصورة تامة الطوق على القطاع البالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة والذي يعاني من حصار بحري وبري وجوي تفرضه عليه منذ 2006، وبات محروماً من الإمدادات بالمياه والكهرباء والطعام. وتوقفت المحطة الكهربائية الوحيدة في القطاع عن العمل بعد ظهر الأربعاء لنفاد الوقود، فيما بلغت المستشفيات أقصى طاقاتها وباتت تعاني من نقص في المعدات. وطلب فابريتسيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط من الطرفين «الحد من معاناة المدنيين» ولا سيما في قطاع غزة. وقال في بيان «بدون كهرباء، قد تتحول المستشفيات إلى مشارح»، مبدياً مخاوف خصوصاً حيال المولودين في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين أو إلى غسيل الكلى. الرهائن الإسرائليون مقابل المياه والكهرباء وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن استئناف الخدمات الأساسية للمدنيين في قطاع غزة مرتبط بالافراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس. وكتب كاتس عبر منصة اكس «تويتر سابقا» أنه لن يتم إعادة الكهرباء أو المياه، كما لن يتم السماح بدخول شاحنة وقود حتى تتم عودة الرهائن. سيدة تواسي فتيات فلسطينيات بعد تعرض منزلهن للقصف (أ ف ب) مصاب بالقصف بين يدي المسعفين (أ ف ب) جرحى فلسطينيون في انتظار علاجهم (أ ف ب) تشييع جثامين الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي (أ ف ب)