استضافة كأس العالم هي أشبه بالحلم لكل دولة، وعندما تترشح الدول لاستضافة كأس العالم، فإنها تعد العدة لخوض معركة التصويت على البلد المستضيف لهذه البطولة العالمية التي يحلم الجميع بتنظيمها، وغالباً ما تكون المعركة حامية الوطيس عبر التكتلات والتنازلات وتبادل المصالح والشد والجذب حتى يتم إعلان البلد الفائز بالاستضافة. وكثير من الدول تتقدم بطلب الاستضافة ثم تفشل في الفوز بشرف تنظيم البطولة فتحاول مرة أخرى في النسخ اللاحقة مع تطوير ملف الاستضافة إما بالتحالف مع دول أخرى في التنظيم أو تقديم عرض جبار، وفي النهاية تفوز هذه الدولة بتنظيم كأس العالم بعد عدة محاولات إما بشكل منفرد أو بالشراكة مع دولة ثانية. لكن هناك دولة لديها قيادة حكيمة وطموحة تمتلك رؤية مختلفة عن جميع الدول، وذلك بالنهوض بالبلد على الصعد كافة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية والترفيهية والصحية والرياضية، واستطاعت هذه القيادة التي جمعت بين الخبرات المتراكمة وحيوية الشباب العالية، أن تنقل البلد خلال ثماني سنوات إلى مستوى أعلى بكثير من المستوى السابق، حيث أصبح البلد ورشة عمل مستمرة من خلال كثرة المشاريع وسرعة الإنجاز. إنها بلدي الحبيبة المملكة العربية السعودية التي يقودها والدنا وحبيبنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير الملهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عراب رؤية 2030. فقيادتنا الحكيمة وعبر رؤيتها الطموحة استطاعت أن تجعل المملكة في قلب الأحداث العالمية وفي مقدمة الدول على كافة الصعد ومازال للمجد بقية بإذن الله. فعلى الصعيد الرياضي حققنا في ظرف خمس سنوات قفزات هائلة جعلت من المملكة عاصمة للرياضة العالمية ووجهة جديدة للسياحة الرياضية، كيف لا ونحن نستضيف أهم وأقوى المسابقات العالمية مثل رالي دكار وفورميلا إي وفورميلا 1 والملاكمة العالمية وكأس العالم للأندية، بل إن الدوري السعودي وفي ظرف بضعة أشهر استقطب أبرز نجوم العالم كرونالدو وبنزيما وماني وكانتي ونيمار والقائمة تطول، لدرجة أن الميركاتو الصيفي الماضي خطفت الأندية السعودية فيه أنظار العالم أجمع باستقطاباتها النوعية للنجوم. ولأن من يقود هذا الحراك هو الأمير محمد بن سلمان الرجل الذي لا يوجد للمستحيل خانة في قاموسه، فإن ما تحقق من إنجازات لم يفاجئنا كسعوديين، كيف لا ونحن نعيش التطور كل يوم ونشاهد المنجزات تتحقق أمام أعيننا. لذلك لم أتفاجأ عندما أعلن رئيس الفيفا أن الملف السعودي هو الملف الوحيد الذي تم تقديمه لطلب استضافة كأس العالم 2034، في إشارة إلى أن الإعلان الرسمي عن فوزنا بالتنظيم لهذه البطولة مسألة وقت رغم أن المملكة عملياً ستكون هي المنظم بشكل رسمي لكأس العالم 2034، وهذا يؤكد جملتي التي دائماً أرددها بأن الأمير محمد بن سلمان هو رجل الأفعال وليس الأقوال فقط، لأن أفعاله دائماً تسبق أقواله والدليل أننا فعلياً فزنا باستضافة كأس العالم 2034 رغم أن الإعلان الرسمي لم يصدر لإجراءات سيمر بها القرار. وسيكون وقتها لنا حديث عن البطولة وأثر الاستضافة علينا كبلد، لكنني سأختم بأنه للمرة الأولى التي يحدث مثل هذا السيناريو بأن تجمع الدول على دعم الملف السعودي لاستضافة كأس العالم بل وينسحب المنافسون في خوض المنافسة معنا على الفوز بالتنظيم فاسحين المجال لنا، والسبب واضح جداً، هو أن المملكة تتمتع بقيادة تملك الدهاء السياسي والثقل الدولي والثقة العالية والاحترام الكبير. جماهير الوطن ستكون حاضرة