جاء إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رغبة المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 وعزمها على التقدم رسميًا بالترشح لاستضافة البطولة كبشرى زفها عراب الرؤية ورائد التطوير لكل السعوديين، ولكل محب لهذا البلد العظيم. هذه الاستضافة حقٌ مستحقٌ للسعودية الرائدة والقائدة على مستوى العالم وعلى جميع الصعد؛ كدولة لها ثقلها الدولي السياسي والاقتصادي والثقافي وحتى الرياضي، وهي تتويج لعمل بدأ منذ سنوات حين قررت القيادة -حفظها الله- أن تلعب المملكة دورها الطبيعي في المسرح الرياضي العالمي من خلال استضافتها لأهم الأحداث العالمية في مختلف الرياضات والمسابقات الدولية مثل رالي داكار الحدث الأهم في رياضة السيارات؛ والذي تستضيفه السعودية سنويًا منذ 2020 وتم نقله عبر 70 قناة عالمية إلى 190 دولة بمشاركة 820 ملاحًا يمثلون 68 دولة، ثم تنظيمها لسباق الفورمولا 1 منذ 2021 باسم جائزة السعودية الكبرى، تخللها استضافة عدد من الأحداث الكروية مثل: كلاسيكو العالم بين البرازيل والأرجنتين، والسوبر الإيطالي، والسوبر الإسباني، وأخيرًا السوبر الأفريقي، إضافة إلى استضافة نهائيات الجولة العالمية بكرة السلة 3×3، وكأس العالم للأندية، وأخيرًا نهائي العالم للملاكمة للوزن الثقيل الذي ستستضيفه السعودية في الفترة المقبلة بين تايسون فيوري والكسندر أوسيك في ملعب (المملكة أرينا) في الرياض. أمام هذه الأحداث العالمية الكبرى التي استضافتها وتستضيفها السعودية في مختلف الرياضات كانت عيون السعوديين ترقب، وقلوبهم تترقب ما كان مجرد مسألة وقت للشعب الذي يتنفس كرة القدم ويعيشها كل يوم؛ ألا وهو قرار استضافة كأس العالم لكرة القدم، وهو ما تحقق اليوم بإذن الله، وأقول تحقق بإذن الله والوقت لا يزال مبكرًا، والطلب لم يرفع، والملف لم يستكمل، والقرار النهائي حول الفائز بحق الاستضافة لم يُحسم بعد إيمانًا مني بأن هذا الرجل الذي زف لنا البشرى حينما يحلم فهو يحقق، وحينما يضع لنفسه هدفًا فإنه يتحقق، فحق لي أن أبارك للجميع مقدمًا فوز السعودية العظمى بحق استضافة مونديال 2034 التي أجزم أنها ستكون بحول الله وقوته النسخة الأجمل في تاريخ كأس العالم. فرحة كل الرياضيين السعوديين الغامرة باستضافة السعودية لمونديال 2034 ليس لأهمية هذه الاستضافة إعلاميًا واقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا وحسب؛ بل لأنها تعني أنَّ أمامنا 10 سنوات زاهرة وعامرة ومليئة بالإنجازات على صعيد البنية التحتية الرياضية من ملاعب ومنشآت ستعود آثارها الإيجابية على الرياضة والأندية السعودية قبل كأس العالم وبعده، كما أنَّ استضافة المملكة لكأس آسيا 2027 ستكون بمثابة بروفة أولية للاستضافة الأهم والأعظم في تاريخ الرياضة السعودية؛ فشكرًا لله ثم لمن جعل الحلم علمًا وحقيقة. أكثر ما أسعدني في هذه البشرى هو أنَّ السعودية ستستضيف المونديال منفردة بعيدًا عن تجربة الشراكة التي خاضتها كوريا واليابان في 2002، وستخوضها كندا والمكسيك والولايات المتحدة في مونديال 2026، والمغرب وإسبانيا والبرتغال في مونديال 2030، فالسعودية قادرة لوحدها على تحقيق تجربة رياضية فريدة وغير مسبوقة دون الاستعانة بجارٍ أو صديق، بما تملكه من قدرات مالية وكفاءات بشرية، ورقعة جغرافية شاسعة، وتنوع مناخي فريد، وكل المؤهلات التي ستنقل لعيون العالم صورة السعودية الحقيقية، حين يحل العالم ضيفًا في عيون السعودية.