الهلال فريق كبير وعريق، ومن الفرق التي تأسست في المنطقة الوسطى (الرياض) منذ نحو ستين سنة، واعتمد بعد الله على قاعدة صلبة قلّ مثيلها في الفرق الأخرى رغم الإمكانات المتواضعة في ذلك الوقت، لكن بعزم الرجال وجهودهم وعلى رأسهم مؤسسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -غفر الله له- ومن بعده أصحاب السمو الأمراء. هذه البداية المتواضعة التي حتمت الظروف أن تكون كذلك لقلة الإمكانات المادية والبشرية، إلا أن النادي يوماً بعد آخر اتجه للتصعيد الرأسي الرياضي، فكبر مع هذا التصعيد في إمكاناته المادية والبشرية للاعبين وأصبح اسمه بارزاً في الوسط الرياضي، وهذا بعزم الرجال وتفانيهم وعلى رأسهم مؤسس هذا النادي وبعض أصحاب السمو الأمراء الذين توالوا على رئاسته، وقد يكون هو النادي الوحيد في المملكة الذي توالى على رئاسته كثير من أصحاب السمو الأمراء الذين دعموا هذا النادي بكل ما يستطيعون من مال ولاعبين محليين وأجانب حتى وصل إلى ما وصل إليه هذا النادي بفوز بعد فوز وبطولة بعد بطولة حتى حصل على الكؤوس والميداليات الذهبية والفضية وأصبح لديه (66) بطولة. والعمود الفقري في هذه البطولة هم اللاعبون قبل أن يدخل موضوع الاحتراف، حيث كان اللاعب يلعب من أجل النادي ومن أجل الكرة وسمعة هذا النادي بعكس ما هو حاصل الآن، وهنا لا نقلل من إخلاص وجهود اللاعبين الحاليين لكن الوضع والظرف اختلفا وأصبح الهلال في البطولات لا يضاهيه أحد، وهذا هو الواقع، لكن الإسراف في المديح والتغني بماضيه يجب أن ينظر إليه ولا بد من تخفيف هذا المديح؛ لأن الكل يعرف موقع هذا النادي والبطولات التي حصل عليها خلال السنين الماضية، والإسراف في المديح وجعله فوق رؤوس الأندية التي تنافسه اليوم قد يؤدي إلى التخفيف من شعبيته الرياضية، وكما شاهدنا عدة مباريات أخفق فيها هذا النادي، والجمهور لا يهمه إلا الفوز، وإذا قرأ هذا المديح للنادي الذي انتشر في الآونة الأخيرة في بعض وسائل الإعلام المقروءة سوف يكون لديه رد فعل عكسية قد تقلل من مكانة النادي وجمهوره، لذا أرى أن يكون هناك اعتدال في المدح وعدم إسراف وأن تكون هناك وسطية في ذلك، وأن يكون المديح خاصاً في المناسبات التي تتطلب ذلك لمعرفة إنجازه. *رياضي سابق - عضو في هيئة الصحفيين السعوديين. مندل عبدالله القباع* - الرياض