كان الأمس مثل اليوم انتهى موسم رياضي انقرض ما بين عامي (2018م-2019م) خاضت خلاله الفرق الممتازة والدرجة الأولى والثانية والثالثة عدة مباريات، هذا فريق يفوز ويحقق الترتيب علواً بعد علو وآخر كذلك وذاك يخفق في هذه المباريات ويعلو في مباريات أخرى وأصبحت هذه الفرق تدور في الإطار العام الذي رسمه الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجانه المختلفة التي تشرف على هذه الدوريات فنياً وعقابياً وانضباطياً وتحكيمياً وقانونياً، فأصدرت هذه اللجان مئات القرارات تختص هذه الدوريات سواءً كانت إيجابية أو سلبية أو عقابية، وبدأت هذه الفرق في التنافس بينها فظفر من ظفر بالفوز، وخسر من خسر في هذه الدوريات والتصفيات من خلال خوض الجولات المتعددة وخرجت بعض الفرق من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وفاز التعاون ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وانتهى هذا الموسم وطويت الصفحة. لو رجعنا إلى هذه المسابقات فهل انعكس هذا على تطوير وتقنية الكرة السعودية المحلية رياضياً بين هذه الفرق التي أشرنا إلى عددها أعلاه؟، أعتقد أن الإجابة تحتاج إلى تروٍ وتصحيح موضوعي لأن كل فريق يهمه الفوز، ولا يريد الخسارة ومعرفة أسبابها، ومما زاد الطين بلة الاعتماد على اللاعب الأجنبي في جميع مراكز الفريق حتى وصل العدد المسموح به إلى ثمانية لاعبين حتى الحارس طالته الأجنبية، وسرنا على هذا المنوال على الاتكال -بعد الله- على اللاعب الأجنبي الذي نتعاقد معه ونحضره بواسطة السماسرة بالملايين، فهذا لاعب يحضر وآخر يغادر، والذي يحدد بقاؤه فترة معينة هو تسجيله للأهداف في مرمى الخصم، وليس الاستفادة منه فنياً ومهارياً من قبل اللاعب المحلي، ويكون محله في دكة الاحتياط، والتاريخ الرياضي الماضي يشهد على ذلك لماذا أخفقنا في كأس العالم؟ لماذا أخفقنا في دوري كأس آسيا؟، وغيرنا الذي أقل منا إمكانات مادية وبشرية وتاريخه الرياضي لا يقاس بتاريخنا الطويل، لكن هناك تقنية حديثة وفنيات في الرياضة واستعداداً مبكراً وطويلاً لهذه المسابقات من قبل بعض الدول والاعتماد على لاعبيهم المحليين؛ لأن اللاعب المحلي في كل الدول إخلاصه وتفانيه وحبه لوطنه يدفعه لبذل الغالي والنفيس في سبيل رفع اسم بلده ووطنه في هذه المسابقات. لذا فإنني أتمنى من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل التركيز والاهتمام باللاعب المحلي وإعطائه الأولوية في التنافس في الدوريات لاكتشاف المواهب الوطنية التي يمكن التركيز والاعتماد عليها في المسابقات الدولية التي تخص المنتخب السعودي، نحن عندنا أكثر من 170 نادياً لن نعجز في تكوين منتخب وطني نعتمد عليه -بعد الله- في تحقيق البطولات، أما اللاعب الأجنبي فأرى أن يقلل العدد إلى أربعة لاعبين أجانب حتى يكون هناك فرصة للاعب المحلي وعدم استحواذ الأجنبي على النصيب الأكبر في الدوريات ومصيره مؤقت فهو سيترك النادي ويغادر إلى بلده الأصلي، ولن يبقى إلا ولد النادي، فهو أكثر إخلاصاً وتفانياً. *رياضي سابق عضو هيئة الصحفيين السعوديين والعرب مندل القباع * - الرياض