اختار أعضاء مجلس النواب الأميركي الجمهوريون مساء الثلاثاء النائب مايك جونسون لتولي رئاسة هذه الهيئة المشلولة منذ عُزل رئيسها كيفن مكارثي، في نهاية يوم شهد تقلبات عديدة ما يعكس الفوضى التي يغرق فيها الكونغرس. وقالت النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك التي ترأست جلسة التصويت إنّ النائب عن لويزيانا مايك جونسون فاز بالاقتراع الداخلي الذي جرى بعد ساعات من إعلان سلفه توم إيمر سحب ترشيحه لهذا المنصب. لكن لا يزال أمامه عدد من العراقيل قبل أن يتمكن من تسلم هذا المنصب. وبعدما حاولوا على مدى أسابيع إيجاد رئيس جديد لمجلس النواب، اتفق الجمهوريون في بادئ الأمر الثلاثاء على اسم توم إيمر، المسؤول الثالث للحزب في المجلس. لكن هذا النائب عن مينيسوتا ما لبث أن أعلن سحب ترشيحه بسبب المعارضة الشرسة التي واجهها من نواب مؤيّدين لترمب، فقد أعلن أكثر من عشرين نائبا من مؤيدي ترمب سريعا أنهم لن يدعموا أبدا ترشيحه خلال الجلسة العامة حتى لو أن الجمهوريين لا يشغلون سوى غالبية ضئيلة جدا في مجلس النواب. وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من إقالة الرئيس السابق لمجلس النواب كيفن مكارثي، لا تزال الانقسامات تعم صفوف الجمهوريين. وبسبب شغور هذا المنصب يجد الكونغرس نفسه عاجزاً عن التصويت على أي مشروع قانون او معالجة ملفّات تتعلّق بأزمات مهمة للغاية في مقدّمها الحرب في كلّ من أوكرانيا وإسرائيل، فضلاً عن التهديد الوشيك بإغلاق مؤسّسات حكومية في الولايات المتّحدة بسبب أزمة سقف الدين العام. وقال الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية مايكل ماكول لشبكة "اي بي سي نيوز" الاحد "قد يكون هذا أحد أكثر الأمور المحرجة التي شهدتها". وأضاف "لأنه إذا لم يكن لدينا رئيس لمجلس النواب، فلن نكون قادرين على الحكم. ومع كل يوم يمر، نصبح في حالة إغلاق كحكومة". والأسبوع الماضي، بدا رئيس اللجنة القضائية جيم جوردان، حليف الرئيس السابق دونالد ترمب، على وشك وضع حد لهذا المسعى المزعج بشكل متزايد للحزب. وانتهى به الأمر بتسجيل ثلاثة إخفاقات من حيث عدد الاصوات. ثم سحب الجمهوريون دعمهم له، معلنين أنهم سيجتمعون الاثنين لتسمية مرشح جديد لمنصب رئيس مجلس النواب. وتسلّط هذه الفوضى الضوء على الانقسامات التي تعاني منها الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب بعدما فشلت في الاتفاق على خلَف لمكارثي. ومنذ عُزل مكارثي في إجراء غير مسبوق في تاريخ الولاياتالمتحدة، لا تزال الأزمة تتفاقم في مجلس النواب.