نجاحات كبيرة أكسبتنا ثقة العالم.. والأهداف تتجدد بشغف كبير أضحت المملكة تتصدر خريطة استضافة الأحداث الرياضية العالمية، بعد أن احتضنت ملاعبها وميادينها خلال الأعوام الأخيرة بطولات ومنافسات كثيرة في مختلف الألعاب، وهو ما جعلها محط أنظار العالم، ولم يعد الاهتمام الرسمي بكرة القدم فقط، بل تجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك، فالمسؤولون عن رياضتنا وبدعم من القيادة الرشيدة وإشراف مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجحوا في استقطاب أهم البطولات العالمية في كرة القدم، واليد، والتنس، والسيارات، والمصارعة، والملاكمة، والغولف، والشطرنج، والفروسية، وغيرها من الرياضات. وبسبب نجاحاتها الكبيرة في الأحداث التي استضافتها، كسبت المملكة ثقة العالم أجمع، كونها برهنت على إمكاناتها الكبيرة، من منشآت وبنى تحتية وطاقات بشرية، وتعرّف العالم على المملكة عن قرب عبر بوابة الرياضة، ولم يعد سماع خبر استضافة وطننا الغالي لبطولة عالمية أمراً مستغرباً، كونها تعد اليوم من الدول المرشحة دائماً للفوز بتنظيم أي بطولة، وما زال العمل متواصلاً لاستضافة أهم الفعاليات العالمية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. وتنوعت الرياضات التي استضافت السعودية منافساتها، بهدف إشباع رغبات محبي الرياضة من مواطنين ومقيمين، فالرياضي الذي يعيش اليوم في السعودية لم يعد بحاجة إلى إنفاق أمواله في السفر من أجل متابعة ومشاهدة الرياضة التي يحبها من قلب الحدث، لأنها أصبحت في ضيافة البلد الذي يعيش فيه، وارتبط اهتمام المسؤولين بجلب البطولات العالمية بتسهيل مهمة الراغبين في حضور الأحداث من محبي الرياضة حول العالم، وهو الأمر الذي أبهر الرياضيين في مختلف البلدان، فالمشجع الراغب في القدوم إلى السعودية ليس عليه إلا شراء تذكرة الحدث الرياضي، وبإمكانه بعدها مباشرة الحصول على تأشيرة دخول المملكة إلكترونياً. ولم تمنع جائحة كورونا السعودية من المضي قدماً في هذا الملف، إذ أحسنت تنظيم واستضافة رالي دكار للمرة الثانية، وسباقات "فورمولا إي"، وغيرها من الفعاليات الرياضية، مع تطبيق أعلى المعايير الصحية العالمية. وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل يقول بشأن تنظيم الأحداث الرياضية العالمية: "هذه الاستضافات هي مكملة لحزمة من الاستضافات التي تمت في السنوات الماضية، وقبل أكثر من سنة بدأت الاجتماعات والنقاشات من أجل استضافة سباق فورمولا 1 بمتابعة من ولي العهد، استضافة الأحداث العالمية هي إحدى ركائز رؤية المملكة 2030، وإضافة هذه الفعالية لحزمة من الفعاليات التي تستضيفها المملكة يضيف إلى مكانتها واستعدادها لاستضافة الفعاليات، اليوم نحظى بدعم غير محدود في القطاع الرياضي بشكل خاص وفي كل القطاعات الأخرى في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد". في كرة القدم، احتضنت ملاعبنا مباراة السوبر كلاسيكو بين البرازيل والأرجنتين مرتين، في جدة، وانتهت بفوز منتخب السامبا (2018م)، وفي الرياض ثأر منتخب التانغو من خسارته (2019). كما نجحت المملكة في استقطاب السوبر الإيطالي، وأقيمت أول نسخة عام 2018م في جدة بين ميلان ويوفنتوس وتوج بها الأخير، أما النسخة الثانية 2019م فاحتضنتها الرياض، بين لاتسيو ويوفنتوس وفاز بها الأول، فيما تعذر إقامة نسخة 2020م بسبب جائحة كورونا. وتمكنت وزارة الرياضة من توقيع عقد مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم لتنظيم السوبر الإسباني، الذي أقيم في جدة يناير 2020 وتوج به ريال مدريد، بوجود أتليتكو مدريد وبرشلونة وفالنسيا. ونظمت المملكة بطولة العالم للأندية لكرة اليد "سوبر غلوب" 2019م، وستنظم أيضاً في أكتوبر المقبل النسخة الثانية. ومن بين الأحداث العالمية التي نظمتها المملكة بطولة رويال رامبل للمصارعة في جدة (2018)، إذ شارك فيها بطل العالم 13 مرة راندي أورتن، ونجم قاعة المشاهير مارك هنري، وبطل العالم ثلاث مرات راي ميستريو، وبطل اليونفيرسال السابق كيفن أوينز، ومفوض عرض سماكداون لايف شين مكمان، بالإضافة إلى بطل العالم السابق ذا جريت كالي في النزال، كما دخل المصارع الشهير جون سينا في تحد كبير أمام تريبل إتش، وفاز عليه في نهاية الأمر، وشهدت بطولة رويال رامبل نزال "التابوت" بين أندرتيكر وروسيف، وانتهى بفوز أندرتيكر، ونزال لقب اليونفيرسال بين بروك ليسنر ورومان رينز داخل القفص الحديدي، والذي انتهى بفوز الأول. ونظمت المملكة بطولة كراون غول للمصارعة في الرياض (2019)، وبطولة سوبر شو داون في الرياض (2020)، وشهدت بطولات المصارعة حضوراً جماهيرياً كبيراً نظراً لانتشار اللعبة وكثرة محبيها في السعودية. وأقيمت في جدة بطولة السوبر العالمي للملاكمة على كأس محمد علي كلاي الذي توج به البريطاني كالم سميث، عقب فوزه في نهائي "فئة الوزن المتوسط" على مواطنه جورج جروفس، كما احتضنت الدرعية نزال الملاكمة الذي فاز به البريطاني جوشوا على الأميركي من أصول مكسيكية أندي رويز (2019)، كما استضافت الدرعية في العام ذاته كأس الدرعية للتنس الذي شارك فيه ثمانية لاعبين عالميين، وبلغت قيمة جائزة البطل ثلاثة ملايين دولار، وذهبت للروسي دانييل ميدفيديف. ولأول مرة في قارة آسيا، استضافت المملكة في يناير 2020 رالي دكار، وهو أحد أصعب وأشهر الراليات الصحراوية في العالم، وتكررت الاستضافة في يناير 2021 للعام الثاني على التوالي، ومن منافسات السباقات التي نظمتها المملكة سباق الأبطال للسيارات (2018)، وسباق السعودية للفورمولا إي (2018-2019). وستنضم السعودية إلى قائمة الدول التي تستضيف سباقات بطولة العالم للفورمولا1 في الموسم المقبل 2021، من خلال جائزة السعودية الكبرى في جدة، ولن يكون السباق عادياً، كونه سيكون أسرع سباق تستضيفه شوارع مدينة في جميع أنحاء العالم، وذلك على مدى ثلاثة أيام، إذ سيكون سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا1 أضخم وأسرع الفعاليات التي تحتفي برياضة السيارات في المملكة، وسيشهد السباق عدداً من التجارب الحصرية الكفيلة بتسلية الزوار من مختلف الأعمار. ومن بين الأحداث الرياضية العالمية التي أقيمت في المملكة، بطولة الملك سلمان للشطرنج في الرياض (2017)، وسباق ماراثون الرياض الدولي (2018)، والبطولة السعودية للغولف (2019-2020)، وكأس السعودية للفروسية (2020). ولن تتوقف المملكة عند استضافة هذه المنافسات والأحداث الرياضية، فالاهتمام مستمر، والأهداف متجددة، فالسعودية كسبت لأول مرة في تاريخها تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2034، وستحقق استضافة حدث رياضي قاري بهذا الحجم مكاسب اقتصادية ورياضية واجتماعية واستثمارية وتنموية عدة، كونها أكبر تجمع رياضي قاري، وثاني أكبر تجمع رياضي في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية، وذلك من حيث حجم المشاركين وعدد الرياضات، إذ يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي يمثلون 45 دولة. وستنعش دورة الألعاب الآسيوية عدد من القطاعات داخل المملكة، مثل قطاع النقل والطيران والفنادق والتجارة وغيرها، وستخلق فرص عمل كبيرة، وغيرها من المكاسب التي لا حصر لها. كما دخلت السعودية في سباق المنافسة على استضافة كأس آسيا 2027. واقترب اليوم الذي سنرى فيه وطننا الغالي يستضيف أحداثاً عالمية كبرى مثل: دورة الألعاب الأولمبية، وكأس العالم لكرة القدم، وغيرها من المسابقات الكبرى. هذه النجاحات في استضافة البطولات العالمية تحققت بفضل الله أولاً، ثم بالدعم الكبير من حكومتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وبالرؤية الثاقبة لسمو ولي العهد 2030 التي كانت نقطة الانطلاق، ومصدر إلهام للعهد الجديد والمختلف الذي تعيشه الرياضة السعودية اليوم، وبرهنت المملكة على قدراتها العالية وإمكاناتها الكبيرة في استضافة أبرز الأحداث الرياضية على المستوى العالمي. الرياض تستضيف الألعاب الآسيوية 2034 رالي دكار في السعودية السوبر الإيطالي في السعودية السوبر الإسباني في السعودية